ساعات قليلة وتهل علينا شمس يوم العاشر من محرم أو ما يعرف بيوم عاشوراء وفي هذا اليوم تختلف أحوال الناس، فمنهم من يقيم حدود الله في هذا اليوم فيصوم نهاره ويقيم ليله ومنهم من يخصص هذا اليوم لزيارة الأضرحة ومقامات الأولياء مثل الصوفية وهناك من يجعله مناسبة للطم الخدود وشق الجيوب وضرب الوجه والصدور بالسلاسل والسيوف حزنا على مقتل سيدنا الحسين كما يفعل الشيعة. في هذا التحقيق نرصد بدع الشيعة والصوفية في ذكرى عاشوراء. يقول الشيخ هارون الأبعج عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن يوم عاشوراء وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح في شيء مما يفعله بعض المسلمون من الأفراح والاحتفالات وزيارة مقامات الأولياء وإقامة المأتم والحزن والعطش وغير ذلك من الندب والنياحة وقراءة المصروع وشق الجيوب فأجاب: لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام وأمثال ذلك. ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم واستواء السفينة على الجودي ورد يوسف على يعقوب، ونجاة إبراهيم من النار وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك. ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم { أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة }، ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذب ولكنه معروف من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه، هو من أهل الكوفة وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان: طائفة رافضة يظهرون موالاة أهل البيت وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة وإما جهال وأصحاب هوى، وطائفة ناصبة تبغض عليا وأصحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى. أما لطم الخدود وشق الجيوب وضرب الصدور بالسيوف والسكاكين كما يفعل الشيعة فهو حرام شرعا حيث ورد في في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية} وقال : { أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة } وقال : { النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب } . وفي المسند عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها } . ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئا من هذه الأمور لا شعائر الحزن والترح ولا شعائر السرور والفرح ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: { ما هذا ؟ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى من الغرق فنحن نصومه فقال : نحن أحق بموسى منكم . فصامه وأمر بصيامه }.