برر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قراره بخوض الحرب الي جانب الولاياتالمتحدة بخوفه من وقوع عمل إرهابي كبير علي غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001. واعترف بلير في شهادته أمام لجنة التحقيق البريطانية حول حرب العراق برئاسة جون شيلكوت, بأن نظام صدام حسين لم يمثل خطورة متزايدة عقب أحداث سبتمبر. وأشار بلير الي أن مبرر خوض الحرب لدي كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا لم يكن تنامي قدرات نظام صدام ولكن تغير مفهوم الخطر لدي البلدين, وقال إنه بعد قيام عدد من المتطرفين بقتل3 آلاف شخص في هجوم سبتمبر تولدت قناعة لدي كل من واشنطنولندن بضرورة وضع نهاية للتهديدات التي تمثلها دول كإيران, وليبيا وكوريا الشمالية والعراق. وأوضح بلير أن المساهمة البريطانية في حرب العراق كان هدفها أن تبعث برسالة الي الأنظمة التي تملك أسلحة دمار شامل للتخلي عنها, وأشار الي أن صدام لم يتوان عن إستخدام الأسلحة الكيميائية مما أودي بحياة ما يقرب من مليون شخص وتساءل عما إذا كان من الصواب ترك رجل كصدام ضرب عرض الحائط بقرارات الأممالمتحدة لإعادة تفعيل برامج أسلحة الدمار الشامل. وردا علي اتهام سفير لندن السابق في الولاياتالمتحدة له بإبرام اتفاق بالدم مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لغزو العراق في مزرعته بكراوفورد, أكد بلير أن ما حدث في كراوفورد كان تأكيدا بأن بريطانيا ستساند الولاياتالمتحدة في مواجهة خطر نظام صدام حسين. وحول علاقة صدام بالقاعدة, شدد بلير علي أن حكومته كانت دائما تفصل بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي السابق إلا أنها كانت تملك مخاوف من وجود نقاط تلاقي بين الدول التي تملك برامج أسلحة دمار شامل وبين التنظيمات الإرهابية وضرب بلير مثالا بإيران التي تملك علاقات بمثل هذه التنظيمات في الوقت الذي تملك فيه برنامجا نوويا وهو الخطر الذي لايزال يؤرق العالم حتي الآن. كما أوضح بلير أنه في حال تم تحرير صدام من قيود العقوبات الدولية فإنه كان سيسعي لإستئناف برامج أسلحة الدمار الشامل التي كانت تملكها بلاده, وأضاف أن شن الحرب علي العراق بدلا من إيران كان بسبب التجاهل العراقي للقرارات الدولية. وكشف بلير عن أن الكثير من القادة العرب أعربوا عن ارتياحهم لإسقاط نظام صدام, وأضاف أن صدام الذي وصفه بالسفاح كان يمثل خطرا علي عملية السلام نظرا لمواقفه الرافضة للعملية السلمية والدعم الذي كان يقدمه لأهالي منفذي العمليات الانتحارية. ومن جانبه, ذكر تشيلكوت أن انخراط بريطانيا في هذا النزاع الذي لا يحظي بشعبية يظل موضوعا مثيرا للأنقسام وللتأثر الشديد خصوصا بين أهالي ال179 جنديا بريطانيا الذين قتلوا في العراق. وأوضح شيلكوت أن الهدف الرئيسي من التحقيق هو معرفة الأسباب التي دفعت حكومة بلير لخوض المعركة وتحديد الدروس المستفادة من الحرب علي العراق, مشيرا الي أن اللجنة لا تقوم بدور المحكمة وأن هدفها هو تقصي الحقيقة لمعرفة الأسباب التي ادت لاندلاع الحرب وما اعقبها من أعمال عنف. ويعد التحقيق الذي يقوده شيلكوت هو الثالث من نوعه بعد تقريرين سابقين في عام2004 كانت نتيجتهما تبرئة ساحة الحكومة من ارتكاب اي مخالفة إلا انه وبعد سبعة اعوام من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق ونحو ثلاثة اعوام من تسليم بلير رئاسة الوزراء لجورودن براون مازالت القضية تثير غضبا عميقا. وفي الوقت نفسه تظاهر المئات من بينهم عدد من اقارب الجنود البريطانيين الذين سقطوا في الحرب امام القاعة التي عقدت فيها جلسة الاستماع لبلير في لندن حاملين لافتات تصف رئيس الوزراء البريطاني السابق بالكاذب وبأنه مجرم حرب ورددوا اسماء ضحايا حرب العراق البريطانيين من المدنيين والعسكريين وهو ما دفع الشرطة البريطانية الي ادخال بلير لمقر الجلسة عبر بوابة خلفية.