عمرو خالد : دماء أخوتنا وأطفالنا المسيحيين هي كأرواح المسلمين سواء بسواء.. محي عيسي : من يستبيح الدماء فى مانشيستر وفى المنيا هو شخص واحد مصاب بعته عقلي وتخلف فكرى جمال المنشاوي : مصر اكتفت بالتعجب واستنكار موقف امريكا من تحذير رعاياها لم يمر وقت قليل علي تحذيرات السفارة الأمريكية، والسفارة الألمانية بالقاهرة، لمواطنيهما بمصر، من احتمالية وقوع هجوم إرهابي إلا وتم إستهداف اتوبيس يقل عدد من الاقباط بالمنيا، في رحلة دينية إلى دير الأنبا صموئيل بمنطقة جبل القلمون بالصحراء الغربية راح ضحيته حتي الان ما يقرب من خمسة وعشرون مواطنا مصريا . وكان تنظيم «داعش» الإرهابي قد بث فيديو مدته 20 دقيقه، في 19 فبراير الماضي، يتوعد فيه بتنفيذ عمليات إرهابية في مصر بحق الأقباط، لفك التلاحم بين طوائف المجتمع المصرى وضرب الاستقرار الداخلي للبلاد. وظهر في الفيديو رجل ملثم يدعى "أبو عبد الله المصري" يشجع المسلحين في أنحاء العالم لما وصفه ب«تحرير القاهرة»، وإطلاق سراح المعتقلين الموالين للتنظيم، ومهددا بإرسال السيارات المفخخة. وقال شخص أخر في الفيديو، إن تفجير الكنيسة البطرسية لن يكون الأخير، مؤكدا أن الأقباط "هدفهم الأول وصيدهم المفضل". وتبنى تنظيم داعش الإرهابي مسئولية تفجير الكنيسة البطرسية في حي العباسية بالقاهرة، والذي استهدف المصلين وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 29 شخصا. وقال شهود عيان ان مسلحين قاموا بإطلاق النار على حافلة تقل عددا من الأقباط، بطريق دير الأنبا صموئيل بالمنيا، وأن العناصر المسلحة كانت تستقل ثلاث سيارات، قاموا بإطلاق النار على حافلة الأقباط، حال مرورها بإحدى الطرق الصحراوية المتاخمة للمناطق الجبلية غربي المنيا. ومن ناحية أخري قالت مصادر بهيئة الإسعاف بمحافظة المنيا، إنه تم نقل جثث 24 شهيدا إلى مستشفيات محافظة المنيا ومنها مستشفيات العدوة والمنيا ومغاغة، وجارى نقل 16 مصابا آخرين، من موقع الهجوم المسلح على اتوبيس الأقباط. وندد بالحادث البشع والذي راح ضحيته عدد من الاقباط معظمهم من الاطفال كل من مشيخة الازهر ودار الإفتاء المصرية ووزارة الاوقاف والكنيسة المصرية وعدد من القوي السياسية والحزبية مطالبين بوقف المجازر التي توجه ضد مسحيي مصر . أدان الداعية الإسلامي عمرو خالد، الحادث الإرهابي واصفًا إياه ب "العمل "الإجرامي الجبان". وقال خالد في رد فعله على الحادث: "نبرأ إلى الله من سفك هذه الدماء البريئة التي حرم الله إراقتها، وشهدنا اليوم إراقتها في المنيا.. والإسلام والإنسانية وكل الشرائع بريئة من هذا العمل الإجرامي الجبان". وأضاف: "دماء أخوتنا وأطفالنا المسيحيين هي كأرواح المسلمين سواء بسواء.. قطرة بقطرة. فقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام " . . ليسوا منا ولا نحن منهم وتابع متسائلاً: "دعوني أطرح سؤالاً ملحًا: كيف سنتعاون نحن المصريين على ألا تتكرر مثل هذا الحادث الإجرامي وفي نفس السياق تساءل م محي عيسي مؤسس الجماعة الإسلامية في صعيد مصر هل هؤلاء مسلمين أم قتله مجرمين ؟ ، مؤكدا في نفس السياق ان من نفذ هذه العملية ليسوا منا ولا يمكن أن ينتموا الى دين الرحمة والسلام . واضاف : هؤلاء الفتلة الذين تم غسل ادمغتهم فتكون قناعتهم أن قتل ابرياء فى باص هو اقصر الطرق الى الجنة فهؤلاء لم يتعلموا أن قتل النفس بغير حق هو بمثابة قتل الناس جميعا . وقال عيسي ان من يستبيح الدماء فى مانشيستر وفى المنيا هو شخص واحد مصاب بعته عقلي وتخلف فكرى وعقدي . أفكار خيالية متهافتة ومن ناحية اخري قال د جمال المنشاوي الباحث في الحركات المتطرفة أن : " حادث قتل المسيحيين بهذه الطريقة استكمال لنفس المخطط السابق والمتعمد لإشعال فتنه طائفيه داخل البلاد ..وإحراج النظام المصري وبيان أنه غير قادر علي حماية مواطنيه مما قد يدفع كما يظن هؤلاء لتدخل أجنبي بحجة حماية الأقليات وهي فكره قديمه لهذه الجماعات ومن قواعد تفكيرها تمزيق الوطن وإحداث فتنه تضعف فيها الدولة أو يحدث تدخل أجنبي و او دخول مستعمر ليقوموا هم بالجهاد ضده وهي أفكار خيالية متهافتة كما حدث في العراق وكما طرحها من قبل أبو حفص المصري الذي كان من أفكاره أن يتم ضرب أمريكا لاستدراجها واستنزافها وهو مالم يحدث بل تم استنزاف وتدمير البلاد الإسلامية كالعراق وافغانستان .. واضاف المنشاوي " أن هذه الفئات تجد في المسيحيين طرفا ..وكذلك تأتي العمليات ضدهم بدعاية كبيره وسمعه وتغطيه إعلاميه تؤدي الغرض منها تماما كما تكشف أيضا عن مدي التقصير الأمني الذي لا يؤمن مثل هذه الرحلات والتجمعات أو أتباع سياسة الاجهاض المبكر والتي تتطلب عملا استخباراتيا ضخما ولعل هذا ما جعل أمريكا تحذر رعاياها من عمل ارهابي وشيك لكن الأجهزة المصرية اكتفت بالتعجب واستنكار موقف امريكا . " وفي النهاية طالب د جمال المنشاوي محاسبه للمقصرين من رجال الامن والقيادات والذي لا يتعد عقابهم في الغالب إلا النقل من أماكنهم الي أماكن اخري كشرطة المسطحات المائية أو السكة الحديد أو المرافق . لجنة دائمة لمكافحة التطرف ومن ناحية أخري قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن الحادث الإرهابي الذي تعرض له المسيحيون اليوم في مدينة مغاغة بمحافظة المنيا، يعيد للأذهان أحداث الفتنة الطائفية التي تعرضوا لها في الثمانينيات والتسعينيات، على يد الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أن بشاعة الحادث تؤلم المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواء، لأن الدماء كلها معصومة بغض النظر عن دين أصحابها. وطالب حمزة – أحد أبناء مدينة مغاغة- الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة تفعيل المجلس القومي الأعلى لمكافحة التطرف والإرهاب، الذي تم إنشاؤه مؤخرًا، وتشكيل لجنة طارئة من المجلس، تكون مهمتها التوجه إلى صعيد مصر لدراسة أسباب عودة ظاهرة العنف بكل أشكاله، وفي القلب منه العنف الديني والطائفين، مؤكدًا أن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في بلده يضرب به المثل في التسامح والمعاملة الحسنة، باستثناء هذه الأحداث المتفرقة التي تصدر عن أناس لا دين لهم ولا مروءة ولا إنسانية. وأشار إلى ضرورة وجود لجنة دائمة لمكافحة التطرف تابعة للمجلس الأعلى القومي، في كل محافظة من محافظات الصعيد، تكون مهمتها دراسة أسباب وأبعاد هذه الظاهرة في هذه المحافظات، ورفع التقارير الدورية عن الحلول المقترح لمعالجة هذه الأسباب المختلفة، لافتًا النظر إلى أن الأفكار لا تموت بموت أصحابها أو سجنهم، بل تظل حرة طليقة تحلق في عقول البشر حتى تجد الفرصة المناسبة للتحول إلى واقع عنيف، حيث يبدأ الإرهاب بالتكفير وينتهي بالتفجير والقتل والتدمير. وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن العنف منتشر في صعيد مصر والمحافظات الحدودية أكثر من غيرها من المحافظات الأخرى، مشددًا على أنه يتحاور بشكل دوري مع شباب بلدته مغاغه، حيث تكشف هذه الحوارات عن وجود بذور وجذور للعنف متأصلة داخل عقول هؤلاء الشباب تحتاج إلى احتواء سريع وعاجل، بدلًا من إهمالهم وتركهم فريسة لهذه الأفكار الهدامة. كما طالب حمزة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد المؤتمر القادم للشباب بمحافظة المنيا، مقترحًا أن يكون شعاره: "معًا نقضي على الإرهاب" أو "الحياة خير من الموت" ليبعث برسالتين إلى الإرهابيين، الأولى: أن الحياة في سبيل الله أفضل وأصعب من الموت في سبيله، والثانية: أن ترك المخالفين لهم في الدين فرصة عظيمة للاستجابة لدعوتهم، وأن قتلهم يفوت عليهم الأجر العظيم، ويتعارض مع سنة الله في ابتلاء خلقه واختبارهم.