سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يبدأ عملية تدمير الأنفاق جنوب معبر رفح ملاك الأنفاق فى مصر يردمونها بأنفسهم.. والغزاوية: إذا لم يفتح المعبر ستظهر طرق جديدة للتهريب.. وأسعار السلع الغذائية والوقود ترتفع فى القطاع
بدأ سلاح المهندسين فى عملية ردم الأنفاق المشتركة مع قطاع غزة، من المنطقة الواقعة جنوب معبر رفح، وقال شهود عيان إن حفارات خاصة بقوات الجيش وصلت إلى المنطقة المجاورة لمعبر رفح البرى، وتنفذ عملية إغلاق الأنفاق فى اتجاه الشمال؛ لأن هذه المنطقة خالية من المنازل. وفى السياق نفسه قال أصحاب الأنفاق فى الجهة المصرية فى منطقة صلاح الدين إنهم أغلقوا فتحات الأنفاق التى تنتهى فى منازلهم بالرمال والزلط، وقال أحدهم رافضا ذكر اسمه: «أغلقت فتحات الأنفاق الموجودة فى حوش منزلى فى منطقة صلاح الدين، ونحن يهمنا أمن البلد ولو حاجة هتجيب مشاكل مش عاوزينها». وعلى الجهة الفلسطينية قال أحد أصحاب الأنفاق: «حفرنا هذه الأنفاق بين قطاع غزة ومصر لمد القطاع بالغذاء والأدوية ومواد البناء فى ظل الحصار الإسرائيلى، ونتمنى من الحكومة المصرية فتح معبر رفح لدخول هذه البضائع بصورة رسمية وبالقانون»، وأضاف: «إذا لم توافق السلطات المصرية على فتح المعبر ستكون هناك طرق جديدة للتهريب ومحاولات من الجانب الفلسطينى لفتح الأنفاق، لكونها الطريق الوحيد لأهالى غزة فى الحصول على ضرورات الحياة». يأتى هذا فى الوقت الذى أغلقت حكومة حماس الأنفاق المشتركة مع مصر من جانبها، لمساعدة مصر فى إحكام السيطرة على سيناء، ومنع تسلل أى فلسطينى إلى الجانب المصرى. وحذر نشطاء سيناويون من خطورة إغلاق الأنفاق دون بديل شرعى لها، خاصة فى ظل عدم وجود بديل تجارى لغزة وبديل اقتصادى لأهالى سيناء العاملين فى الأنفاق فى ظل غياب التنمية والبطالة المفرطة. وفى هذا السياق أكد بعض أهالى قطاع غزة أن أسعار مواد البناء والبضائع المصرية بدأت فى الارتفاع فى قطاع غزة، بعد إغلاق حماس الأنفاق من جانبها، وردم الجيش الأنفاق، فضلا عن نقص الوقود فى القطاع، نتيجة توقف تهريبه عبر الأنفاق، ما أدى إلى تعطل حركة السيارات وشلل المواصلات فى مدن القطاع. وقال حسن أبوشعر من سكان رفح الفلسطينية: «الأنفاق المشتركة مع مصر ساعدت على إعادة الحياة لقطاع غزة، بعد أن دمرت إسرائيل جزءا كبيرا من مساكن أهالى القطاع فى الحرب الأخيرة، وجميع المنازل بنيت بالبضائع التى اشتريناها من الأنفاق». وقال عمال مصريون وسائقو سيارات نقل بضائع إلى غزة عبر الأنفاق: إنهم أكثر من سيتضرر بتوقف الأنفاق، بعد أن أصبح دخلهم يعتمد على هذا العمل. يذكر أن عدد الأنفاق وصل إلى أكثر من 700 نفق، يتركز أغلبها فى منطقة صلاح الدين أسفل المنازل، ويتراوح طول النفق ما بين 400 متر إلى ألف متر، وبقطر ما بين نصف متر إلى متر ونصف المتر. وتوقفت أعداد كبيرة من الأنفاق عن العمل خلال العامين الماضيين بسبب انهيار العديد منها، ولم يعد يعمل إلا ما يقرب من 200 نفق ومعظمها متخصص فى مواد البناء. وكانت هناك محاولات مصرية بمساعدات أمريكية لإغلاق الأنفاق بدق ألواح فولاذية بطول 15 مترا تحت الأرض لمنع التهريب إلا أن المحاولات لم تنجح، وشنت قوات الجيش حملة مكثفة بدأت فى تدمير الأنفاق فى شهر سبتمبر الماضى عن طريق حفر وتدمير الأنفاق بالكراكات والجرافات، إلا أنها توقفت بعد تدمير عشرات الأنفاق، وأرجعت مصادر أمنية سبب توقف الجيش عن تدمير الأنفاق فى هذا الوقت حرصا على عدم إلحاق أى ضرر بمنازل الأهالى الموجودة بكثافة فوق الأنفاق.