توزيع المعلمات مخالف لقانون الكادر وقفات اجتجاجية والمعلمون يهددون بالاعتصام معلمات: معاناة بسبب السفر ومعرضون للاغتصاب لا للاغتراب: 3200 معلم رفضوا الاستلام لبعد الأماكن نور الدين: مطلوب تفعيل القرار الوزارى رقم 202 التعليم: 6 آلاف مغتربة فقط و"مفيش نقل بدون بديل" يبدو أن شبح العشوائيات فى مصر ليس فقط فى التخطيط العمراني، لكنه أصبح فيروسا ينتشر فى جميع مؤسسات الدولة، نتيجة لسوء التخطيط والتوزيع، فمسابقة ال30 ألف معلم التي اعلنت عنها وزارة التربية والتعليم وتقدم لها مليون و600 ألف متقدم، تحولت إلى كابوس لأكثر من 6 آلاف معلمة مغتربة بعد توزيعهن بعيدًا عن محافظاتهن، ووقعت أول حالة إغتصاب لإحداهن فى منطقة العامرية بمحافظة الاسكندرية. المأساة الأكبر أن الوزارة قامت بتوزيع بعض المعلمات على القرى والنجوع والعزب النائية خارج محافظاتهن، وأغلبهن من السيدات المتزوجات ولديهن أطفال، ومنهن اللاتي لم تتزوجن بعد، واضطرهم ذلك للإقامة في مساكن غير آدمية وغير آمنة، مما يعرضهن للخطر، على حد قولهن. معلمة كفر الشيخ التى تعمل بإدارة العامرية بمحافظة الاسكندرية التى تم اغتصابها ليست الحالة الوحيدة، ولكن سبقها محاولة اغتصاب لمعلمة أخرى من محافظة كفر الشيخ تم تسكينها فى محافظة المنوفية، لكنها بائت بالفشل بعد أن وجدت من الأهالى من ينقذها. وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 3502 بمركز شرطة فوه بتاريخ الاثنين 19 / 10 / 2015، وقدم بعدها بلاغ للنائب العام يحمل رقم 18118 من قبل مؤسس تيار استقلال المعلمين ضد وزير التربية والتعليم ورئيس الوزراء حملهم مسئولية ما تتعرض له المعلمات. مخالفة قانون الكادر توزيع المعلمات فى محافظات غير محافظتهن جاء مخالفًا لقانون كادر المعلمين 155 لسنة 2007 وتعديلاته 93 لسنة 2012، حيث نصت المادة 73 من القانون على أن يكون شغل وظيفة معلم مساعد بالتعاقد لمدة سنتين قابلة للتجديد سنة أخرى بقرار من وزير التربية والتعليم بعد أخذ رأى المحافظ المختص. ويجب على شاغلها خلال هذه المدة الحصول على شهادة الصلاحية من الأكاديمية المهنية للمعلمين لمزاولة التعليم بالمرحلة التعليمية التى يعمل بها، فإذا لم يحصل على الشهادة خلالها انتهى عقده تلقائيا دون حاجة لأى إجراء. وبحسب تصريحات محمد زهران مؤسس تيار الاستقلال المعلمين فإن التعيين يكون على مستوى المحافظات طبقًا لقانون الكادر، حيث إن هؤلاء حصلن على التقديرات الأعلى في محافظاتهن، فمن حقهن التعيين داخل المحافظة بالقرب من محل إقامتهن. وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تُعلل التوزيع خارج المحافظات بأن محافظاتهن ليس بها عجز، على غير الحقيقة، فجميع المحافظات بها عجز في جميع التخصصات، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في المحافظين الذين يرفضون عودة المغتربات لمحافظاتهن الأصلية، بحجة اختلاف الدرجات المالية التي تم تخصيصها للمحافظة. واقترح زهران لحل المشكلة بأن تقوم الوزارة بإعطاء تعليمات للمديريات التعليمية بضرورة تعليق كشوف على لوحات إعلانات المديريات والإدارات التعليمية، تتضمن أسماء المعلمين المساعدين وبها محافظاتهم الأصلية التي يريدون العودة لها، وكذلك كشوف رغبات الزملاء المعلمين من خارج المحافظات التي يعمل بها هؤلاء ويريدون البدل معهم. وشدد زهران على ألا يقتصر البدل على المعلم المساعد فقط، لأن المعلم المساعد والمعلم والمعلم الأول، نظراً للعجز في المعلمين، يحصلون على نصاب واحد من الحصص، لأن غلقها على المعلم المساعد فقط لن يحل المشكلة، كما أن هذه الدرجات المالية على مستوى الجمهورية تتبع وزارة التنمية المحلية. معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، طارق نور الدين، فى تصريحات صحفية طالب وزير التربية والتعليم بإتخذ قرارا فوريًا بتفعيل القرار الوزارى رقم 202 الخاص بتوزيع المعلمين فى المحافظات، ثم حصر أعدادهم المتزوجين وغيرهم، وتفعيل قرار لم شمل الأسرة بالنسبة للمتزوجات ونقلهم لمحافظات سكنهن، حتى لو هناك زيادة فى العدد تطبيقا لمبدأ من أفسد شيئا عليه إصلاحه. ورغم تأكيد وزارة التربية والتعليم بأن المحافظات ليس بها عجز ولا يمكن إعادة التوزيع، إلا أن مكتب وكيل وزير التربية والتعليم بمحافظة سوهاج أصدر قرارا بناءً على تعليمات موافقة المحافظ فى 8 فبراير 2016، بإخطار مديري عموم الإدارات التعليمية بمراكز، المنشاة وجرجا والبلينا ودار السلام بتنفيذ أوامر الندب الصادر بإعادة توزيع المعلمات الإناث المعينين ضمن مسابقة 30 ألف معلم، والتى محل إقامتهن طما وطهطا جهينة والمراغة بالاضافة إلى اللاتي محل إقامتهن بمحافظة أسيوط. وقفات احتجاجية خمسة وقفات احتجاجية أقدم عليها المتضررون من ذوى الاحتياجات الخاصة ومن الفتيات المغتربات فى مسابقة ال " 30 ألف معلم آخرهم وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين أملاً فى تنفيذ مطالبهم. وطالبت المغتربات في الوقفة إلغاء الاغتراب وتفعيل قانون لم الشمل وتطبيق مبدأ العدالة فى التوزيع وتطوير الإدارات التعليمية، وإلغاء بند محو الأمية الذى يشترط أن يقوم المعلم بتعليم 10 أشخاص شريطة أن يجتازوا الاختبارات. وزارة التربية والتعليم فتح تعديل تقليل الاغتراب عبر موقعها الرسمي على الإنترنت من خلال تطبيق لفائزي مسابقة ال30 ألف معلم، يسمى "تطبيق تقليل الإغتراب"، مؤكدة أن الأولوية في هذا التطبيق ستكون لذوى الاحتياجات الخاصة، ثم السيدات، بعد دراسة جميع الحالات التى ترغب فى تبديل أماكن تسكينها في المسابقة لتقليل الاغتراب، لكن هذا الإجراء لم يحقق فائدة، لأنه لم يتح للمغتربات التسكين فى نفس محافظاتهم. حكايات المغتربين "استلمت التعين فى محافظة الأقصر، لكن الوزارة أصدرت استمارة تقليل اغتراب على موقعها، وبالفعل تقدمت بها إلا أن الاستمارة لم تقدم شيئًا سوى أنها قللت المسافة، لكن ما زالت المشكلة متواجدة" بهذه الكلمات بدأت خلود عنتر معلمة سرد معاناتها لشبكة الإعلام العربية " محيط". قالت إنها من محافظة الشرقية وغير متزوجة وتم تسكينها فى مركز تابع لمحافظة الفيوم وهى مدرسة لغة انجليزية، وبين محافظتها وعملها 6 ساعات، لكنها اضطرت لتأجير مسكن بملبغ 300 جنيه شهريًا فى مكان عملها بالمحافظة نظرًا لصعوبة المواصلات والطريق وتعود إلى محافظتها كل أسبوع، وأنها معرضة لخطر الإغتصاب كما حدث مع إحدى زميلاتها فى الاسكندرية. وتابعت: عُينت فى 15 سبتمبر بعد أن فزت فى مسابقة ال30 ألف معلم، المسابقة نفسها تقدم لها عدد كبير، وبعدها بعام ظهرت نتيجتها وبعد ظهور الأسماء وضعت الوزارة 3 اختبارات لهم وتم تصفية المتقدمين وعين العدد المحدد ولم يكن أحد يعرف فى أى مكان تم تسكينهم، لكنهم فوجئوا بتسكينهم فى محافظات بعيدة تمامًا عن محافظتهم التى يقطنون بها. وأوضحت 1036 جنيه كل ما أحصل عليه، والمواصلات تكلفني أسبوعيًا من 70 إلى 80 جنيهًا فى الأسبوع الواحد، فضلاً عن تكاليف المعيشية، التي يساعدني فيها اهلي أسبوعيا. وقالت:"إن الأولوية فى التوزيع تتوقف على الترتيب فى الكشوف بناء على التقدير الحاصل عليه كل معلم، وهو ما لم يحدث مما يدل على وجود محسوبية"، مضيفة:"لم يتم تعيينهم وأنهم قاموا بتوقيع عقود سنوية مدتها سنتين وقابلة للتجديد سنة أخرى، وأن المسابقة تمت على أساس التعيين وليست على أساس العقود السنوية." وأكدت أنها شاركت فى أكثر من وقفة احتجاجية لتنفيذ مطالبهم لكن لم يكن لأحد أن يستجيب وذهبت إلى الوزارة أكثر من مرة، لكن الوزارة تبلغهم بأن ال30 ألف معلم ليس لهم حق دخول الوزارة، وحاولوا بشتى الطرق إلا أن الوزير والمسئولين بالوزارة تتجاهلهم. أما اسلام والي مدرس بمسابقة 30الف معلم قال ل" محيط":" أنا مدرس دراسات اجتماعية بإدارة جنوبالجيزة من سكان المنوفية، بالرغم من أن محافظتي تعاني من عجز شديد في تخصصي تم تعييني في الجيزة وأسافر يوميا 300 كم في حين أن هناك مدرسة بها عجز بجوار منزلي. وأضاف "بسافر يوميًا في رف الشنط بتاع القطر كيف يمكن لمعلم أن يؤدي رسالته بعد كوكتيل البهدلة اليومي، والدتى مريضة ودائمة التردد على المستشفيات وأنا الإبن الوحيد المقيم معها، فضلاً على أن مريض بالتهاب الكبد الوبائي فيرس سي". أما دينا حسن من المعينين فى المسابقة من محافظة الاسكندرية قالت :" تم تعيينى بإدارة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية كأخصائي نفسى، وأنا متزوجة وحامل، ووالدتي كبيرة فى السن وتحتاج إلى رعاية، ووالدي متوفي وليس لي أخوات وأقوم براعيتها. وأضافت: استقل القطار يوميًا فى الخامسة فجرًا لبعد المسافة حتى أستطيع الوصول إلى العمل فى الوقت المحدد، وفى إحدى الأيام وأنا فى طريقي إلى المنزل أصابنى التعب وذهبت إلى المستشفى، وتم حجزي تحت تشخيص نزيف رحم، وحصلت على أجازة لمدة أسبوع، وحجزت مرة أخرى في مستشفى النيل للتأمين الصحي، ومن وقتها وحالتى سيئة جدا. وقالت:" أنا ترتيبى رقم 376 على مستوى الجمهورية شعبة علم نفس، ولاحظت أن هناك أرقام بعدي تم تعيينها فى الأسكندرية وهم من نفس المحافظة، وعلى سبيل المثال لا الحصر معلمة ترتيبى قبلها ب 400 فرد وعينت فى نفس المحافظة وعندما ذهبت لعمل تظلم فى الوزارة ، قالوا لي "متجوزين ولديهم أطفال"، ولديهم ما يثبت هذا. تقاعس الوزارة علي جمال مسئول حملة لا للاغتراب قال: "عددنا 14 ألف مغترب واستبعد منهم 3200 معلم رفضوا استلام وظيفتهم بسبب بُعد المكان منهم 11 معلمة و3 آلاف معلم. وأضاف في تصريحات ل" محيط"، أن الوزارة أبلغتنا قبل التعيين أن جميعهم سيتم تسكينهم في محافظتهم، لكن بعد الإنتهاء من الاختبارات وفوز المعلمين وجدنا تسكينهم فى محافظات غير محافظتهم، وأبلغتنا الوزارة فى حالة رفض المحافظة التى تم التسكين فيها، سيتم استبعادهم من المسابقة نهائيًا. وتابع:"بالفعل اضطررنا لإمضاء العقد أملاً أن تقوم الوزارة بإعادة توزيعنا على المحافظات مرة أخرى، لأن أغلبنا يقوم بصرف تكاليف كبيرة مواصلات وسكن وغيرها أزيد من المرتبات التى يتحصل عليها المعلم، وهى 1036 جنيهًا". وأكد جمال أن هناك معلمات من القاهرة والدقهلية والمنوفية تم تسكينهم فى السلوم، وبعضهن من المنصورة وتم تسكينهن فى سوهاجوأسيوط واغلبهن آنسات وبعضهن متزوجيات. إضراب عن العمل وقال منسق حملة لا للاغتراب: "نظمنا 5 وقفات احتجاجية ولم تأتي بنتائج، وذهبنا لمقابلة اللواء زهير وكيل العاملين بالوزارة، واللواء حسام أبو المجد مدير مكتب الوزير، وتحدثنا معهم عن الحلول والتى كان منها هو التعيين بعد عام، بحيث يكون من حقنا النقل والانتداب لكنهم رفضوا الحل." وتابع:"تقابلنا مع وكيل الوزارة لشئون العاملين لكنه أبلغنا بأن الحل ليس فى يد الوزارة، ونحن غير مسئولين عنهم، كما أبلغنا أن الوزير الهلالي الشربيني غير مسئول عن المسابقة وأنه تولى الوزارة بعد الانتهاء من المسابقة، وكان من المفترض أن يكون المسئول محسن صادق رئيس اللجنة الفنية بالوزارة." وأوضح جمال:"تقدمنا بأكثر من حل وطلبنا من الوزير أن يقوم بنقلنا على دفعات حتى لا تتأثر العملية التعليمية بأن يقوم بنقل المعاقين، ثم الفتيات ثانيًا، لأن منهم الحوامل والمتزوجات. وقال إن الوزارة لا تراعي الحالات الصحية الحرجة فضلاً عن أن المعينين ليس لديهم أجازات ترفيهية، كما أن الوزارة تفرض علينا بند محو الأمية الذى يشترط أن يقوم المعلم بتعليم 10 أشخاص من نفس المحافظة التى تم تسكينه فيها خلال عام، وإلا سيتم إلغاء العقد. ونوه منسق الحملة إلى أنه في حالة عدم الاستجابة إلى مطالبهم سيقومون بعمل اعتصام وإضراب عن العمل أمام نقابة الصحفيين، فضلاً على أنهم تواصلوا مع نواب مجلس الشعب لحل أزمتهم. 6 آلاف مغتربة ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم بشير حسن، فى تصريحات خاصة ل" محيط"، أن قضية المغتربين من ال30 ألف معلم تحدث فيها الجميع، والوزير أعلن أكثر من مرة أن بداية العام الدراسى تعني استقرار العملية التعليمية، "يعنى مفيش نقل للمغتربين"، لعدم وجود أماكن خالية. وأوضح أنه فى حالة ما إذا تم نقل أحدهم من الذي سيقوم بالعمل بدلاً منه، لكن فى حالة وجود بديل تتم عملية النقل، وحدث بالفعل، مؤكدًا أن هناك 6 آلاف فقط من الفتيات المغتربات وليس 11 ألف كما يشاع فى وسائل الإعلام.
