سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سؤال ينتظر إجابة المسئولين في الإذاعة والتليفزيون: متي نعيد لفن المنولوج مگانته المفقودة؟
الخبراء يؤكدون : الإهمال الإعلامي سبب اختفاء هذا اللون الغنائي
حمادة سلطان - وجدى الحكيم اختفي فن المونولوج الكوميدي الساخر الذي ظهر مع بداية الثلاثينات بعد رحيل أشهر نجومه سعاد حلمي وسيد الملاح وأحمد غانم وشكوكو واسماعيل يس وعلي الرغم أن الاحداث السياسية بعد ثورة 52 يناير تمثل أرضية خصبة لعودته مرة أخري بقوة وذلك لأنه ينتقد عيوب المجتمع بشكل كوميدي ويحاول أن يجد لها الحلول الا أنه أستمر في عدم ظهوره علي الساحة ولذلك كان يجب ان نتوجه إلي صناع هذا الفن لمعرفة أسباب اختفائه يقول المونولوجست حمادة سلطان: فن المونولوج يعتبر مرآة لأحداث البلاد، وهو كلمة لاتينية معناها الأداء الفردي، واطلقوا علية في جميع انحاء العالم »أبو الفنون« ومن اكثر الشعوب التي نجحت في تقديمه المصريون ويرجع ذلك لأنهم يتميزون بخفة الدم العالية ولم يقتصر المونولوج علي المنولوجستات فقط بل أمتدت ليقدمه كبار المطربين مثل أم كلثوم في أغنية »غنيلي شوية شوية« ومحمد عبدالوهاب في »عشرة كوتشينة« وعبدالحليم حافظ من خلال »الدنيا و يانا« ومعظم ما يغني الآن علي الساحة الغنائية يعتبر مونولوجا ولكننا اعتدنا علي الشكل الرسمي له مثل ما قدمه اسماعيل يس وشكوكو وسيد الملاح وأحمد غانم. ويشير سلطان أن اختفاء الشكل الحقيقي للمونولوج يرجع إلي عدم اهتمام الاعلام به حيث اننا لم نجد علي الخريطة الاعلامية سوي 1٪ لهذا الفن وايضا في السينما لم يأخذ حظة الا عن طريق اسماعيل يس وشكوكو وأحمد غانم فنحن نقوم بتقديم اعمالنا ولكننا لم نجد اهتماما مثل باقي الفنون فقمت بتقديم مسرحيتين علي مسرح الفن »مصر فوق كل شئ« و »ينفع كده« ولكنهم لم يأخذوا حقهم في الدعاية وبالاضافة إلي أننا لم نجد التقدير الذي نستحقه من بلادنا فتم تكريمي في العديد من الدول الاوروبية والعربية مثل كندا و استراليا ودبي و السعودية واخرهما منذ ثلاثة اسابيع في ليبيا. وأكد سلطان علي أنه يقوم الآن بالتحضير لتجربة جديدة للاذاعة وهي تحويل مجموعة من النكت التي قدمها من قبل إلي مسلسل درامي في 03 حلقة لكنه لم يجد منتجا لهذا العمل حتي الآن. أما الاذاعي الكبير وجدي الحكيم فيقول: من المؤسف ان يختفي هذا الفن الساخر الذي يرسم الابتسامة لدي الكثير منا وجاء اختفاؤه في ظل وجود العديد من الاحداث المؤسفة التي تمر بها البلاد منذ سنوات عديدة فكيف يستطيع المونولوجست ان يقدم البسمة في وجود هذه الضغوط الصعبة، وعلي الرغم من أن الشعب المصري بطبيعته دمه خفيف ويحب المرح، والنكتة المصرية من الاشياء المهمة في مجتمعنا الا أنه اختفي والمونولوجست من المهن الصعبة لانها تتطلب بجانب تقديمه للنكتة والقدرة علي الغناء الساخر وهذا يتطلب الاطلاع علي مختلف انواع الغناء وان يكون قادرا علي ان يكون نجما استعراضيا ولديه احساس بالجمهور فاسماعيل يس بدأ مطربا قبل أن يكون ممثلا. ويضيف أصبح هذا الفن موجودا الآن في شكل الاغاني الشعبية، وأتمني في ظل الأيام المقبلة ان تقوم الاذاعة بدورها في اكتشاف الموهوبين لكي نستطيع ان نحيي فن المونولوج من جديد. ويري الموسيقار حلمي بكر أن معظم ما يقدم الآن مونولوجا هزيلا فاختفاء المعني الحقيقي له جاء مع اختفاء العديد من الفنون فهذا الفن كان يكشف عيوب المجتمع ويقوم بطرح بعض الحلول لعلاجها، فهو لم يختف ولكن تغير مفهومه وشكله المعروف لدي الجمهور فهناك اشكال اخري تقدم ومن الممكن ان نطلق عليها نوعا من المونولوج مثل برنامج »البرنامج« لباسم يوسف وذلك لأنه اداء فردي. ويقول الشاعر بخيت بيومي: بعد رحيل إسماعيل يس ومحمود شكوكو مخترع الفكاهة في المنولوج وسيد الملاح وأيضا كبار الشعراء والملحنين اصبح لا يوجد المعني الصحيح للمنولوج، فتراكمت مشاكل المواطن المصري واصبح لا يوجد مكان لهذا الفن النقدي الساخر فالمواطن مشغول بالبحث عن لقمة العيش، ونحن ننتظر منذ أكثر من 25 عاما لكي يعود هذا الفن لمكانته مثلما ننتظر عودة الأغنية العاطفية، والوطنية ولكن الذي يوجد الآن علي الساحة التقليد وتقديم النكتة فقط. أما الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد فيقول: المونولوجست متواجد بشكل كبير علي الساحة الفنية بنسبة 80٪ فهناك العديد من المطربين الكبار علي الساحة يقدمون فن المونولوج دون أن يعلموا بذلك وهناك من قدم المونولوج المعاصر مثل »ريكو« نجح في تقديم هذا اللون فمن أشهر الاغاني التي قدمها وطرحت قضية بشكل نقدي ساخر اغنية »طهقان زهقان مضايق« وغيرها من الأغاني التي اشتهر بها. بينما يري الناقد أحمد سخسوخ: أنتشر هذا الفن قديما لسهولة تقديمه وانخفاض تكلفته فهو يعتمد علي فرد واحد إلي جانب فرقة بسيطة وكان يقدم دائما في حفلات الزفاف وأعياد الميلاد ولكن منذ 1919 حتي 1923 حدث تغير في الفن المصري علي يد سيد درويش فأصبح الجمهور يقبل أكثر علي فنون الاوبرا، وكان من المفترض بعد حدوث ثورة 25 يناير أن يعود هذا اللون من الفنون وذلك لأنه يقدم القضايا السياسية بشكل ساخر وبسيط ويطلق عليه »كباريه سياسي« ولكن لم يحدث ذلك حتي الآن. ويقول الدكتور زين نصار: هذا الفن كان يحظي بشعبية كبيرة سواء في السينما أو علي خشبة المسرح، وأسباب انهياره ترجع إلي اختلاف معاييره وأهتمام الجمهور بالاغاني الهابطة إلي تحقيق الشهرة السريعة وساعد علي ذلك جهات الانتاج التجارية التي شجعت علي انتشار هذه الاغاني فأختفي فن المونولوج في ظل قانون المكسب والخسارة إلي جانب أن الجمهور كان ينتظر المونولوجست ليطل عليه عبر شاشة التلفزيون أو الاذاعة أو المسرح ليضحك بنكتة أما الآن اصبح الانترنت يكفي في الاطلاع علي أحداث النكات. والآن ما رأي المسئولين في الاذاعة والتليفزيون في تلك القضية ولماذا لا يعاد النظر في اعادة من المنولوج إلي الحياة مرة أخري خاصة في ظل الاحداث السياسية الساخنة التي نعيشها مصر الآن وهي تمثل ارضية خصبة لازدهار هذا الفن بعد أن ظل مهملا طوال السنوات الماضية فهل آن الأوان ليعود لإسترداد مكانته المفقودة؟