افتتح د . شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ، و د . صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض " ذكري " للفنان العظيم الراحل عبد الهادي الجزار ، إحياءً لذكري ميلاده الذي ولد في 14 مارس 1925 وتوفي في 7 مارس 1966 عن عمر يناهز 41 عاما ، وذلك بقاعة أبعاد بمتحف الفن الحديث دار الأوبرا ، بحضور د . حمدى أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيليين ، م . محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون ، أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض ، ليلي عفت عبد الرحمن زوجة الفنان الراحل وإبنتاه وأحفاده ، سلوي حمدي مدير المتحف ، ولفيف من المهتمين بالحركة التشكيلية وكبار النقاد ، إلي جانب الإعلاميين والصحفيين . يضم المعرض 38 لوحة فنية منهم 25 من مقتنيات أسرة الفنان التي لم تُعرض من قبل ، وتعرض لأول مرة ، و13 من مقتنيات المتحف ، يعبر المعرض عن كل مراحل حياته التي قام برسمها من " بورتريهات قواقع ميكانيكا السد العالي التجريد السيريالية .. الخ " . أعرب د. شاكر عبد الحميد عن مدي سعادته بهذا المعرض الذي يضم عدد كبير ومتميز من الأعمال الفنية للراحل عبد الهادى الجزار الذى يعد واحداً من رواد الفن التشكيلى على المستويين المصرى والعربى حتي وصل للمرتبة العالمية ، حيث طافت أعماله معظم متاحف الوطن العربى وقاعات العرض ورواد إقتناء الأعمال الفنية يقتنون أعمالة لأنه فنان أصيل يعبر عن البيئة الشعبية والحياة والإنسان المصرى بشكل جديد يعتمد علي إستخدامه للعديد من الرموز الفنية المستمدة من طبيعة الشعب المصري ، وأضاف شاكر بأن الفنان صاحب بصمة وإتجاه متميز ، كما أن للفنان لوحة فنية متميزة وهي غير موجودة بالمعرض الآن ولكن توجد مع أحد رواد إقتناء الأعمال الفنية المتميزة وهي " المجنون الأخضر " . وأضاف بأن الجزار إستطاع من خلال رؤيته الفنية المتميزة أن يرصد فى لوحاته كفاح الشعب المصرى من معاناه وفقر وإذلال وحرمان كانوا يعيشونه قبل ثورة يوليو 1952 من أجل الاستقلال ، وبناء علي هذه اللوحة تم تكريمة من الدولة بحصوله علي جائزة الدولة التشجيعية ، وبناء عليه كان لابد من إحداث التغيير وأشار شاكر إلي أنه لولا موت الفنان في سن صغير عن عمر يناهز ال 41 عاما ، لكان قد حصل علي أعلي الجوائز المصرية بل والعالمية قائلا بأن إحتفالنا اليوم يعني أن مصر تحتفل برموزها وفنانيها ومبدعيها ، وهذا دليل علي أن الأمة المصرية قوية بها حيوية ونشاط يملأ أرجاؤها متمثل في الفن والأدب ، وفي نهاية كلمته دعا كل الطلبة من المدارس والجامعات ومحبي الفن التشكيلي لمشاهدة هذا المعرض . وأشار المليجي بأن الجزار هو أهم فناني التصوير المصريين الذين إستلهموا من التراث الشعبي والميثولوجي ، وقدموا أعمالا متميزة من خلال عناصر المولد والزار والصور الشعبية ، كما أنه أحد أعضاء جماعة الفن المعاصر التي تأسست عام 1945 ، وتكونت من حامد ندا ، سمير رافع ، حسين يوسف أمين ، وأضاف أن الجزار له عناصره الخاصة التي أبدعها دون غيره ، وكأنه يصنع أسطورة ذاتية ، ومن بين أهم أعماله الميثاق ، السد العالي ، وكثير من الأعمال المرسومة ، إضافة إلي عمله "المجنون الأخضر" ، وفرح زُليخة ، وكان مشروع تخرجه عمله " السقا " وهو أحد مقتنيات أعمال متحف كلية الفنون الجميلة . وأعربت ليلي عفت زوجة الفنان عن مدى سعادتها برؤية هذه اللوحات كما قامت ، بتقديم الشكر لوزارة الثقافة علي ما بذلته من مجهودات لإقامة هذا المعرض فقد كانت موهبته العظيمة سبب في إهتمام الفن العالمي به ،حيث أصدر المركز الثقافي الفرنسي والبنك الأهلي كتابا يحمل إسم الجزار ، بالإضافة لإهتمام بعض الأمريكان لعمل أبحاث ودراسات عن موهبته . وأوضحت فيروز إبنته بأن الفنان الراحل قد حصل علي جائزة الدولة التشجيعية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964 ، وقد سُجن لمدة خمسة أيام عندما قام برسم لوحتين ذم في الملك أحداهما بإسم " إبن الكلاب النحس " و الثانية " كورس شعبي " يوصف حال الشعب المصري من بؤس وحرمان ، وقام بإخرجه من السجن الفنان محمود سعيد وأضافت فيروز بأنها مناسبة جميلة بأن نحتفل بذكرى والدها وهو مازال يعيش في وجداننا ، ومازال محبيه عاشقين أعماله دون رؤياه ، وأن هؤلاء الفنانين يتعلمون من فنه ، ثم قام محبي فنه بتقديم الشكر لأسرته لرؤيتهم لمثل هذه الأعمال ، كما أضافت بأنه قد تم إكتشاف إسطوانات قديمة لوالدها مسجلة بصوته عليها بعض الأغاني وحوار مع أحد المذيعين عن حصوله علي جائزة الدولة التشجيعية ، وهو تسجيل نادر تم إكتشافه قبل الإفتتاح بأسبوعين . ثم قام د . شاكر والمليجي بإفتتاح أربعة معارض فنية في النحت والرسم والتصوير لأربعة فنانين وهم د . مصطفى يحى ، ونيرمين حكيم ، ومشيرة الأزهري ، ورمضان عبد المعتمد وذلك بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك ، وتستمر هذه المعارض حتي 29 مارس الجاري بحضور م . محمد دياب ، أحمد عبد الفتاح ، م . شهيرة عمران مدير مراكز الفنون ، د . إيناس حسني مدير المركز . وأشار د . مصطفى يحى أن معرضه يضم 32 لوحة فنية أبيض وأسود ، تطرح الأحداث من بداية الثورة ومعركة الجمل وإختيار رئيس الوزراء في التحرير وظهور المرأة والفتيات بقوة فاعلة داخل الميدان وأحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وإحتراق المجمع العلمي ومذبحة بورسيعيد بلغة تشكيلية تنتمي إلى التعبيرية والتجريدية ، مضيفاً يحى بأنه قد سبق وأقام عشرات المعارض الفنية الخاصة وكان آخرها في شهر أبريل 2011 بعنوان " وجوه إفتراضية " ومعرض آخر في ديسمبر 2010 بعنوان " شوارع إفتراضية " ، مشيرا الي أن هذه المعارض كانت تتنبأ بحدوث ثورة 25 يناير التي كانت إفتراضية علي الفيس بوك ، ثم تحولت الي أرض الواقع يوم 25 يناير . كما أوضحت الفنانة نيرمين بأن معرضها يضم 30 لوحة فنية رسم بالزيت ، وهي تجربة تجريدية تعبيرية بعنوان " THE LIGHT WITHIN " بمعني النور الداخلي ، تدور فكرته حول النور الداخلي والإيمان بفكره لفتح آفاق للإنسان لتحقيق ما يمكن تحقيقه علي المستوي الروحاني أو الحياة العادية للإنسان ، فهو مزيج ما بين الفكرة الروحانية التي اندمجت مع أحداث الثورة ، ويعد المعرض رقم 16 لها ، كما شاركت في مهرجان سراييفوا الشتوي في فبراير 2012 . أما معرض الفنانة مشيرة الأزهري فيضم 4 لوحات فنية كبيرة ، بالإضافة ل 15 لوحة فنية صغيرة لمجموعة متنوعة من الأعمال ، تدور فكرته عن الواقع والمستقبل والأحلام والحياة ، وتقول مشيرة أن الهدف من هذا المعرض هو مشاركة المتلقي مع الفنان في رؤية اللوحة لخلق نوع من الحوار والفكر المتبادل . وقال الفنان رمضان أن معرضه يضم 17 عملا نحتيا ، 9 لوحات فنية ، مضيفا بأن أعماله من الطين والدائن التي ساعدته كثيرا علي البحث من خلالها عن الصرحية في محاولة منه لإيجاد طريقة سواء بين الاختزال والتفصيلية ... مؤكدا من خلالها علي الهوية والموروث الثقافي للضمير الانساني . وتقول د . إيناس مديرة المركز أن الأعمال المعروضة تتميز بتنوع الرؤي والأفكار ، فمنها من تعامل مع خبايا النفس الإنسانية لإستكشاف أعماقها والغوص فيها كأعمال نيرمين حكيم ، ومنها من تعاطي مع الأحداث والتطورات الداخلية في مصر وتفاعل معها كمصطفى يحى ، كما أن هناك الحس الأنثوي بألوانه الدافئة ومفرداته الرقيقة كمعرض مشيرة الأزهري ، وأضافت إيناس بأن إبداعات الفنان رمضان إرتبطت بوجدان المصري وذاكرته وهو النحت من خلال أعمال أبرزتها مهارته في التعامل مع المادة وتطويعها لرؤاه وأحاسيسه وبتقنيات متفردة