مصر وجنوب السودان.. خطوات هامة نحو تعاون مثمر في مجال المياه    مش الأفضل في مصر.. إبراهيم سعيد يهاجم لاعب الزمالك زيزو    عاجل.. 16 شهيدا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    البابا تواضروس : التحدي الكبير لكل الأسر المصرية هو كيفية مواجهة الشر والانتصار عليه    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    الجرام يتجاوز ال3500 جنيه.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة بعد الارتفاع    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    شهداء بينهم أطفال في قصف للاحتلال على رفح    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    رضا عبد العال ينتقد جوزيه جوميز بعد خسارة الزمالك أمام سموحة    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ضبط طن دقيق وتحرير 61 محضرًا تموينيا لمحال ومخابز مخالفة بالإسماعيلية    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    فتحي عبدالوهاب يكشف عن إصابته في مسلسل «المداح»    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أمير عزمي: خسارة الزمالك أمام سموحة تصيب اللاعبين بالإحباط.. وجوميز السبب    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    تصل ل9 أيام متواصلة.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر للقطاعين العام والخاص    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: تصنيف «فيتش» بشأن مصر له دور في تدفق الاستثمار    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    إنفوجراف.. نصائح مهمة من نقابة الأطباء البيطريين عند شراء وتناول الفسيخ والرنجة    أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منها    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    إصابة 10 أشخاص في غارة جوية روسية على خاركيف شرق أوكرانيا    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى عاشوراء..باكستان خارج نطاق الخدمة وأطعمة مسمومة بالعراق
نشر في محيط يوم 24 - 11 - 2012

تأتي ذكرى عاشوراء هذا العام مع تعرض المسلمين في عدة أماكن للحرب والقتل والدمار، وبحلول عاشوراء كل عام يتجدد النقاش ويعود السجال بخصوص أصول وتجليات هذه المناسبة الدينية داخل المجتمعات الاسلامية .

ويوم عاشوراء من الأيام العظيمة التي شهدت أحداث كبيرة التي فيها الآيات الكبرى التي تفضل الله تعالى بها على نبيه موسى عليه السلام، وعلى بني إسرائيل الذين آمنوا به حين انخلعوا من ربقة فرعون وهامان، فنجاهم الله تعالى.
كما يصادف في هذا اليوم مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن.

باكستان تتأهب

وفي تلك الذكرى، تعددت الهجمات ضد الشيعة في باكستان بقنابل تم التحكم فيها بواسطة الهاقف المحمول، أعلنت الحكومة الباكستانية انه سيتم قطع خدمة الاتصالات بالهواتف المحمولة لعدة ساعات في عدة مدن بداية الاحتفال بيوم "عاشوراء".

ولقى ثلاثة باكستانيين على الاقل في انفجار قرب موكب عزاء انطلق صباح اليوم السبت بذكرى عاشوراء في ديرا اسماعيل خان شمال غرب باكستان.

ياتي ذلك في وقت اعلنت قوات الامن حالة التأهب القصوى في صفوفها خشية من وقوع هجمات على نطاق كبير ضد المعزين بمصاب ابي عبد الله الحسين "عليه السلام".

وتقع مدينة ديرا اسماعيل خان في ولاية خيبر بختونخوا الواقعة قرب المواقع القبلية التي تعد معقلا لمسلحي ما يسمى بطالبان الباكستانية.

ومن المقرر ان تعلق باكستان خدمات الهاتف المحمول في مدن كثيرة في مطلع الأسبوع بمناسبة يوم عاشوراء بعد سلسلة من الهجمات بقنابل ضد مواكب العزاء استخدمت فيها هواتف محمولة.
وكان مسلحون قد هددوا بشن مزيد من الهجمات على مواكب العزاء التي تحيي ذكرى يوم عاشوراء، وقد استشهد بالفعل أكثر من 12 شخصا الأسبوع الماضي بهجمات على هذه المواكب.
وقُتل بالفعل أكثر من 12 شخصا هذا الأسبوع في هجمات على احتفالات شيعية.

وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحفيين أمس الجمعة:"جميع التفجيرات التي وقعت في الخمسة عشر يوما الماضية استخدمت فيها هواتف محمولة".
وأضاف مالك "الجيش في حالة تأهب. إذا وقع أي حادث سنستدعيه إذا دعت الحاجة".

وتشير معلومات المخابرات إلى أن هناك خططا لشن مزيد من الهجمات في الأيام القادمة في العاصمة إسلام آباد وفي مدينتي كراتشي وكويتا. وسيتم قطع خدمة الاتصالات بالهواتف المحمولة لعدة ساعات في المدن الثلاث في مطلع الأسبوع.

ومن المتوقع أن يشارك أكثر من خمسة آلاف شرطي في دوريات في شوارع كراتشي أثناء إحياء ذكرى "عاشوراء" في اليومين القادمين.

أطعمة مسمومة

أما في العراق فنجد انه في الوقت الذي أعلنت فيه مديرية شرطة الديوانية جنوب بغداد عن اعتقال شبكة تابعة لتنظيم القاعدة في بغداد اعترفت بالتخطيط لتنفيذ تفجير بالديوانية خلال شهر محرم، فقد نجحت دعاية قوامها باستهداف مواكب عاشوراء التي يجري تنظيمها في المدن الشيعية بالعراق بمناسبة مقتل الإمام الحسين بن علي في إثارة موجة من الهلع في صفوف الزوار الذي يتناولون على مدى أيام الزيارة وجبات طعامهم من الأكل الذي يجري توزيعه عبر سرادقات معدة لهذا الغرض على طول الطريق المؤدي من بغداد وبعض المدن الأخرى نحو مدينة كربلاء حيث تبلغ اليوم السبت ذروة المناسبة.

وكان جهاز مكافحة الإرهاب في العراق قد كشف عن مخطط لتسميم الزوار المشاركين في ذكرى عاشوراء، محذرا من تناول الأطعمة من المواكب غير المرخصة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجهاز سمير الشويلي :"إن جهاز مكافحة الإرهاب يحذر المواطنين من تناول المشروبات والأطعمة من المواكب غير المرخصة"، مؤكدا "ورود معلومات استخبارية تفيد بأن مجموعات إرهابية تروم خلال زيارة عاشوراء توزيع أطعمة تحتوي على حبوب تؤدي إلى تلف أنسجة الجسم".
واعتبر الشويلي أن "هدف المجاميع الإرهابية زعزعة الأمن".

من جهتها دعت وزارة الصحة المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر من وجود محاولات إرهابية تستهدف زوار عاشوراء عبر الأطعمة والمشروبات والأدوية المسمومة.

وقالت في رسالة نصية أرسلتها على هواتف المواطنين النقالة :"إن وزارة الصحة تدعو المواطنين الكرام لاتخاذ الحيطة والحذر من وجود محاولات إرهابية تستهدف الزوار من خلال الطعام والشراب والدواء بمواد شديدة السمية".

"يوم زمزم"

أما طريقة إحياء هذه الذكرى في المغرب فتبرز في مظاهر الفرح عند العديد من المغاربة بشكل "هستيري" أحيانا خاصة عند الأطفال الذين يستغلون المناسبة لاستعراض "مواهبهم" في التطبيل والغناء والصياح وطلب النقود من المارة تحت شعار "بابا عاشور"، علاوة على الاحتفال بالنار ليلة عاشوراء ورمي الماء "زمزم" صباح اليوم العاشر من محرم حيث يطلق المغاربة على هذا اليوم "يوم زمزم"، فيما يتخذ البعض الآخر هذه المناسبة فرصة لاستحضار أجواء الحزن والفجيعة عبر ارتداء السواد أو عدم الاستحمام في الأيام العشر الأولى من مُحرم.

وما تزال تشكل عاشوراء فرصة سنوية بامتياز يطرح فيها مراقبون ومختصون جذور مظاهر التعبير الاحتفالي عند المغاربة فيها بين السرور والحزن، حيث يعتبر بعضهم بأن الممارسات التي تتم في عاشوراء تدل على أن المجتمع المغربي له أصول ثقافية ترتبط بالشيعة، وآخرون يرون أن بعض السلوكيات في عاشوراء هي من بقايا عادات اليهود، فيما يصر آخرون على أن عاشوراء مناسبة سُنية رغم تأثرها بروافد ومعتقدات خارجية.

ويرى عصام احميدان الباحث في الفكر الشيعي، أن "ذكرى استشهاد الإمام الحسين سبط رسول الله وسيد الشهداء تستحق من المسلمين جميعا تذكرها واستخلاص العبر منها"، مشيرا إلى أن "المغاربة ليسوا بدعا من ذلك، فأقاموا لهذه المناسبة عادات وتقاليد ورثوها أبا عن جد، وخلدوا الحزن على حفيد رسول الله الذي قال إنه خرج طلبا للإصلاح في أمة جده رسول الله بعدما انحرف المسار السياسي للأمة".

ويشرح احميدان أنه في الوقت الذي نرصد فيه تلك المظاهر الولائية والحزينة على الحسين بن علي وفاطمة الزهراء، والتي دعمتها دول العلويين من الأدارسة إلى الفاطميين واستمرارا في باقي الدول بشكل متفاوت، كانت الدولة الأموية في الأندلس تبث عادات من الفرح لهذا اليوم، وهو ما استمر أيضا من خلال شراء الألعاب والفواكه الجافة..

وفي مقابل ذلك، يردف احميدان، هناك صور أخرى ترك فيها أهلها الطبخ والكنس، وقاموا بقذف المياه تذكيرا بمنع الماء عن الحسين وأهل بيته وأصحابه يوم عاشوراء بكربلاء، قبل أن يتم الإجهاز عليهم والتنكيل بهم وحمل رؤوسهم على الرماح إلى قصر يزيد بالشام.

ولفت المتحدث إلى أن الدكتور عباس الجراري قال في كتابه "عاشوراء عند المغاربة" بأنه "ارتبطت بهذا اليوم عدة تصرفات تكاد أن تكون متناقضة، بسبب مقتل الحسين الذي أثار الحزن في نفوس الشيعة، في وقت تلقاه خصومهم بالفرح والسرور".

ووافق الباحث ما ذهب إليه الجراري من كون عاشوراء المغربية كانت ولا تزال معتركا ثقافيا بين محبي آل بيت رسول الله وأعدائهم المناصبين لهم العداء منذ العصر الأموي، حيث وضع المعسكر الأموي الكثير من الروايات التي تظهر هذا اليوم كيوم من أيام السرور، بينما ركز المعسكر العلوي على تكثيف وصف المأساة وبيان مقام حفيد رسول الله.

البحرين تكتسي السواد

أما في البحرين نجد الشيعة كما في أقطار مختلفة في العالم يحتفلون بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي، في احتفالية حزينة، كلما طل الشهر الأول من السنة الهجرية "محرم"، فالعاصمة المنامة تكتسي بالسواد استعدادا لهذا الموسم الذي يستقبله البحرينيون للعام الثاني على التوالي والأوضاع السياسية في البلاد لا تزال غير مستقرة.

وبدأت التحضيرات لعاشوراء قبل انطلاق الشهر، الذي تتضمن الليالي العشر الأولى منه مواكب عزاء، وتشتد مع اليوم العاشر، يوم استشهاد الإمام الحسين بمواكب تطبير يحضرها عشرات الآلاف من البحرينيين والمقيمين والخليجيين الذين لا تسنح لهم الفرصة في بلدانهم بإقامة مثل هذه الشعائر.

ففي عادة سنوية يجتمع مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية ورؤساء المآتم والحسينيات مع وزارة الداخلية لبحث الأمور التنظيمية التي من شأنها ضمان مرور المناسبة، من دون حوادث تذكر، خصوصا مع تدفق حوالى 170 ألف نسمة يوميا على المنامة من القرى المجاورة بالإضافة للزوار من خارج البحرين لحضور المراسم، حسب أرقام الأوقاف الجعفرية في البحرين.

إلا أن التحضيرات هذا العام لم تخلُ من تهديد ووعيد، تم تطبيقه على أرض الواقع من خلال استدعاء رجال الدين والخطباء الذين ألقوا خطبا في المناسبة، وقادوا المواكب العزائية بأشعار اعتبرت وزارة الداخلية بعضا منها تهجما على النظام، كما وجهت تهما مختلفة لآخرين مثل "الازدراء بالدولة الأموية، والتعدي على خليفة المسلمين يزيد بن معاوية"، وهو ما أثار غضب وسخرية الطائفة الشيعية في البحرين التي ينتمي تيار كبير منها للمعارضة.

وكان رئيس الأوقاف الجعفرية حسين العلوي أعلن في وقت سابق أنه ليس هناك أي تهديد من قبل وزارة الداخلية بضرب مواكب العزاء في المنامة خلال الموسم، مشيرا إلى أن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة خلال عاشوراء "تعتبر سداً منيعاً، وإجراءات للمحافظة على موسم عاشوراء، فهناك مندسون من كل الأطراف".

لا للبدع
من جانبه أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، داعيا إلى صيام يوم عاشوراء لما فيه من الخير العظيم، ومحذرا من الابتداع فيه.

وقال فضيلته، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام:" إن التدبر بأيام الله الخالدة والوقوف أمامها لأخذ العبرة وتذكر النعم ورسم مناهج السير لما يستقبل من الأيام، ذلك شأن القوام الحفيظ، وإن من أعظم أيام الله التي يستقبلها المسلمون يوم عاشوراء، ذلك اليوم الفضيل الذي يذكر الله فيه أهل الإيمان بنعمه، وهى أعظم دلالة لما نجى فيها الله نبيه موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين وإغراق الطاغية فرعون وحزبه وجنوده الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد حين استكبروا في الأرض بغير الحق، وبلغ فرعون علوه وعتوه واستكباره أن قال لقومه: «ما علمت لكم من إله غيري فقص الله خبره في كتاب يتلى ليكون عبرة وعظة".

وأوضح الشيخ خياط أن هذه الدلالات والعبر، والتي منها أن الله تعالى هو المنجي من الهموم والشدائد التي تنزل بأهل الإيمان، ولا سيما الرسل منهم، مؤكدا أن الإيمان والإسلام سببان للنجاة من كل ظلم وشقاء في الدنيا وطريق للفوز بكل خير ونعيم في الآخرة إذا التزم المرء وعمل بهما، وهذا يقتضي إخلاص العبادة لله وكمال التوكل عليه.

وأضاف فضيلته أن سنة الله في دحر الطغيان وهزيمة جنده ماضية ولا تتخلف، فعلى العكس منهم، الذين استضعفوا في الأرض وما نالهم من الأذى والعدوان وما نزل بهم من الضرر والشدائد، فقد جعل الله عاقبتهم عزا وسيادة وريادة وتمكينا في الأرض واستخلافا فيها، مشيرا إلى أن هذه عاقبة الحق وأهله على الدوام، وأن بشائر تحقق عاقبة ذلك للمستضعفين في غزة وسائر فلسطين وفي سوريا وميانمار لتلوح في الأفق القريب إن شاء الله فبشرى لهم.

كما أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن للأمة صيام يوم عاشوراء المبارك شكرا لله على نعمة نجاة موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين وإغراق فرعون وجنوده، وإظهارا لوثيق الصلة بين الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولبيان أن دينهم واحد وإن كانت شرائعهم شتى، محذرا من القيام في يوم عاشوراء أو في ليلته، إذ أن كل ما يروى في ذلك غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يستحب فيه سوى صيامه وصيام يوم قبله.

وأكد أنه يجب اجتناب ما أحدث فيه من البدع، كإحياء ليلته وتخصيصها بالذكر والتعبد، أو تخصيص الدعاء بيوم عاشوراء، واعتقاد أن من قرأه لن يموت في سنته هذه، أو الاعتقاد في فضل قراءة سورة يذكر فيها نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام في صلاة الصبح من يوم عاشوراء والاجتماع فيه للذكر والدعاء، أو نعي الحسين رضي الله عنه في ذلك اليوم على المنابر، أو اعتقاد أن الرقية في يوم عاشوراء رقية تقي من السحر والحسد والمس والنكد، وغيرها مما لم يأذن به الله، ولم يسمح به رسوله صلوات الله وسلامه عليه ولا عمل به أحد من صحابته، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإحداث في دين الله، داعيا المسلمين إلى أن يحرصوا على صيام يوم عاشوراء والاستفادة من هذا الفضل العظيم لما فيه من الخير الكثير.

وفي المدينة المنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله عز وجل متحدثا فضيلته في خطبة الجمعة عن العبرة والعظة في قصص الأنبياء.
وقال فضيلته إن "قصة موسى عليه السلام أطول قصص القرآن، وهي تتميز بتنوع مشاهدها وكثر عرضها، فقد ولد موسى عليه السلام والرعب يملأ الأجواء، والأمة مستضعفة مشتتة، يسومهم فرعون سوء العذاب يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ويقتل كل مولود ذكر حفاظا على سلطانه، فأذل أمته وقهر قومه ليبقى حكمه ويدوم عرشه ويبني ملكه على جماجم الأطفال وأشلاء أجسادهم".

وأوضح فضيلته أن هؤلاء طغاة نزعت الرحمة من قلوبهم وانسلخوا من مشاعرهم الإنسانية، فحقت عليهم كلمة الله بزوال حكمهم وسوء عاقبتهم، فلا كرامة لهم، قال تعالى (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)، هذا وعد الله ووعد الله لا يتخلف، ويبقى أن نزرع اليقين في نفوسنا، فإن من تعلق بخالقه وتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب، فإنه لا ييأس من روح الله ولا يخنع لوساوس الوهن ولا يتشاءم مع الأحداث، بل تزيده الشدائد قوة وعزيمة وأملا.

في مثل هذا اليوم

وتحدث بعض المؤرخون، وبالأخص العلماء السنة عن العديد من الآحداث التي حصلت في العاشر من محرم مثل أن الكعبة كانت تُكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء ثم صارت تُكسى في يوم النحر.
وهو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه نوحا وأنزله من السفينة، وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نمرود، وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل، وفيه غفر الله لنبيه داود، وفيه وهب سليمان ملكه، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت، وفيه رفع الله عن أيوب البلاء.
وهذه الأحداث كلها أنكرها بعض علماء أهل السنة كالشيخ محمد بن صالح المنجد إذ بين في صفحته على موقع تويتر أنه لا تصح أي من هذه الروايات سوى فضل الصوم في هذا اليوم وأن إظهار الفرح في هذا اليوم هو مذهب النواصب أما إظهار الحزن فيه فهو مذهب الراوفض وكلاهما غلو في هذه اليوم ، وهو اليوم الذي قتل فيه حفيد النبي وثالث ائمة آهل البيت الامام حسين بن علي في كربلاء ظلما.
مواد متعلقة:
1. الأشراف تستنكر إحياء الشيعة ل"عاشوراء" - فيديو
2. العراق ..رايات سوداء ومجالس عزاء لإحياء ذكرى عاشوراء
3. الإفتاء: صيام "عاشوراء" يكفر "الذنوب الصغري" للسنة التي قبله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.