محافظة المنيا هي احد أفقر 3 محافظات علي مستوي الجمهورية فقد عانت كثيرا من الإهمال والتهميش من قبل نظام تعمد إقصاءها من الخدمات العامة فأصبحت المنيا علي حافة الهاوية نتيجة انخفاض التعليم والصحة وانتشار الأمراض, ولعلا اخطر ما يواجهه أبناء المنيا هو تلوث مياه الشرب التي تسببت في إصابة 80% من أبنائها بالفشل الكلوي وفيروس سي. الأمر الذي حول حياة هؤلاء البسطاء الي جحيم لعدم توفر كوب ماء نظيف رغم أن إجمالي إنتاج المياه لعام 2011 والعام الجاري 192 مليون و062 ألف لتر مكعب وإنتاج المحطات المرشحة كمية تقدر ب 146 مليون و180 الف بنسبة 76% مياه مرشحة بانخفاض للمياه الإلتوازية إلى 45 مليون و882 ألف لتر مكعب كما أن عدد الآبار 142 بئر تم تزويدها بالكلور ومنها50 % تم تزويدهم بأجهزة تنقية للحديد والمنجنيز.
وهذا دليل واضح علي الفساد الصحي الذي انتشر بالمحافظه، خاصة عقب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي, ففي قرية بهدال التابعة لمركز المنيا اختلطت مياه الشرب بمياه الصرف الصحي قال محمد حيدر عمدة بهدال: بان محطة المياه حالتها متردية ، وتحدث مع المسئولين مرات عديدة دون جدوى وقمنا بتحليل مياه المحطة وكانت النتيجة غير صالحة، وبعد تطوير المحطة ومعالجتها أظهرت النتيجة أن المياه ملوثه.
وأشار أن القرية بها نسبة كبيرة من مرضي الفشل الكلوي وفيروس سي الوبائي, واستبدلوا مياه الحنفية بمياه الطلمبات الحبشيه, أما من لا يستطيع شرب مياه الطلمبات فيذهب لملئ جراكن المياه من حي شلبي بمدينة المنيا والغالبية العظمىفيها تستخدم الطلمبات الحبشية, وتعجب من أن المسئولين دائما يقولون "بأنه مياه المحطة أحسن مياه موجود بالقرى المجاورة" .
أما احمد محمود مدرس يؤكد بان ارتفاع المياه الجوفية مختلطة بمياه الصرف الصحي لوجود خزانات بالقرب من المحطة، بجانب تهالك المواسير بالبنية التحتية مما يؤدى إلى وجود رائحة غير مستساغه للمياه ومرارة عند التذوق، ووعدونا المسئولين بسرعة توصيل وصلة من محطة بني احمد الغربية، لكن كلام مسئولين، مشيرا إلى أن كل اللي محتاجين نأخذ التفريعة من المحطة سالفة الذكر التي تغذى القرى المجاورة لنا، ونطالب بتغير الشبكة التحتية الموصلة للمنازل، وأكد بوفاة 4 أشخاص شهريا بسبب المياه الملوثة .
اما حسانين محمد مدرس أضاف بان نسبة المنجنيز مرتفعه جدا تصل 8% ، مما يتسبب فى ارتفاع حالات الفشل الكلوي بنسبة واضحا وملفت للنظر مما يضطرنا إلى الإقبال على الطلمبات الحبشية وهى الأخرى أكثر خطورة، لأنها تمتص الأسمدة من الأرض الزراعية وتختلط بمياه الصرف الصحي (ببيارات المنازل).
مع امتداد 7 ايسونات بعمق البئر الارتوازى (محطة المياه) التي تبعد 40مترعن سطح الأرض بامتصاص مياه الصرف الصحي اللي بنشربها، أي اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب بنسبة اكبر حتى محطة المعالجة لم تفي بالغرض ويمكن الوصلة الجديدة من محطة بنى احمد الغربية قد تغيير الأمر عندما تعمل.
وقال هناك معادلة بمعني مياه الحنفية تعادل مياه الترع التي تروى بها الأرض الزراعية وقد تكون الترع أنظف من مياه الشرب .
أما أهالي قرية طهنشا فهي الأخرى قد عانت كثيرا من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي الأمر الذي دفع الأهالي إلى شراء المياه في جراكن ويتم نقلها عن طريق فنطاص أو توك توك مقابل اجر مادي، حيث قال مدحت محمد أنا بدفع على الجركن ال20 لتر جنيه لسائق التوتوك أو (الكاروزة) ثمن نقله من القرية إلى بني احمد الغربية ، "بحسبة بسيطة أنا بستهلك جركنين باليوم للشرب والأكل بمبلغ 60 جنيه ثمن المواصلات للحصول على كوب ماء نظيف ويوجد العديد من أبناء البلد يجمعون الجراكن وكل مواطن يدون اسمه على الجركن ثم يتم توزيع الجراكن عقب ذلك بمعرفة صاحب التوك توك .
وأكد مصدر بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا أن هدف الشركة هو كوب ماء نظيفة يصل إلى العملاء حيث يمر بعدة مراحل أخذها من النيل وضخها في وحدة ضغط منخفض ومنها إلى بيارة المياه ثم الكلور وشبه ثم فترة مكس، وتكون مدتها من ساعتين إلى 4 ساعات حتى نتمكن من ترسيب العوائق والشوائب وخروج مياة مرسبة التى يقصد بها أحواض للترسيب والترويق، وتمر المياه المرسبه إلى مرشحات تتجمع بها المياة ويوجد بها زلط ورمل ويتم وضع كلور نهائي للتعقيم وتضع في حوض كبير لترسيب المياه المرشحة فتسقط الرواسب وتأتي المرحلة الأخيرة وهى وحدات الضغط العالي إلى الشبكة ومنها إلى العملاء موضحا أن المعامل الفرعية والمركزية تقوم بصفة دائما بأخذ العينات الدورية والمنتظمة بالتعاون مع مديرية الصحة
وأضاف المصدر ان محطة بني احمد الغربية أنشئت خصيصا لتغذى بمسافة 10 كيلو متر في كل الاتجاهات بما فيهما قري طهنشا وبهدال والحواصلية ودمشاو بمرحلتين الأولى 400 لتر مكعب في الثانية والمرحلة الثانية 800 لتر في الثانية بإجمالي طاقة إنتاجية 1200 لتر في الثانية وكذلك محطة كدوان تعمل بمرحلتين وتنتج 6600 لتر فى الثانية وقد قامت الشركة باستبدال وتطوير المحطات الإلتوازية إلى محطات مرشحة لتغذية القري والنجوع منها على سبيل المثال محطة طوة وتلة المرشحة فتم تطوير ومعالجة محطة بهدال من المنجنيز والحديد
وأكد بان جميع المحطات الإلتوازية الباقية التي تتم معالجتها وجاري العمل على تحويلها من بئر التوازى إلى محطة مرشحة بها أجهزة كلور، كما تم استحدث نظام في المعمل بالمنيا وهو قيام الكيمائيين بنشر الوعي واخذ العينات من المنازل للتأكد من، وصول الكلور في أطراف الشبكة للتعقيم
وأشار إلى أن الشركة قامت بعمل خطة طويلة الأمد لإلغاء الآبار الإلتوزية لان مستوى المياه الجوفية ارتفاع في مصر نتيجة لزيادة كميات الصرف الصحي والري من الزراعة فالمبيدات التي تراكمت، وكانت تستخدم في الزارعة.
وقال بان هناك بعض العينات "مش مضبوطة" من حيث المنجنيز والحديد فى بعض الأحيان البسيطة جدا لان معظم القرى تستخدم الخزانات التي تختلط بالمياة الجوفية مضيفا بان الشركة تغطي نسبة من 80% إلى 90% بقري ونجوع المحافظة مياه محطات مرشحة وجاري التخطيط للابتعاد عن المياه الإلتوازية والآبار بسبب المياة الجوفية، فالمشكلة تكمن فى المسئولية بين ضعف الإمكانيات والكم الهائل من المبيدات التى كانت تستخدم فى الزراعة وتلقى بالترع وتكون غير مطابقة للمواصفات.
مواد متعلقة: 1. محافظ البحيرة يتفقد معامل شركة المياة للإطمئنان علي صلاحيتها 2. أهالي المنيا يصرخون: مياه الشرب ملوثة بالصرف الصحي 3. تشكيل لجنة لبيان مدى صلاحية مياه الشرب ومشروعات الصرف ب«الغربية»