" لقد دمرنا 28 نفقا ، انتهت المرحلة الاولى .. والان نبدأ المرحلة الثانية " هكذا تحدث احد العاملين على معدات دك الأنفاق المنتشرة تحت الشريط الحدوى فى رفح ، فضل عدم ذكر اسمه ، اثناء استراحة قصيرة بعد العمل المتواصل منذ ثلاثة أسابيع عقب الهجوم الارهابى الذى أسفر عن استشهاد 16 من جنود مصر المرابطين على الحدود الشرقية. لم يكن قرار ردم الأنفاق الأول من نوعه حيث شهدت الأنفاق أيضا حملة دك وهدم ومنذ قرابة العام وتحديدا فى سبتمبر من العام 2011 ، وقال ياسر عثمان السفير المصرى فى غزة وقتها ان عمليات الردم تتم للأنفاق التي تستهدف الأمن القومي المصري والفلسطيني وتمت فعليا عمليات ردم لبعض الأنفاق سرعان ما توقفت بعدها المعدات ونقلت الى القاهرة.
استطلعت شبكة الاعلام العربية " محيط " مسار عمل معدات الردم لتشاهد " حفارات و لوادر و معدات خلط الاسمنت وثواقب للارض " من موقعها المنحصر بين معبر كرم ابو سالم ومعبر رفح حيث تطل تلك المنطقة على مناطق خلاء زراعية وتضم الانفاق الاطول ضمن شبكات الانفاق المنتشرة حيث تبلغ مسافتها نحو1200 متر نظرا لعدم وجدود كثافة سكانية ملاصقة للحدود على غرار منطقة العمل الجديدة التى انتقلت اليها المعدات حيث الانفاق البالغ طولها ما بين 350 مترا الى 600 متر فقط لتنتهى مخارجها بين المنازل وربما فى احدى المنازل المهجورة وهى المنطقة الاكثر حساسية والاكثر نشاطا فى مجال نقل البضائع الى قطاع غزة ومعها المختبر الحقيقى لسلاسة عمليات الهدم المستمره دون عوائق منذ اسابيع.
المناطق المشار اليها تقع قبالة حى صلاح الدين كثيف السكان وحى البراهمة يليه فى الكثافة وهنا يمتهن غالبية الشبان العمل فى تفريغ ونقل البضائع محققين دخولا مرتفعه منذ سيطرة حماس على قطاع غزة وانتعاش "بيزينس الانفاق" نظرا لحصار اسرائيل لقطاع غزة الذى خف فى العام الاخير بسبب فتح بعض المعابر الإسرائيلية مع القطاع وتقلصت البضائع التى كان يقبل عليها التجار الفلسطينيين من الاراضى المصرية لتنحصر فى مواد البناء و الوقود والسيارات والمواشى وسلع قليلة اخرى.
يعتقد الكثير ممن التقيانهم فى رفح ان عدد الانفاق التى تعمل بفعالية لاتزيد عن 250 نفقا على افضل تقدير رغم ان اعداد الانفاق وصلت لحد 1200 نفق قبل تقلص الطلب على البضائع وضبط بعضها اوانهيارها جراء غارات الطائرات الاسرائيلية.
يقول ابو محمد -من العاملين فى مجال تفريغ الأنفاق-يبلغ دخلى اليومى الان ما بين 100 الى 200 جنية فى تفريغ الاسمنت داخل الانفاق الا أن الدخل بدأ يقل نظرا لاستعانة اصحاب الانفاق بمعدات نقل آلية قلصت الحاجة للعمالة البشرية ، ويؤيده فى ذلك سائق احدى الشاحنات المتوقفه الذى قال"لقد كان ايجار نقل البضائع من الشيخ زويد -القريبة منا 15 كيلو متر - منذ عامين نحو1500 جنية وهو الآن لا يتجاوز 150 جنيهاً،ولا نعرف كيف يصير الحال بعد ردم الانفاق ؟.
هاجس ردم الانفاق يخيم فعليا على جميع العاملين فى رفح ، ويرون ان جدية قرار هدمها يُختبر الآن فى منطقة الأنفاق الكثيفة بصلاح الدين وما يجاورها ،حيث يشرح "صالح .." من تجار بضائع الانفاق قائلاً" حماس تراقب البضائع جيدا من الجهة الاخرى ولا مجال لخروج عناصر خطرة ، كما ان الحكومة ايضا عندنا تتكلم عن اغلاق الانفاق ولا تقدم البديل ، فبديل هدم الانفاق الان هو البطالة لآلاف الآسر ، وقد تكلمت الحكومة عن المنطقة التجارية الحرة وهذا مجرد كلام نسمعه بين وقت وآخر عند حدوث مشكلات على الحدود .
ويؤكد ابوحسين رفيق صالح فى مجال تجارة الأنفاق معتقدا أن أصحاب الأنفاق الفلسطينيين فى حال هدمها سيجدون البديل بأنفاق أكثر عمقا لا تصلها معدات الردم وان جميع محاولات إغلاقها السابقة فشلت بسبب الحاجة اليها وعدم وجود بديل اقتصادا مستقر .. الأنفاق كانت تحت الأرض حوالي 10 امتار وصلت بعد الجدار الحديدى الذى فشل بدوره الى 30 متر تحت سطح الارض .. ان الحاجة ام الاختراع . مواد متعلقة: 1. حصيلة حوادث شمال سيناء اليوم «6» 2. أمن شمال سيناء.. عبوة ناسفة زرعت في طريق قتيل سيناء 3. أهالي شمال سيناء يشتكون من إنعدام الأمن منذ جمعة الغضب