أصبح من المعتاد مشاهدة رسوم "الجرافيتي" إثر كل انتفاضة للمتظاهرين في شوارع وميادين مصر، تلك الفن الثوري الذي يمارسه شعوب العالم سرا كتعبير نقي عما يجيش في نفوسهم من معارضة، يستخدمه المتظاهرين المصريين كتسجيل لغضبهم الذي يوثق بتلك الرسوم وكأنها شاهد على الحدث. لكن من جديد يتم إزالة الرسوم التي رسمها معارضي الرئيس د. محمد مرسي على سور قصر "الاتحادية" أول أمس في مليونية "الإنذار الأخير"، إلا أن هذه المرة لم تزيلها قوات الأمن، بل أزالها مؤيدي الرئيس أمس، والذين استبدلوا تلك الرسوم الاحتجاجية بصور للرئيس. وتداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورا لمؤيدي د. مرسي وهم يقومون بطلاء رسوم الجرافيتي، منتقدين ذلك، كما انتشر على "الفيسبوك" صورا للجرافيتي الذي رسمه المتظاهرين واستمر وجوده يوما واحدا على الجدار. وتناولت رسوم الجرافيتي هذه المرة صورة للشهيد جابر صلاح "جيكا" الذي استشهد في ذكرى أحداث شارع محمد محمود بنفس الشارع. كما كتبت العديد من العبارات الاحتجاجية التي تنعي شهداء الثورة وتعارض الرئيس، وذلك بعد إزالة الأسلاك الشائكة التي كانت تفصل المتظاهرين عن القصر؛ حيث اندفع العديد من المتظاهرين مباشرا نحو الجدار لتسجيل معارضتهم وتوثيق الحدث. وطالب المتظاهرين في كتاباتهم على الجدار بإسقاط الإعلان الدستوري الذي أطلقه الرئيس د. محمد مرسي منذ أسبوعين. كما تضمن الجرافيتي صورة للرئيس بحجم كبير واقفا خلف القضبان الحديدية بملامح غاضبة، واستخدموا اللون الأحمر في خلفية الصورة كناية عن دم الشهداء، كما كتبوا بجانب الصورة "لابد من القبض على محمد مرسي بتهمة قتل جيكا وأحمد نجيب". وانتشرت الصور التي تمثل انتقادات صريحة لذوي الأفق الضيق الذين يتجنبون استخدام عقولهم في التفكير وتطوير تلك الأفكار، معبرين عن ذلك برسم عقل إنساني مقيد بالسلاسل، ورسم آخر لرجال ملتحية ذات عقول مفرغة ومشتتة. ومن العبارات التي كتبها المتظاهرين على الجدار "يسقط حكم المرشد"، "دستور أم أيمن خوانة"، "يسقط كل جاهل"، "يسقط عديم الفكر"، "قوتنا في وحدتنا"، "أرحل.. أرحل"، "أصل الثورة هلال وصليب"، "حقك تطلب حقك"، "أرحل .. أرحل"، "الإخوانية ستار العسكرية"، " أفهم".