في ظل فرحة المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة، والاستعداد لمشاهدة احتفالات مصر بالقناة، وبخاصة الفنانين اللذين ذهب البعض منهم منذ يوم الثلاثاء الماضي للإسماعيلية للمشاركة في الاحتفال، تلقي الفنانين خبر وفاة الفنانة الشابة ميرنا المهندس كالصاعقة، وخصوصا فناني جيلها من الشباب، فعلى الرغم من علم الجميع بأنها كانت تعاني المرض منذ سنوات طويلة إلا أن خبر وفاتها صدمهم خصوصا في ظل احتفالات الشعب المصري اليوم بافتتاح القناة الجديدة؛ حيث انطلقت جنازتها ظهر اليوم من مسجد "حسن الشربتلي" بالتجمع الخامس. الفنانة ميرنا المهندس لم تتجاوز السادسة والثلاثين من عمرها، ومع ذلك قدمت نحو ستين عملا فنيا ما بين أعمال سينمائية وتليفزيونية، بالإضافة إلى الإعلانات التي بدأت من خلالها التعرف على الكاميرا وهي في سن التاسعة من عمرها. النشأة ولدت الفنانة ميرنا في القاهرة يوم 1 أكتوبر عام 1978، وهي تنتمي لأسرة ليس لها علاقة بالفن. تلقت تعليما أجنبيا في إحدى مدارس اللغات، ودرست الباليه لمدة 6 أعوام، ثم التحقت بمعهد الموسيقي وتخصصت في الغناء الأوبرالي. شاهدها أحد مخرجي برامج الأطفال أثناء مشاركتها في بطولات رياضة "الباتيناج" حيث أعجب بها وشجعها على اقتحام الفن. البداية بدأت ميرنا عبدالفتاح محمد رجب مشوارها الفني في عام 1993، في فيلم "مستر دولار"، حيث جسدت شخصية "نادية" أمام الفنانين القديرين الراحلين يونس شلبي وسعاد نصر. وبعدها بعام شاركت في مسلسل "أرابيسك" حيث لعبت دور "بركسام"، ثم قدمت في نفس العام دور "شرويت" في فيلم "يا تحب يا تقب". الأعمال وفي عام 1995 قدمت شخصية "شادية" ابنه عربي في فيلم "اغتيال فاتن توفيق". ونالت ميرنا شهرتها بعدما قدمت دور "ليلى" في المسلسل الكوميدي الشهير "ساكن قصادي" الذي أنتج في نفس العام 1995. توالت بعدها مشاركتها في الأعمال الفنية سواء التليفزيونية أو السينمائية فشاركت في عدد من المسلسلات من بينها "عزبة المنيسي"، "زقاق السنجقدار"، الجزء الثالث من "يوميات ونيس"، و"أبو العلا 90" عام 1996. وفي عام 1997 شاركت في مسلسل "عوضين إمبراطورية عين"، و"سعد اليتيم"، والجزء الرابع من "يوميات ونيس". وشاركت في الجزء الثاني من مسلسل "الأبطال" في عام 1998، بالإضافة إلى سهرة تليفزيونية بعنوان "الخطوة الثالثة" في نفس العام. ومن أشهر أعمالها الدرامية التي شاركت فيها بعد ذلك: "بنات أفكاري"، "نجمة الجماهير"، "وهج الصيف"، "لقاء السحاب"، "محمود المصري"، "أحلام عادية مباراة زوجية"، "الباشا"، "برة الدنيا"، "الإمام الغزالي"، الجزء الأول والثاني من "أريد رجلا". أما عن أشهر أفلامها: "العيال هربت"، "أيظن"، "عبده مواسم"، "الأكاديمية"، "مراجيح"، "جيران السعد"، "كلام جرايد"، و"زجزاج". آخر أعمالها كان آخر أعمال الفنانة الرحلة هو فيلم "زجزاج" الذي قام ببطولته مع الفنانة ريم البارودي ومحمد نجاتي وياسمين كساب، والفيلم من تأليف أماني البحطوطي وإخراج إسامة عمر، ولعبت فيه ميرنا دور فتاة تعمل بأحد الكافيهات وتعاني من الفقر، وتتأثر بمن حولها من أصدقائها الذين يجبروها على طريق الانحراف. وكانت ميرنا صرحت منذ فترة أن هذا الفيلم هو نقطة تحول في تاريخها الفني، خاصة أنه شهد عودتها إلى السينما بعد غياب طويل، خاصة بعد اعتزالها. مرضها والاعتزال مرت الفنانة ميرنا المهندس بأزمة صحية حيث أصيبت بمرض "أرسرت فكوليتز"، الذي استدعى إلى سفرها للخارج وإجرائها ثلاث عمليات جراحية لاستئصال الأجزاء المصابة من القولون على عدة مرات، وبعد مرضها قررت أن تبتعد عن الساحة الفنية والاعتزال في عام 2002، واتجهت إلى حفظ القرآن الكريم وارتداء الحجاب، إلا أنها عادت مرة أخرى لتواصل طريقها نحو النجومية عقب استقرار حالتها الصحية وخلعها للحجاب. وكانت المهندس تعرضت لوعكة صحية وهي صغيرة، وأجرت عملية جراحية قامت فيها باستئصال جزء كبير من معدتها، تسبب لها بعد ذلك في نقص صفائح الدم البيضاء، وقد اشتد عليها المرض قبل وفاتها بفترة حيث وصل نقص صفائح الدم البيضاء إلى 1 من 40، وتم حقنها بنسبة كبيرة من الحقن، في المركز الطبي العالمي، حتى توفيت صباح أمس، الأربعاء. وقال أيمن سليم، المستشار الإعلامي لميرنا ومدير أعمالها، أنها كانت مريضة منذ سنوات، ولكنها كانت تتغلب على المرض بالعمل، لكنها أصيبت قبل وفاتها بثلاثة أيام بنقص في صفائح الدم، وهو ما تسبب في وفاتها. العائلة عانت الفنانة ميرنا المهندس بسبب عائلتها منذ كانت صغيرة؛ حيث اتهمت والدتها "منى" في أول بل وأبشع جريمة من نوعها لسيدة تقوم بقتل وتقطيع زوجها – والد ميرنا - وتعبئته في أكياس، وقد حاولت والدتها أن تحصل على البراءة حيث أثبتت بشهادة جيرانها أن زوجها كان يمارس العنف الجسدي عليها ويقوم بضربها أمام الجيران مما تسبب في إيزاءها نفسيا ودفعها لارتكاب الجريمة. وكان والد ميرنا يمتلك مكتبة لتجارة الأدوات المكتبية في منطقة الهرم، ومحبوبا من المحيطين به. وأثر هذا الحادث على ميرنا وشقيقتها إلهام، وشقيقها اللذين كانوا أطفالا أثناء حدوث الجريمة التي غيرت مسار حياتهم. وفي عام 2007 تم القبض على شقيقها في قضية مخدرات، وبعد خروجه من الأزمة كان يعيش مع ميرنا، في حين انتقلت شقيقتها وأمها للإقامة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. الزواج كان من المعروف عن ميرنا رفضها للزواج بسبب الأزمة النفسية التي تعرضت لها في صغرها؛ حيث خافت ميرنا من خوض التجربة في ظل ما تراه من مشاكل المتزوجين اليومية. عيوبها اعترفت ميرنا في أحاديث سابقة لها أن أسوأ عيوبها هي الصراحة الزائدة والعناد والثقة الزائدة في الآخرين، كما أنها تعتبر نفسها شخصية متناقضة. أمنيتها وكانت الفنانة ميرنا المهندس تتمنى أن تؤسس مشروعا يساعد الأطفال المقهورين والمشردين. الوفاة والفنانة ميرنا المهندس توفيت أمس، الأربعاء، 5 أغسطس 2015، عقب إجراء عملية جراحية بالمركز الطبي العالمي عن عمر ناهز ال36 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان.