كشفت حلقة دراسية مفتوحة في بريطانيا بعض خفايا "تآمر" توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، وجورج بوش رئيس الولاياتالمتحدة السابق في غزو العراق، ورفضهما جهوداً كبيرة للإبقاء على النظام، وإصرارهما على "ضرورة إزالته". وتقول صحيفة الغارديان: بعد الحلقة الدراسية لتقييم السياسة الدولية صعودا الى سنة 2003، فان لجنة التحقيق العراقية يمكن أن تتوصل من دون شكوك إلى أن غرض الغزو في تلك السنة من المنظور البريطاني والأميركي معا، كان تغيير النظام العراقي . وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فانّ موضوع أسلحة الدمار الشامل كان بالكاد إشارة بذل جهود مخلصة لتجنب الحرب وكانت مبنية على إمكانية تغيير النظام العراقي الذي يمكن "هندسته" بوسائل أخرى. لقد أرادت الولاياتالمتحدة تغيير النظام، وكسبت ذلك. وهذه الحلقة الدراسية التي كانت الأولى من ثلاث حلقات في إطار التحقيق الجاد للقيام بمحاولات حقيقية لفهم بعض المواضيع الأساسية التي تتعلق بغزو العراق. كان التحقيق مفتوحا لوسائل الإعلام، وكرئيس للجنة التحقيقية فان السر جون شيلكوت أشار بقوة إلى المحضر العلني. وألحّ شيلكوت على أن هناك بعض المعارضة لهذا الشيء من قبل الحكومة البريطانية، إلا أن هذه المعارضة ليست مستغربة. وكان رئيس الجلسة البروفيسور مايكل كلارك من معهد الخدمات الملكية، ورافقه الدكتور طوبي دودج من جامعة الملكة ماري، والذي كتب بصورة واسعة عن العراق. وبدأت الحلقة الدراسية بورقة من دودج، تفحصت عدم فعالية نظام العقوبات الذي وضع موضع التنفيذ بعد قيام العراق بغزو الكويت في سنة 1990. وهذا النظام، كما جادل دودج، قد ساعد على تركيز السلطة في أيدي نظام عراقي ضعيف ومستنفد. ويسحب دودج الاستنتاج لورقته قائلاً: ((إنّ عجز العقوبات عن تحقيق انضباط العراق، والتشخيص الدولة المخادعة لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، قاد الإدارة الأميركية لجورج بوش إلى اللجوء الى حال الحرب كونها خيارها كوسيلة للمضي لتحقيق أهداف سياستها الخارجية في الألفية الثالثة)). والخبراء والأكاديميون والصحفيون المحتشدون، لم يتفقوا حول التسبيبات، وفعالية العقوبات، ومدى أخلاقياتها والأهم من كل شيء ما الذي تهدف تلك العقوبات الى الوصول اليه. والموضوعات الأخيرة من هذه المجموعة ربما وصلت الى الإجماع في الحد الأدنى. حيث هدف الحصار إلى تحقيق نزع السلاح، تغيير النظام أو احتواؤه، أياً ما يعنيه ذلك. ورأى دودج في ورقته أنه كان من الواضح: ((أن أهداف وأغراض نظام العقوبات كان اكثر سعة واكثر تطفلا بمقارنته فقط بامتلاك أسلحة الدمار الشامل)). وبكل وضوح، إذا أخذنا وجهة النظر بان الحرب كانت استمراراً لأهداف العقوبات بوسائل أخرى ، فيجب أن يكون لدينا فهم لماهية هذه الأهداف. ويقول كلارك إنه لم يزل عاجزاً عن العثور على سبب استراتيجي واحد، بشأن سبب وقوع الحرب، بالرغم من أنها -من دون شك- كان لها تبعات ستراتيجية جدية. والإخفاقات المزعومة للمخابرات والوسائل الأخرى حول الموضوع كان من الصعب قبولها. وحينما ارتفعت المواضيع، بدت أنها ستخطئ المرحلة بصورة سيئة. وسأل شيلكوت ، كلارك عن تعليقه أنه كان هناك عدد من الفرص الدبلوماسية مازالت مفتوحة الى أن تمت مقاطعتها لاحقا، ((وحسب الافتراض في تأمين إما الإذعان لقرارات الأممالمتحدة أو تغيير النظام، أو كلاهما. وعند استرجاع أن المسؤولين والدبلوماسيين البريطانيين كانوا يقولون لغاية كانون الأول 2002 إنّ الحرب لم تكن حتمية ، فان كلارك لم يشر الى الإذعان أو نزع السلاح أو غيرها. وكان يقول: إذا كان قرار ثان للأمم المتحدة أو شيء من هذا القبيل ممكنا ((فان جبهة موحدة ضد صدام كان يمكن هندستها، إن لم يكن تغيير النظام فورا، وهو توقف في النشاط باتجاه الحرب)). وهذا الأمر ، كما يعتقد المحلل السياسي في الغارديان، هو الأفضل في ما يمكن قوله بخصوص ما حاول جاك سترو وآخرون تحقيقه في سعيهم الى ((الحل الدبلوماسي)). وهي أساليب يمكن بواسطتها تغيير النظام من دون الغزو. وجدله كان هو إذا كانت فرنسا وغيرها قد اقدموا بصورة واسعة بتهديد العراق بالحرب، فان صدام حسين لربما كان سيجبر على الخروج. ولكن إذا لم يترك صدام، فان الغزو كان سيمضي قدما. ومن المدهش بشكل كبير بان فرنسا استخلصت بان الجهود البريطانية للحصول على قرار يجيز الحرب سوف يقود الى الحرب، إذا كانوا لا يعرفون ، كما ظهر الان لكي تكون القضية ، بان توني بلير الزم بريطانيا في ربيع سنة 2002 لدعم الغزو الذي تقوده الولاياتالمتحدة . وحول هذا الموضوع ، يقول كلارك إنه كان هناك قبول عام بعد اجتماع بلير مع بوش في كراوفورد في تكساس في نيسان 2002. وكانوا يؤكدون بأن ((الأميركيين ذاهبون للقيام بشيء وإذا وصل الأمر الى الحرب، فيجب علينا الذهاب معهم)). ويؤكد كراوفورد، قوله: ((حتى أنني سمعت أنه تم التعبير أنه إذا عمل الأميركيون بخطأ استراتيجي فيجب أن نفعله معهم ، بسبب وضعنا مع الولاياتالمتحدة – ويمكن أن تكون مسرحية كما حدثت)). وقبل وبعد الغزو، اتهم المعارضون للحرب بلير، أنه ((كلب من نوع البودل ذو الشعر الكثيف)). أما بالنسبة لبوش المتهم هو واليستير كامبل، فهما يعرفان أنهما يدمران، وأنهما كانا متألمين لكي ينكروا. ولكن ذلك الاتهام وما قاله كلارك يرقى الى الشيء نفسه في اكثر أو اقل من المفردات الازدرائية. والسؤال هو في ما إذا كانت فكرة جيدة بالموافقة على اجتياح بلد آخر للحفاظ على "العلاقات الخاصة". وهناك اقتراح لهيئة المحققين، فقد قيل أن أشخاصاً مثل بلير سوف يظهرون لاحقا في بداية التحقيق. وبدلا من ان يكون هناك شهود مختلفون يراوغون وينافقون ويناقض أحدهم الآخر لعدة شهور، وربما يجب ان يسأل بلير بصورة مبكرة كالتالي، بحسب الغارديان: ((هل أنت ، من وقت مبكر من سنة 2002 أو حتى قبلها، أعطيت جورج بوش تعهدا بأنه إذا ذهب الى الحرب لإزاحة صدام حسين، فانك ستكون معه؟ وهل وجدت في حينها أن بوش بقي مصمما على الذهاب الى الحرب وشعرت بأنه ليس لديك خيار آخر؟)). وتقول الغارديان: لن نعرف أبدا. وهو – بلير – قد يعترف فقط . ولن نسمع المزيد حول الاخفاقات الاستخبارية وأسلحة الدمار الشامل.