افتتح د. سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة معرض فنون النوبة بساحة الأوبرا وذلك ضمن فعاليات مؤتمر النوبة والتراث الذي بدأ مساء أمس ويستمر حتى 27 مارس . وأشار توفيق لضرورة الاهتمام بالنوبة وسيناء بعد ثورة يناير لتعويض المعاناة والظلم لأهلهما طوال العهد البائد الذى اعتبرهما من الجماعات المهمشة رغم ما تمثلانه من عمق تاريخى وعمق جغرافى لمصر . وشهدت الجلسة الإفتتاحية إشادة المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى المنظمة للمؤتمر بجهود مجلس الثقافة ووزير الثقافة السابق د. عماد أبو غازى ، وأشار د. أسامة عبد الحى إلى ما وصفه بخلق أبوغازي الكريم مع رفاقه المعتقلين في الماضي، وبينهم المعتقلين السياسيين من الجماعات الإسلامية كالنائب حلمي الجزار . واعتبر أبوغازي أن التكريم له أهمية لأنه يأتي من أهل النوبة الذين ضحوا في سبيل سعادة المصريين جميعا، وقال أنه سبقه وزراء كثيرين مستقيلين من الحكومة كشريف باشا وسعد زغلول ورشدي باشا ومحمود فهمي النقراشي وثلاثة من الوزراء فى عهد الرئيس السادات احتجاجاً على معاهدة كامب دافيد . فنون النوبة في ورقته أشار د. أحمد القاضى الباحث فى الشئون الأفريقية إلى أن النوبة لها فنون وأنشطة حرفية خاصة مستمدة من التراث القديم وترتبط بالبيئة النوبية بما تحويه من ثروات طبيعية وموارد أثرت فى عمارة البيت النوبى المستخدم فيه خشب النخيل وأقبية من طمى النيل وفى المنتجات النوبية التراثية المصنوعة من الخوص وسعف النخيل والفخار وأن النوبة تنقسم لثلاث جماعات ثقافية الكنوز فى الشمال وعرب النوبة فى الوسط والقديجة (النوبين) فى الجنوب ويوضح عبد الرحمن عوض باحث بتاريخ النوبة أن الفنون النوبية نشأت لضروريات الحياة والمعيشة اليومية فكانت هناك منتجات خاصة بحفظ ونقل الطعام من سعف النخيل وأغطية للطعام وحصير من الخوص للفرش المنزلى والصلاة وأدوات زينة وحلى للمرأة وأن هناك اختلاف فى الأنشطة الحرفية بالنوبة لتنوع البيئة مثل انتشار تغطية المنازل بالقبو من الطين فى الشمال لندرة النخيل واستخدام السقف من جريد النخيل فى الجنوب لتوفرها وقد استغل الفنان النوبى كل مفردات الطبيعة حوله لصنع منتجاته ومنها الخوص االذى يدخل فى صناعة القفف والحصير والمصليات الحصير . وكان للخوص دور رئيسى فى النوبة حتى مطلع القرن العشرين كما يصنع من الخوص ما يطلق عليه "المرجانة" ضمن جهاز العروس وهى إناء مخروطى الشكل وله غطاء من الخوص تضع فيه العروس البخور المصنوع من أخشاب معينة يتم طحنها وتخلط مع العطور مثل خشب الكوليه والمحلب كما كانت تصنع أحذية من الخوص قبل النصف الأول من القرن العشرين الحلى النوبية عن الحلى النوبية يوضح عبد الرحمن عوض أن المرأة النوبية صنعت أدواتها المنزلية وإكسسوارات زينتها من الخرز والترتر والنايلون والأصواف حيث لم تكن هناك أسواق لبيع المنتجات المختلفة وكان على كل قرية نوبية أن تكتفى ذاتياً فصنعت الأنامل النوبية الرقيقة الطواقى والملابس والحلى منها حلى للرأس تسمى الرصة وحلى للأذن (القمربوبة) وهو القرط الكبير وحلى للعنق (الجكّد) وحلى للصدر (البييّة) وحلى للقدم (الخلخال) ويتميز الخلخال النوبى عن الصعيدى بنقوش وزخارف نوبية وهناك الغوايش الذهبية ويرسمن فتيات النوبة الرسومات الجميلة على جدران المنازل ويصنعن لعب الأطفال مثل العروس التى تصنع من البوص الذى يشكل على هيئة مانيكان وترتدى أكسية معينة ومنها جاء المثل الشعبى "لبس البوصة تبقى عروسة" كما يصنعن الألبومات من ورق كارتون ونايلون لوضع الصور التذكارية منتجات منزلية يحوى معرض فنون النوبة منتجات منزلية ومنها الهواية اليدوية المصنوعة من ألياف الجريد المخاط بالنايلون أو الخيوط الملونة وآنية طعام من الفخار لامعة من الداخل ويطلق عليه (كيسب) وكانت الحضارة فى كرما مشهورة بالفخار الحمر اللامع كما اشتهرت الحضارة الكوشية بالمنتجات النوبية الرائعة التى تصدر للخارج ومن المنتجات النوبية فرن الخبز البلدى الذى يطلق عليه (ديو) مصنوع من النحاس السميك ويخبز به الرقاق والإبريق النحاسى للوضوء وغسل اليدين فى الولائم وفى المنزل لكبار السن وقبل استخدام النحاس كان يصنع من جلد الماعز مثل القرب الذى كان يستخدمها السقاة قديماً فى رحلات الحج إلى مكةالمكرمة كما صنعت الأنامل السمراء الحبال من ليف النخيل التى تقيد بها الماشية وتدخل فى صناعة السواقى لربط القواديس مشاكل التسويق يشير آهل النوبة إلى مشاكل فى تسويق منتجاتهم رغم تميزها وشهرتها عالمياً وذلك لعدم وجود رعاة حقيقيين للمنتج ويتم تسويقه تجارياً فقط مما يؤدى لغياب الطابع والروح النوبية فى المنتج لسرعة تسويقه من أجل الربح السريع وطبقاً لرغبات المسوق الحريص على الكم بصرف النظر عن الكيف ويطالبون بالتعاون بين الجامعات والمراكز البحثية والجمعيات النوبية وكليات الفنون لعمل منتج نوبى أصيل وفق منهج علمى مدروس لتسويقه عالمياً وأن نقتدى بالسودان حيث تقوم الحكومة بنفسها كراعية للمنتج بتسويق منتجات الشرق والشمال ودارفور وغيرها وتحصل على ملايين الدولارات سنوياً بنجاحها فى تسويق المنتج عالمياً كما يطالبون بأن تكون القرى النوبية مزاراً سياحياً يوضعها على خريطة السياحة بمصر وفى الكتيبات السياحية بالخارج وأن توضع قرى النوبة ضمن برامج الشركات السياحية بمصر وتوجد بالنوبة حالياً 40 قرية نوبية شمال كوم أمبو وشمال أسوان جاهزة بمنازلها النوبية الجميلة ومنتجاتها لاستقبال العرب والأجانب