د. سعد الدين إبراهيم ،هو أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية. من أقوى الدعاة إلى الديمقراطية في العالم العربي وهو يعتقد أن "الدكتاتورية هي سبب ضعف الأمة العربية وسبب خسارتها للحروب التي تخوضها". وهو عضو مجلس أمناء عدة مؤسسات حقوق الإنسان مثل ، المؤسسة العربية للديمقراطية، والمشروع للديمقراطية في الشرق الأوسط. قال عن ثورة يناير : سعدت بما أحدثته ثورة يناير، من حالة من التعبئة السياسية لكل المصريين، فبعد أن كان الاهتمام بالسياسة محصوراً في النخب التي لا تتجاوز معاً عشرة في المائة من السكان، إلا أننا الآن في مشهد يهتم فيه 99? من السُكان بالسياسة، و ما أسعدني هو أنه مهما كان موقف الإخوان من المرأة ومن حقوقها التي ينبغي أن تكون متساوية تماماً مع الرجل، فإنني أشك كثيراً أنهم سيستطيعون أن يتحكموا في وجدان وعقول وسلوك الآلاف، إن لم يكن ملايين الفتيات اللاتي استغلوهن في الدعاية لحزبهم.
وتابع د. سعد ولذلك أرجو من د. محمد مرسى، كما من كل المُرشحين الإسلاميين، أن يتصالحوا مع نساء الأمة وأقباطها بوعود صريحة، وأنه وحزبه سيحترم حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة لهم.
د. سعد الدين إبراهيم في حواره مع "لهن " يلقي الضوء علي ما تمر به مصر وبعض البلاد العربية من مخاض سياسي ، ورأيه في هذا الميلاد ، وتراجع دور المرأة وغير ذلك من موضوعات تموج بها الساحة المصرية .
* د. سعد الدين إبراهيم كنت أول من رسم ملامح المستقبل العربي منذ أكثر من 12 سنة وكنت أول من تنبأ باندلاع الثورات العربية وحركات تحرير الشعوب بسبب التوريث .. كيف تري مستقبل العالم العربي ؟
أراه أكثر إشراقاً مما كان قبل هذه الثورات و متفائل ومتأكد من أن العرب سيلحقون بموجة الديمقراطية التي اجتاحت العالم منذ الثورة البرتغالية والأسبانية واليونانية وثورات أخري مماثلة في شرق أسيا وأوروبا ، وظل العالم العربي ربعاً خالياً من الديمقراطية ، لذلك فأنا أكثر تفاؤلاً الآن لأن العرب أخيراً التحقوا بركب الديمقراطية ، حتى في الدول التي لم يأتها الربيع العربي فالربيع آت لا محالة ، إلا إذا كان حكامهم من الحصافة والذكاء باستباقهم للثورات الشعبية بتحقيق خطوات واسعة نحو الديمقراطية
*بما أنكم من أشد المؤيدين للحرية والديمقراطية هل تري حرية المرأة في خطر ، وكيف تقيم وضع المرأة المصرية الآن ؟
نعم أري أن حرية المرأة في خطر والخطر آت من التيارات الدينية والسلفية ، فرغم أن المرأة المصرية شاركت بقوة في الثورة من يومها الأول ، لكن كالعادة تشارك النساء وفي الحصاد الأخير يتم تجاهلهن وهذا هو ما حدث في التاريخ العربي والمصري ، لذا أرجو من المرأة ألا تنزعج طالما هن حريصات علي حقوقهن
فانا أؤمن بالمساواة بلا أي تحفظ لأنه مع المساواة الكاملة ومع حصول المرأة علي كافة حقوقها وإنصافها بشكل تام لأن إنصاف المرأة يساوي إنصاف الرجل وتحسن وضع المجتمع كله .
*ما هو دور مركز بن خلدون ومعه المجتمع المدني في حماية حرية وحقوق المرأة ؟
نستطيع أن ندفع خطر تراجع دور المرأة وذلك بتحصين أنفسنا وتعزيز مشاركتها ، ويتم ذلك بالتفاعل مع المستنيرين من الرجال ، الذين يمكنهم النضال من أجل الحفاظ علي حقوق المرأة وعدم إجهاض هذه الحقوق واختطاف ثورتها .
إذن د. سعد الدين يري أن الثورة لن تغير من وضع المرأة وان المرأة يجب أن تفرض نفسها بالقوة لإحداث التغيير
نعم يجب أن تفرض نفسها بالقوة فالحقوق تنتزع ولا توهب أو تمنح والمرأة والتحدي الحقيقي هو ألا ننتظر سحب الحق من المرأة بل ندفعها نحو المطالبة بمزيد من الحقوق
*وفي سؤال عن تراجع دور المرأة وسببه هل هو حزبي أم قانوني أم ثقافة مجتمع ؟
قال د. إبراهيم لم يحدث تراجع لدور المرأة إنما التراجع يحدث حين يتم سحب مكسب من مكاسب حققتها المرأة أو تمرير قانون يقلص من حقوقها أ و حين تتهدد حرياتها ، أو يتم عزل نساء من مناصبهن أو حرمانهن من ممارسة حقوقهن السياسية ، وهذا لم ولن يحدث ، ووارد جداً أن تطال القوي الرجعية المتخلفة من هذه الحقوق، لذلك الهجوم خير وسيلة للدفاع وتحرك المرأة الآن للدفاع عن حقها يجعلها في مأمن .
*كيف تري أداء البرلمان الحالي ؟
وعن تقييمه للأداء البرلماني أكد د. سعد الدين أن أداء البرلمان سيء لعدة أسباب إما لأنه لم ينجز ما كان مكلفاً به من مهام ، أو لأنه لم يحقق ما كان متوقعاً منه أو لأنه تكشفت به العديد من العيوب
وانتخابات الرئاسة ستكشف ما إذا كان الصحوة والتعاطف مع الإسلاميين كان سببه حب أم هرب من بطش النظام السابق والعبرة ستكون بنتائج الصناديق ، والإخوان خبرتهم في الأداء البرلماني ضعيفة جدا جدا من هنا كان الأداء البرلماني كله ضعيفاً نتيجة عدم الخبرة ، هذا الأداء الضعيف قد يؤدي غلي فشلهم في انتخابات الرئاسة
*هل نجح الإعلام في امتحان التغطية الإعلامية لانتخابات الرئاسة ؟
نعم نجح حتى لو اختلفنا حول الموضوعية، فالموضوعية في رأيي تتحقق من خلال التعدد الذي يمكنني من قراءة ومشاهدة كافة وجهات النظر دون الاكتفاء بعرض وجهة نظر واحدة ووحيدة ، لذلك أعتبر أن الإعلام نجح في التغطية الإعلامية لانتخابات الرئاسة .
وعن إمكانية حدوث شغب أو عنف بعد فوز مرشح رئاسي غير إسلامي أكد د. سعد أن ما يقال مجرد تهويش لا أساس له بل هو مبرر لضرب القوي الدينية ضربة قاضية ، كما حدث لهم في الخمسينات والستينيات.