نزل عدد كبير من الشباب أمس إلى شارع محمد محمود وفقا لدعوة النزول لرسم جرافيتي جديد على جدار الجامعة الأمريكية، بعد أن قامت الحكومة المصرية بإزالة جرافيتي ثورة 25 يناير مساء أول أمس. كتب الشباب هذه المرة جملا كثيرة إلى جانب بعض الرسوم التي نددت بإزالة الرسوم التي كرمت الشهداء أثناء ثورة 25 يناير، ووثقت لصورهم ولأحداث الثورة. وضمن الجمل التي كتبها الشباب أمس: "لن ننساكم"، "جدع يا باشا امسح وأنا أرسم"، "علمونا معنى الأنتماء.. كل المجد للشهداء"، "أمسح كمان يا نظام جبان"، "ولكم في القصاص"، "الحرية"، "شهدائنا أكرم من فينا مينا دانيال". انضم إلى هؤلاء الشباب مجموعة من الفنانين والمثقفين والمشاهير كتبوا على الحائط انطباعاتهم، من بينهم نوارة نجم التي وثقت احتجاجها على إزالة الرسوم كباقي الأشخاص على الحائط. كما كتب الناقد الأدبي والشاعر د. شوكت المصري على الحائط قصيدة كتبها أول أمس عن إزالة الجرافيتي وهي: امحوا الصور من ع الحيطان.. الأصل منحوت في القلوب لو تقفلوا كل البيبان.. الثورة فاتحالنا الدروب أصل الشهيد لو كان جبان.. كان صان حياته بالهروب وكان زمانه ف برلمان.. باع باسم دين دم الشعوب إخوان دي وللا أخ خان.. يا كدب لابس ألف توب إمحوا الصور من ع الحيطان.. هوه الشيطان عمره يتوب؟! وفي لقاء "محيط" مع بعض الشباب الممارسين للجرافيتي اتفقوا على أنهم يقومون بالكتابة مع بعض الرسومات القليلة لاعتقادهم بأن الحكومة ستمحي ما يرسمون، فأرادوا أن يوثقوا آراءهم وانطباعهم على الحائط مباشرا، لكن بعد ازالة الكتابات سينزلون من جديد ليرسموا صور شهداء ثورة 25 يناير لتكريمهم وتخليدا لذكراهم. وقال البعض ل"محيط"، أنه بالفعل بعد أن لبا الكثير من الشباب دعوة النزول للشارع وجدوا عربات أمن مركزي والعساكر يقفون أمام جدار الجامعة الأمريكية ويملئون شارع محمد محمود بأكمله وكان المفترض أن يصابوا بالذعر، لكنهم بهدوء شديد قالوا للضباط نريدكم أن تتركوا المكان كي نرسم على الحائط، وأنسحب بعد فترة قوات الأمن ومارس الشباب العمل. وضمن الرسومات التي تناولها الشباب على الحائط بورتريه لشخص يخرج لسانه للجمهور وكأنه عاد على رغم إرادة آخرين. كما صورت أحد الرسومات كلب يرتدي قبعة خدمة السلطة تنديدا بتنفيذ الأوامر بمحو جرافيتي الثورة الذي كرم الشهداء. كما تم رسم بورتريه للرئيس الدكتور محمد مرسي وبجانبه عبارة "مبسوط يا مرسي" وكأنهم يستنجدون به لما فعلته الحكومة بإزالة رسوم الجرافيتي، ويطلبون منه الرد. وانتقدت بعض الكتابات آداء جماعة "الإخوان المسلمين" ووصفوهم بالكاذبون. وفي ظل هذه الأجواء الحرة التي استمتع بها الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير، وتقديمهم فن الجرافيتي بمنتى الحرية، كان المارين بجوار الجدار سعداء بأداء الشباب وتفاعلوا معهم؛ فكل منهم كان يقول للشباب عبارة يريدوا تسجيلها على الحائط، وبعد لحظات، نجد هؤلاء المارة وبأيديهم فرشاة الرسم ليكتبوا ما يريدون؛ حيث يدعوهم الشباب لتسجيل آراءهم وانتقادهم للحكومة بنفسهم؛ ولذلك كان تجمع هؤلاء الشباب أمس واندماجهم مع المارين بمثابة بانوراما احتفال بثورة 25 يناير؛ حيث رأوا أن هذا الجدار الذي يرسمون عليه شاهد على تلك الحدث العظيم الذي مرت به مصر وفقدت خلاله دماء الكثير من الشهداء؛ ولذلك أكد الشباب عدم تنازلهم عن التعبير عن آراءهم ومشاعرهم على هذا الجدار تحديدا، الذي استشهد بجانبه الكثير فداءا للوطن، وكانت آخر كلماتهم مع "محيط": "كلما محو رسومنا وكتاباتنا سنعود إلى الجدار للرسم عليه من جديد". مواد متعلقة: 1. مهرجان الجرافيتي الثاني ينطلق مجددا بمتحف مختار 2. شريف عبدالمجيد يصدر كتابا يوثق جرافيتي الثورة 3. 25 فنان في مهرجان "الجرافيتي" الرابع يعبرون عن الثورة