شهور قليلة عن بدء سباق الترشح لاختيار مدير جديد لمنظمة التربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو»، وهو المنصب الذي كان بمثابة حلم لعدد غير قليل من الشخصيات المصرية البارزة، وبعد إعلان بلغاريا رسمياً ترشيح المديرة الحالية إيرينا بوكوفا للتنافس على منصب الأمين العام للأمم المتحدة، أصبح منصبها كمدير عام لمنظمة اليونيسكو خالياً، وكان لقطر الأسبقية بإعلان ترشيح وزير ثقافتها السابق للمنصب الأممي وتسخيرها كل قواها من أجل الفوز به، ليس ذلك فحسب، بل أعلنت عن التبرع بمليون دولار للمنظمة ديسمبر الماضي بعد عام من تبرعها ب10 ملايين دولار، وهو ما أتى ثماره وظهر فى نجاح قطر فى إدراج «القهوة والمجلس العربي» على قائمة التراث غير المادى التابع لليونيسكو. ومن ناحيتها، فشلت مصر فى إدراج ملف «الأراجوز» نظراً لعدم إكمال وزارة الثقافة المصرية للملف المقدم لليونيسكو، ورغم ذلك لا تزال مصر تتلمس خطاها وترفض وزارة الخارجية الإعلان رسمياً عن اسم مرشح مصر، فيما تداولت أنباء عن طرح اسم السفيرة مشيرة خطاب، عقب جولة لها فى بعض الدول لبحث دعمها لمصر حال ترشحها. خطوات قطر الثابتة نحو الفوز قابلها تخبط مصرى غير مسبوق، ففى الوقت الذى أكد فيه حمد بن عبدالعزيز الكوارى، مستشار الأمير القطرى لشئون الثقافة ومرشح قطر، دعم دول الخليج له فى ترشيحات منصب المدير العام لليونيسكو، وإقرار اللجنة الثقافية العامة لدول مجلس التعاون الخليجى، بنداً يدعم المرشح القطرى ليكون أول شخصية عربية تتولى رئاسة هذا المنصب الأممى، شهدت مصر موقفاً على النقيض، فبشكل مفاجئ تم سحب ملف اليونيسكو من وزارة التعليم العالى وإسناده لوزارة الخارجية لتكون المسئولة عن اختيار سفير مصر فى اليونيسكو بعد 70 عاماً ظل فيها الملف مسئولية التعليم العالى، التى قامت بدورها باختيار قامات مثلت مصر على رأسهم توفيق الحكيم وطه حسين وثروت عكاشة. وقالت مصادر دبلوماسية إنه من المقرر أن تقوم السفيرة مشيرة خطاب بجولات خارجية الفترة المقبلة للحصول على الدعم الدولى لها فى انتخابات اليونيسكو وعرض رؤيتها وبرنامجها خلال فترة توليها، كما تساهم فى حملة الترويج لها فرصة القمة الأفريقية المقبلة والقمة العربية أيضاً فى العمل على الترويج للمرشح المصرى ودعمه خلال انتخابات اليونيسكو، وتابعت المصادر أنه ربما تكون المهمة صعبة بعض الشىء، لكن هناك تحركات تقوم بها الدبلوماسية المصرية لاقتناص المنصب بكافة الأدوات المتاحة، وربما تستغل مصر عضويتها بمجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقى من خلال الترويج لبرنامج المرشح المصرى، وما يمكن تقديمه خلال فترة تولى المنصب الذى يستمر 4 سنوات، وله حق التجديد حال طلب المرشح ذلك، فيما تسعى مصر للحصول على دعم الدول العربية التى لها حق التصويت، وهى «مصر والمغرب والسودان ولبنان وسلطنة عمان والجزائر».