أعربت الولاياتالمتحدة الخميس عن خشيتها من وقوع مجزرة في حلب، ثاني كبرى مدن سوريا والتي يبدو أن القوات النظامية تستعد لشن هجوم عليها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا في هذا البلد. وخلال لقاء مع الصحافيين، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ان "القلق هو في أن تحصل مجزرة في حلب وهذا ما يبدو أن النظام يعدّ له".
وتطرقت نولاند الى "معلومات ذات مصداقية" مفادها أن "قوافل من الدبابات" تتقدم باتجاه المدينة التي تبعد 355 كلم الى شمال دمشق وحيث تدور معارك ضارية بين المتمردين والجيش الموالي للرئيس بشار الأسد.
وقصف الجيش السوري الخميس الأحياء التي يتمركز فيها المتمردون في حلب تمهيدا لشن هجوم واسع لاستعادة السيطرة على المدينة.
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس ان "تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت الأربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات إضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة أو السبت" على حلب.
واعتبرت نولاند ان تقدم الدبابات واستعمال المروحيات والطائرات يشير الى "تصعيد خطير في النزاع".
وقالت أيضا "تفكيرنا مع سكان حلب. مرة جديدة، يحاول النظام بكل الوسائل التمسك بالسلطة ونحن قلقون جدا لما يمكن ان يفعله في حلب".
وأكدت نولاند مع ذلك على الموقف الأميركي لناحية عدم تسليم أسلحة للمتمردين السوريين, وقالت "لا نعتقد أن صبّ الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الأرواح".
وأوضحت انه خلافا للنزاع في ليبيا الذي تدخل فيه الحلف الأطلسي، فإن "أغلبية السوريين ما زالت ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا وتدفقا للأسلحة على بلادهم".
إلى ذلك، قلل البنتاغون الخميس من شأن مشاركة مقاتلين إسلاميين متشددين، ولا سيما من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، في النزاع المسلح الدائر في سوريا، مؤكدا ان هؤلاء ربما يكونون موجودين فعلا في سوريا ولكن "وجودهم ليس كبيرا".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل "لا يمكنني ان استبعد إمكانية ان يكون هناك متطرفون في سوريا ولا يجدر بأحد ان يظن ان تنظيم القاعدة في العراق لديه في سوريا وجود كبير أو ضخم أو قوي".
وأضاف انه لا يعود لواشنطن ان تحدد الطريق الواجب على السوريين سلوكه لتحقيق انتقال السلطة، مشددا على ان الولاياتالمتحدة تدرك "الغموض الذي يكتنف مستقبل هذا البلد في حال سقوط نظام بشار الأسد".
ومطلع تموز/يوليو اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان انتقال مقاتلي القاعدة من بلاده الى سوريا يغذي النزاع الدائر في الجارة الغربية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان عملاء من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) موجودون حاليا في تركيا لضمان أن شحنات الأسلحة المرسلة الى مقاتلي المعارضة المسلحة السورية الذين يتلقون تمويلا من دول مثل السعودية وقطر خصوصا، لا تقع في أيدي مقاتلي القاعدة.