قال جهاد الحداد المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين، إن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، الذي دعا فيه الشعب للخروج في مظاهرات أمس الجمعة ينبغي النظر إلى خطابه بأنه يمهد الطريق لحملة دموية من القمع. وأكد الحداد في مقالة على صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن نهاية اللعبة يمكن رؤيتها، في إشارة إلى أن السيسي منح العالم مذاقًا لما يسعى للقيام به عندما أطلق الضباط النيران على المظاهرات السلمية أمام نادي الحرس الجمهوري. نوه الحداد إلى أن العنف استمر بصورة متقطعة منذ ذلك، وبينما تصف أغلب الوسائل الإعلامية العنف بأنه "اشتباكات" بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي فإن الحقيقة التي لا مفر منها أن جميع القتلى في صفوف معارضي الانقلاب، والذين يطالبون بعودة الديمقراطية المختطفة، ومعظم القتلى كانوا على أيدي أعوان الدولة الذين لا يرتدون الزى الرسمي. ومن ثم يرى المتحدث الإعلامي، أنه عندما يستخدم السيسي كلمات مكافحة "العنف والإرهاب" ينبغي على الشعب المسئول توقع العنف الذي يتم تسويقه للجمهور الغربي باستخدام الشعارات المألوفة، ويحث مؤيدي السيسي على التأكيد للعالم، أنه يحق للقوات المسلحة والشرطة القيام بذلك. أشار الحداد أن المتظاهرين اختاروا ميدان رابعة العدوية، بعيدًا عن ميدان التحرير مركز المظاهرات المعادية لمرسي، وذلك لتجنب الدخول في مواجهات بين المدنيين، كما قاموا بالتنظيم الحريص لمسيراتهم لتجنب التحريض على العنف، وكانوا باستمرار الضحايا وليس الجناة. وشدد المتحدث الإعلامي أن دعوة السيسي هي دعوة لإشعال حرب أهلية، وإذا حصل عليها فسوف يستخدم الاشتباكات ذريعة لتوسيع حملة القمع العنيف ضد أي معارض للانقلاب، في إشارة إلى أن الوسائل الإعلامية – التي أصبحت تحت السيطرة الكاملة للجيش منذ الانقلاب – بدأت بالفعل تحميل الإخوان مسئولية أي عنف يقع من سيناء إلى القاهرة. أضاف الحداد أن السيسي سوف يوافق على استعمال القوة القاتلة ضد شعب مصر من أجل "مكافحة الإرهاب"، موضحًا إلى أن مثل هذا الخطاب استخدمه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في بلاده والرئيس السوري بشار الأسد أيضًا. ولكن يقول الحداد أنه بخلاف النظام الليبي والسوري فإن السيسي يقوم بتوجيه طاقاته نحو الجمهور الغربي، " يهتم الديكتاتور الجديد بزيارات الولاياتالمتحدةالأمريكية، والاتحاد الأوروبي والتدريبات العسكرية المشتركة مع الجيش الأمريكي واستئناف صادرات طائرات F-16 "، مختتمًا بأنه مازال هناك وقتًا لاتخاذ أي إجراءات في مصر، ولكن الوقت ينفد بالنسبة للشعب المصري.