* كريم فؤاد من المؤكد أن وجود شركة ثانية تعمل في مجال الاتصالات الثابتة في مصر أصبح حلم بعيد المنال حيث "تتلذذ" الشركة "المصرية" للاتصالات في احتكار السوق مع مماطلة الحكومة في طرح كراسة شروط الحصول على الرخصة الثانية للهاتف الثابت متحججة بالأزمة العالمية ! كنت أتمني عدم حدوث تلك الأزمة لمعرفة "الحُجة" الأخرى التي يتم إعلانها لتأجيل ظهور شركة منافسة للمحتكرة للاتصالات. وكثيرا ما نشاهد حالات عدم رضا من جانب المشتركين في شركة المصرية للاتصالات المحتكر الوحيد لسوق الهاتف الأرضي في مصر حيال كيفية تعامل السنترالات معهم في حال انقطاع الخدمة المقدمة خاصة وأن المشترك يكون قد دفع الفاتورة بالكامل بدون إبداء أي اعتراض حيال الأرقام المبالغ فيها في قيمة تلك الفواتير والواحد بيقول "لسه هشتكي أنا عايز اخلص كفاية عليا وقفت في طابور ملوش أخر عشان ادفع الفاتورة"، وطبعا جموع المواطنين الغفيرة التي قامت بدفع الفاتورة جعلت الشركة تحقق أرباحا خيالية بلغت علي سبيل المثال خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري فقط مبلغ 2.576 مليار جنيه ( اي الفين وخمسمائة وستة وسبعين مليونا من الجنيهات ) . المشكلة الرئيسية تكمن في أن المصرية للاتصالات تأخذ قيمة الاشتراك البالغ 36 جنيه كل ثلاثة شهور بدون وجه حق حيث يظل المشترك يقوم بدفع الاشتراك وتصر الشركة على عدم إرجاع الحرارة على أساس أنها تقوم "بتعذيب" المشترك الذي يتاخر من وجهة نظرها في دفع قيمة فواتيره في المواعيد المحددة وهذا بالطبع يؤثر على أرباحها خاصة وأن كل تأخر في الدفع يؤثر على أرباح الشركة فكلما يتأخر إيداع الأموال في البنوك تتقلص العوائد الرهيبة للشركة. هناك حالات كثيرة "داخت" مع "المحتكرة للاتصالات" وكان أخرها تسديد فاتورة يوم 25-11-2009 مدفوعة نقدي من جهة سنترال الوراق للتليفون رقم 0235428848 وحتى هذه اللحظة لم يتم استرجاع الخدمة مع العلم أنه في يوم الدفع تم إبلاغ المختص في السنترال بدفع الفواتير وبادر المختص "ربنا يخليه" على الفور بالقول إن "الحرارة هترجع في نفس اليوم يا أستاذ" . وكان هذا الوعد قبل وقفة عيد الأضحى المبارك بيوم مؤكدا "احنا في عيد ولازم تعيد على حبايبك" ولكن للأسف الحرارة ظلت مقطوعة وهذا إن كان شيء يثير الحزن بسبب التسيب والإهمال من جانب المسئولين عن رجوع الخدمة إلا أنه في نفس الوقت شيء يفرح حيث لم يتم استخدام التليفون الأرضي في الاتصال بالأهل والأصحاب للمباركة بقدوم العيد و"لم تلهف " الشركة فلوس كتيرة في الفاتورة القادمة. وبعد الانتظار للحرارة التي لم ترجع تم الاتصال بخدمة العملاء صاحبة الرقم الشهير "111" أكثر من 5 مرات والشكاوى مسجلة على أجهزة الحاسب الآلي في "الكول سنتر" وفي كل مرة اسمع صوت أنثوي من خلال الأسلاك يقول "ألو صباح الخير مع حضرتك المصرية للاتصالات، ثم تعيد قائلة :"ألو صباح الخير مع حضرتك المصرية للاتصالات" وبعد الرد يتم التباحث في الشكوى بأخذ اسم صاحب التليفون وعنوانه فضلا عن طلب رقم أرضي أو موبايل أخر لمتابعة تصليح العطل ويتم التأكيد على أن الحرارة سوف ترجع خلال 48 ساعة على الأكثر وفي كل مرة يتم ترديد ذلك الحديث بدون ان تعود الحرارة . إلى متى سيتم تجاهل المواطنين بهذه الصورة المستفزة أتذكر ذات مرة أنه كان هناك عطل في خط الهاتف المحمول وعند الاتصال بالشركة تم إصلاحه على الفور، السؤال هل تم ذلك لأن هناك ثلاث شركات تقدم تلك الخدمة في مصر فإذا كان ذلك السبب فأنا أطالب بسرعة تقديم كراسة الشروط الخاصة بالحصول على طلب الترخيص للشركة الثانية للهاتف الثابت في مصر. وسوف تحقق الشركة الفائزة أرباحا طائلة فعندنا 80 مليون مواطن فضلا عن أن هناك أعداد كثيرة من المشتركين سيتجهون إلى الشركة الثانية وأنا في مقدمة هؤلاء لانهم سيهتمون بشكاوي المواطنين ويصلحون الاعطال بسرعة حتي لايطفش الزبائن إلي الشركة الاخري المنافسة .