لندن: أكد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أن اسقاط الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيظل قرارا صائبا، حتى لو لم تتوافر أدلة بخصوص امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل. وأضاف بلير في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" :" فكرة كون صدام يمثل خطرا على المنطقة هي التي جعلته يميل تأييد غزو العراق عام 2003، حتى بدون حجج اسلحة الدمار الشامل". وردً على سؤال بشأن استمراره في تأييد قرار الغزو حتى لو كان قد عرف في ذلك الوقت بأنه ليس هناك اسلحة دمار شامل ، بالقول:" سأظل اعتقد ان من الصواب اسقاطه(صدام)، اعني ان من الواضح انك ستحتاج لأستخدام ونشر حجج مختلفة حول طبيعة الخطر الذي يشكله". وأضاف : " ولهذا السبب اتعاطف مع الناس الذين وقفوا ضد الحرب لاسباب خيرة تماما وهم ضدها الان ايضا، ولكن بالنسبة لي، كما تعلم، كان يجب علي في النهاية ان اتخذ القرار". وردا على سؤال ما اذا كانت فكرة امتلاك صدام لاسلحة الدمار الشامل هي جعلته يميل لمصلحة الحرب، اجاب بلير : انها كانت "فكرة انه نفسه يعد خطرا على المنطقة وتطوير اسلحة الدمار الشامل جزءا اساسيا منها بالتاكيد". وتابع: "إنه كان هناك اثنا عشر عاما من المجيء والذهاب (من مفتشي ) الاممالمتحدة حول موضوع "اسلحة العراق، وان صدام قد استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبه، لذا من الواضح ان ذلك كان الشيء الابرز في ذهني –الخطر على المنطقة". في ذات السياق ، نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية الصادر اليوم السبت عن مستشار بلير السابق للسياسة الخارجية، السير ديفيد مانين، قوله إن بلير "كان مستعدا تمام الاستعداد للقول إنه راغب في دراسة احتمال تغيير النظام العراقي إذا لم تعط عقوبات الأممالمتحدة أكلها". وأضاف مانين قائلا "إذا اتضح أن من المستحيل متابعة خيار العقوبات الأممية، فإن بلير كان مستعدا لاستخدام العنف". وتتابع الصحيفة أن نتائج التحقيق تفيد أن بلير كان يحبذ خيار تغيير النظام رغم أنه تلقى تحذيرا من المدعي العام السابق، اللورد جولدسميث في يوليو/تموز 2002 أي قبل ثمان أشهر من الغزو يفيد أن "الرغبة في تغيير النظام لا تشكل أساسا قانونيا لللعمل العسكري". ومن المتوقع ان يواجه بلير لجنة التحقيق في حرب العراق مطلع العام القادم.وكانت حكومته قد نشرت ايلول/سبتمبر عام 2002 ملفا احتوى على الدعوى التي فقدت مصداقيتها الآن بأن العراق كان قادرا على استخدام اسلحة الدمار الشامل خلال خمس واربعين دقيقة بأمر من صدام. وجاء في تحقيق لجنة شيلكوت التي تدير التحقيق في ملابسات الحرب أن بلير أوضح للرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، في اجتماع بينهما في تكساس قبل 11 شهرا على الحرب أن حكومته كانت مستعدة لإزاحة صدام من الحكم.