حينما تذكر اسمه يتبادر إلى ذهنك على الفور إحدى نكاته المضحكة، فحمادة سلطان أحد أبرز من أدخلوا البهجة، حيث كان يحجز مكانا مستديما في حفلات أضواء المدينة مع عبدالغني السيد ومحمد الكحلاوي وفايزة أحمد. وعمل حمادة سلطان خلال فترة طفولته في «الهواة» وتم اعتماده مطربا بدون امتحان لجان، ولكنه لم يستمر طويلا مطربا لأن الساحة كان يسيطر عليها الكبار مثل العندليب وفريد الأطرش، ولكنه أدخل فكرة النكتة التي لم يستوعبها الناس، لأن المسيطر وقتها كان الحدوتة المطولة ولكن خلال الفترة من عام 1967 إلي عام 1973 استطاع حمادة سلطان أن يكون قاعدة جماهيرية عريضة جدا. غير أن «صاروخ النكتة» اختفى فترة طويلة عن الإعلام، وهذا ما دعا "Gololy" للبحث عنه ولقائه لمعرفة أسباب ابتعاده عن الأضواء، في حوار صريح، يبدأه حمادة سلطان بقوله: «لم أبتعد بل استبعدوني، وهذا أمر يثير الاستغراب بعد ما قدمته لمصر من فن راقي ومدرسه للعالم في فن الفكاهة، ولكني وجدت من يحاربني حتى لا أظهر على الساحة والسبب لأنهم يستغلون نكاتي التي أطلقتها بنفسي في أعمالهم وعلى ألسنتهم ويجنون هم ثمار نجاحها لمصلحتهم وعلى رأس هؤلاء الفنان عادل إمام وآخرين، ولكن هذه الحرب لم تلغ تاريخي لأنه معروف مهما حاولوا تشويهه». وعن رحلته في قال حمادة سلطان: «أنا حضرت عصر الملك فاروق وكذلك عصر الجمهورية بجميع رؤسائه ومن خلال قراءتي للشعب المصري وجدت أن هناك الكثير من الأسباب للاكتئاب فحاولت أن أغير من أسلوب الضحك حتى أجد وسيله سريعة لإضفاء البسمة على وجوه الناس، ومن هنا ظهرت فكرتي في النكتة السريعة، وأنا أول من اخترعها ولاقت نجاحا عظيما، كما أنني أول من أصدر شريط كاسيت في العالم لفن النكتة». نكتة رفعت الأجور وعن مدى تأثير فن النكتة على الأوضاع في مصر، قال حمادة سلطان في حواره ل"Gololy": «استطعت أن أكون قاعدة جماهيرية في مصر والعالم، كما أنني استطعت بالنكتة أن أغير أشياء كثيرة في المجتمع، وأذكر أنني أول من غير نسر الدولة الروسي إلى صقر قريش المعمول به الآن، وكان سبب ذلك نكته منى وكذلك استطعت أن أرفع أجور الشرطة في عهد السادات بنكته». سلطان أشار إلى أن النكتة موجودة من قديم الأزل لدى المصريين الذين يدركون أهميتها جيدا، وقال: «أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بنشر البسمة، وقال تبسمك في وجه أخيك صدقه ما بالك بأن تجعله يبتسم، وكان الرسول يمازح أصدقائه بأدب نبوي كريم، وليس هذا حراما كما يصور البعض الآن، فنحن لا نسخر من أحد بل نحاول أن نضفى ابتسامه ونقدم نقدا بطريقه سهله وبسيطة». رقص مبتذل وكشف حمادة سلطان أن فن المنولوج غربي وليس عربي، وقال ل"Gololy": «للأسف الناس استخدموه خطأ وأصبحوا يرقصون بشكل مبتذل، ولكن أنا عندما قدمت المنولوج حاولت أن أقدمه بأسلوب جديد فقدمت النكتة السريعة لدرجة أن الأمريكان تحدثوا عن أسلوبي في أداء (المنولوج)، ولكن كانت من ضمن أهدافي أن أقدم أعمال فنية راقية لكي أقول للأمريكان أن هناك فنان مصري اسمه حمادة سلطان يقدم المنولوج الغربي بشكل جديد ومحترم». وأضاف: «أما النكتة فهي من أصول مصرية، منذ عهد الفراعنة، ولم تختف بعد الفتح الإسلامي، ولكنها انتقلت للبلدان عبر العصور». من يضحك سلطان؟ حمادة سلطان أضحك الجمهور، فمن لديه القدرة على إضحاكه؟.. يجيب سلطان على تساؤل "Gololy" بقوله: «تاريخي عبر الفن جعلني أمر بعظماء الكوميديا فقد كنت عضوا في فرقه ساعة لقلبك مع أساتذة عظام وكذلك عاصرت فطاحل الضحك كإسماعيل ياسين الذي قدمني في بداية حياتي، وقال إن مت سأكون سعيدا لأن هذا الشاب سيحمل لواء النكتة العربية، لذلك هناك صعوبة لإضحاكي لكنى أضحك من كوميديا وحيد سيف وعبلة كامل والنجمة الشابة ياسمين عبد العزيز»؟ وأشار سلطان إلى أنه حصل على العديد من الجوائز العالمية من مختلف دول العالم، وبعضها عرض عليه الإقامة الدائمة في أمريكا والإمارات وغيرها، ولكنه رفض لعشقه مصر. بينما كشف أنه يستعد لتقديم مسرحية جديدة بعنوان «عجائب الزمان»، كما يقوم بتسجيل مسلسل إذاعي جديد سيتم بثه في شهر رمضان.
