كشف المترجم والأديب بشير السباعي عن مفاجأة نهب مخطوطات المجمع العلمي منذ زمن الحملة الفرنسية على مصر 1798 – 1801 ، قائلا أن الطلب على مخطوطات مصر كان كبيرا من قبل الرحالة الأجانب والعلماء .. ووفق السباعي فقد قام أحد علماء الحملة الفرنسية من لجنة الآداب والفنون وهو جان جوزيف مارسيل بشراء ألفى مخطوط جمعها من الأهالى بمصر ونقلها إلى فرنسا وفى عهد الخديوى سعيد باشا 1854 إلى 1863 الذى تعلم فى فرنسا قام بشراء كل هذه المخطوطات من ورثة جان جوزيف مارسيل ووضعها بالمجمع العلمى بالإسكندرية . جاء ذلك خلال ندوة أقامتها هيئة الكتاب واستضافت المؤرخة الأكاديمية بالجامعة الأمريكية د. نيللي حنا صاحبة الدراسات الشهيرة حول "مصر العثمانية" . وفي كلمة بشير السباعي – مدير الندوة – أشار إلى أن المجمع العلمي أنشئ أولا بالقاهرة 20 أغسطس 1798 بقرار من نابليون بونابرت وكان مقره فى دار أحد بكوات المماليك فى القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859 وأطلق عليه اسم المجمع العلمى المصرى ثم عاد للقاهرة عام 1880 ونتيجة إنشاء دار الوثائق بعد ثورة 1952 صدر القرار الجمهورى رقم 356 ف 24 يونيو 1954 بإنشاء دار الوثائق التاريخية القومية التى تحددت مهمتها في جمع الوثائق التاريخية وحفظها وإتاحتها للباحثين . وفى 5 فبراير سنة 1966 صدر القرار الجمهورى رقم 450 بضم دار الوثائق المصرية إلى دار الكتب المصرية وكانت مهمتها تجميع الإنتاج الثقافى القومى مطبوعا ومخطوطا وحفظه للأجيال القادمة والتعريف به وبناءاً عليه تم نقل كل الوثائق المنتشرة بمصر ومنها بالطبع الوثائق المحفوظة بالمجمع العلمى بالإسكندرية إلى دار الوثائق بالقاهرة وهذا يعنى أن الألفى مخطوط الذى اشتراها الخديوى سعيد باشا من ورثة جان جوزيف مارسيل وحفظها بالمجمع العلمى بالإسكندرية نقلت بالكامل لدار الوثائق بالقاهرة . اختفاء مخطوط نادر يكشف السباعي أنه أثناء بحثه فى تاريخ مصر قبل ثورة يناير سأل بدار الوثائق بالقاهرة عن مخطوط نادر يعرفه بالإسم وهو من ضمن المخطوطات الذى اشتراها جان جوزيف مارسيل وأعادها الخديوى سعيد وهو مخطوط " تحفة العانس فى نزهة المستنيم والناعس" الذى كتبه الشيخ محمد المهدى وأخبروه أن هذا المخطوط غير موجود بالدار واستنتج من ذلك أن معظم المخطوطات من الألفى مخطوط قد نهبت أثناء نقلها من المجمع العلمى بالإسكندرية لدار الوثائق بالقاهرة من جهتها تحدثت د. نللى حنا أستاذ التاريخ عن مشروعها القائم على كتابة تاريخ المهمشين، أو الناس العاديين، كالحرفيين والتجار وغيرهم ومن هذه المصادر " قاموس العامية " كتبه يوسف المغربى عام 1910 يمتدح فيه اللهجة العامية ويصف لهجات سكان القاهرة من أتراك وشوام ومغاربة وحجازيين ويقدم مصطلحات استخدمها الحرفيون خاصة بمهنتهم لانتماء المؤلف لأسرة من الحرفيين ويعتبر هذا الكتاب مصدر مهم للتاريخ الاجتماعى فى القرن الثامن عشر الميلادى ومن المصادر الغير تقليدية أيضاً كتالوجات المخطوطات العربية فى المكتبات العالمية كالمكتبة الأهلية بباريس والعدد الأكبر من المخطوطات العربية تم نسخها فى القرن 18م سواء كانت قديمة أو معاصرة وذلك لزيادة الطلب على هذه المخطوطات . كما تعرضت د. نللى حنا لدراسة شيوخ الطوائف مثل الشيخ أحمد الجرفى وأكدت أن القماش المصرى كان يصدر لأمريكا فى القرن 18م وكان يوزع على العبيد كما أشار مدير الندوة المؤرخ بشير السباعى إلى أن الدولة العثمانية انصهرت داخلها شعوباً إسلامية وشعوباً مسيحية وهى شعوب البلقان وقد راعى العثمانيون التقاليد المسيحية والأعراف والقوانين ولم يكن هناك قانون واحد كالقانون الرومانى