"يارايحين الغورية.. هاتوا لحبيبى هدية"، هذا الحي العريق الذي يحتضن التاريخ وأماكن التراث، ولا يخلو من البشر نهائيا طوال اليوم، فيعد مدخلك للجامع الأزهر والحسين بمنطقة الجمالية. أنشأ في عهد السلطان أبو النصر قانصوة الغوري آخر سلاطين دولة المماليك الشراكسة، وكان أشهر الأماكن لشراء الهدايا من الأقمشة الجيدة، ويعتبر الأن سوق الملابس والمفروشات الأول لكثير من الناس. الغورية وشارع الأزهر، يعتبران القبلة الأولى للأسرة المصرية لشراء مستلزمات المنزل من المفروشات والقماش وأدوات المطبخ المتعددة والمتميزة. شبكة الإعلام العربية "محيط" تجولت في منطقتي الغورية و شارع الأزهر ورصدت أهم المنتجات المتواجدة وأسعارها. التركي مسيطر بالرغم من العلاقات المصرية التركية المتوترة، إلا أن المنتجات التركية تغزو السوق المصري بكثرة، وخصوصا في الغورية والأزهر وهي المنتجات التي يفضلها المستهلك عن غيرها لجذابيتها وروعة أشكالها وألوانها بجانب السورية المتميزة وذات الطابع الخاص. وليس التركي فقط هو المسيطر فمن الملاحظ أيضا، أن السوريين تواجدوا وبقوة في منطقة الأزهر فأصبح لهم العديد من المحال، ومول كامل لهم لبيع منتجاتهم التي تتميز بطابع خاص من حيث الجودة والرقي والشياكة التي يبحث عنها المصريون في المفروشات والعبايات المطرزة والمبهجة وملابس النوم، وغيرها من مستلزمات العروسين. أسعار متفاوتة الحاج أحمد صاحب أحد محال المفروشات، قال إن الأسعار هنا متفاوتة ويبدأ اللحاف الفايبر يبدأ من 360 جنيها حتي 700 جنيه مع اختلاف الخامات والماركات، لافتا إلى أنه يوجد منتجات بأسعار أقل ولكن بجودة سيئة، وهناك القطيفة والستان، أما المفارش فتتراوح أسعارها ما بين 500 جنيه وحتى 1500 جنيه، وتتنوع ما بين المصري والتركي ويبلغ طقم ملاية السرير المصنوع من الستان حوالي 750 جنيه. ومع برودة جو الشتاء هذا العام تهافتت الأسر المصرية على شراء البطاطين بأنواعها، المصري والكوري والصيني والتركي، والأسباني التي تعتبر أغلاها، وتبدأ من 600 جنيه، أما بقية المنتجات فالأسعار تتراوح ما بين 100 جنيه و700 جنيه حسب الخامة والحجم والوزن، فمنها ما هو ذات الأشكال المحفورة بالليزر أو البارزة ويخضع الاختيار لذوق المستهلك وحاجته، وهناك البطاطين الخاصة بالأطفال وسعرها يبدأ من 300 جنيه. جهاز العروسة وتشتهر الغورية ومنطقة الأزهر بأنها الراعي الرسمي لجهاز العروسة في مصر، وتلجأ لها الأسر المصرية لشراء مستلزمات البيت للمقبلين على الزواج لتوافر كل الاحتياجات بها من المفروشات والستائر والتنجيد والملابس وأدوات المطبخ وكل ما يحتاجه المنزل الحديث، ويتم اختيار أفضل الأنواع والخامات وأجودها. محمد سالم بائع بأحد المحال بالغورية، أكد أن الإقبال الكثيف يكون من قبل العروس لأنها تشتري بكميات كبيرة، وتنتقي أفضل الخامات والأسعار. وقال: "العروسة بتيجي تشتري أكثر من بطانية كبيرة و2 أطفال، وملايات وألحفة وفوط وبُرنس وكل حاجة حاجات تكفيها ل 10 سنين قدام"، مضيفا أن فرش العروسة يبدأ من 5000 جنيه. ستائر وتفصيل وتستطيع العروس المقبلة على الزواج أو السيدة التي تريد مستلزمات جديدة لبيتها شراء قماش للستائر والتنجيد وتفصيلها في نفس المكان، فعلى الجانب الآخر من شارع الأزهر تتواجد محال الأقمشة وتتنوع بها الخامات والأسعار. ويبدأ سعر متر الشيفون المستخدم للستائر من 22 جنيها والقطيفة 45 جنيها والحرير أعلى سعر فيه 70 جنيها، فهذه أسعار المحال التي تستطيع السيدة "الفصال وتنزيل المبلغ للنصف تقريبا وفقا لشطارتها". وفي ممر صغير بالغورية، تتواجد الأقمشة المستخدمة لتفصيل الملابس والطرح التي تجذب المستهلك بألونها وخاماتها وأسعارها التي لا تقارن بغيرها من المحال الكبيرة، بالرغم من تشابه المعروضات من حيث الجودة والأنواع، ويباع بالممر الملابس الخاصة بالبيت وإسدالات الصلاة، وغيرها من احتياجات الفتيات. ولم يقتصر الأمر فقط على مستلزمات العروس وإنما تتميز الغورية أيضا بوجود العطاريين الذين تستطيع العثور عليهم من رائحتهم النفاذة والجذابة والتي ترافقك طوال التجول في منطقة الأزهر والحسين بالكامل.