الكويت : توقع تقرير اقتصادي متخصص إن يكسر سعر الذهب حاجز ال1600 دولار أمريكي للاونصة قبل نهاية العام الحالي محققا بذلك مستويات قياسية جديدة بسبب استمرار قلق المستثمرين حول العالم من تزايد ضغوط التضخم وعدم وجود بوادر لتقنين الدول الكبرى سياستها المالية. وأوضح التقرير الصادر عن شركة "جي.اف.ام.اس" البريطانية المتخصصة في دراسات المعادن الثمينة على موقعها الالكتروني اليوم ان المستثمرين باتوا لا يثقون في سياسات الدول الصناعية المالية الرامية إلى تسهيل ضخ الأموال في البنوك لان ذلك يؤدي إلى تزايد ضغوط التضخم وخفض قيمة العملات لا سيما الدولار. وأضاف التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" انه في ظل هذه الأوضاع فان الذهب "تشع" مكانته كملاذ آمن ضد التضخم الذي يجتاح الدول الصناعية الكبرى وهو مايجعل المستثمرين يتقبلون الأسعار المرتفعة له مقابل الدولار متوقعا استمرار التركيز على شراء الذهب حتى نهاية العام الحالي. استثمار آمن وأشار إلى التهافت الرائج الآن على شراء سبائك الذهب ذات الأوزان الثقيلة بشكل اكبر مقارنة مع المشغولات والحلي الذهبية لاسيما من قبل مستثمري الشرق الأوسط وأوروبا ما يدلل على إن الذهب تحول الآن من استخدامات مالية إلى استثمار آمن خوفا من المستقبل الذي يحيط بالاقتصاد العالمي. وذكر إن سوق الحلي والمشغولات الذهبية انتعش في أماكن محددة من العالم لاسيما في شرق ووسط آسيا حيث إن المستثمر هناك استغل التوقعات الايجابية بارتفاع الذهب إلا انه اتجه إلى المصوغات الذهبية بدلا من السبائك نظرا للثقافة السائدة في تلك المناطق. ولاحظ التقرير ان الذهب لم يجتذب المستثمرين فقط بل اجتذب أيضا بعض الدول والبنوك المركزية التي دخلت في موجة الشراء الكبيرة خلال العام الماضي واستمرت حتى الآن لاسيما بعد عرض الصندوق الدولي مخزونات جيدة من الذهب للبيع في السوق العالمية والتي أقبلت عليه دول مثل الصين والهند. وفيما يتعلق بصناعة وإنتاج الذهب أشار تقرير شركة "جي.اف.ام.اس" إلى ان شركات المناجم سجلت ارباحا قوية حتى الآن مع تسجيل كل الدول المنتجة للمعدن الأصفر لأرقام قياسية لم تشهدها منذ عام 1988. ورأى التقرير ان "زمن عدم التحوط بالذهب الذي بدأ بالانتشار منذ عام 2001 بين أوساط المستثمرين قد انتهى وان الذهب عاد كما كان سابقا سلاحا ضد اي أزمة اقتصادية". وكان تقرير سابق لشركة "جي اف ام اس" قد أشار إلي ان أسعار الفضة والنحاس ارتفعت بشكل كبير بالتزامن مع ارتفاعات الذهب الذي ضرب رقما قياسيا جديدا بصعوده مؤخرا لأكثر من 1470 دولارا للاونصة. وأضاف التقرير ان الفضة ارتفعت بنسبة 78 % العام الماضي مدفوعة بالطلب المتزايد عليها من قبل المصانع في شرق اسيا لاسيما الصين. وذكر ان سعر الفضة سجل ارتفاعا كبيرا في العام الماضي ليصل الى 20.19 دولار للاونصة وهو اعلى مستوى سعر للفضة منذ عام 1980 ، موضحا ان الرغبة في الشراء مستمرة حتى ألان ما جعل الأسعار تقفز الى 30.86 دولار للاونصة خلال الربع الأول من العام الجاري. وبالنسبة للنحاس توقع تقرير شركة "جي اف ام اس" ان يسجل هذا المعدن ارتفاعات جديدة خلال النصف الثاني من السنة الحالية موضحا ان هناك عجزا في سد الطلب على النحاس حيث فاق العرض الطلب خلال العام الماضي بواقع 286 الف طن. وذكر ان النحاس تأثر بارتفاع الذهب ولو بطريقة غير مباشرة إذ ان زيادة الطلب الاستثماري على هذا المعدن أدى الى تسجيله أرقاما قياسية بنهاية العام الماضي وبداية العام الجاري محققا سعرا قدره عشرة الاف دولار للطن تقريبا.