واشنطن: اعلنت الخارجية الأمريكية الثلاثاء ان الانتقادات التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران تبرر مخاوف الولاياتالمتحدة من البرنامج النووي الايراني ، فيما جددت روسيا وفرنسا دعوة ايران الى التعاون مع الوكالة الذرية. وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي ان التقرير الاخير للوكالة الذرية "يبرر قلقنا ازاء التخصيب، ومواصلة بناء مفاعل ابحاث بالمياه الثقيلة، ومدى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودخول المفتشين الى المواقع الاساسية". واضاف كراولي ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان السلسلة الاخيرة من العقوبات بحق ايران التي اقرها مجلس الامن في يونيو/ حزيران "بدأت آثارها تظهر على الارض في ايران". ودعا كراولي الى عقد اجتماع للدول الست المعنية بالملف النووي الايراني (ألمانيا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) يعقد في نيويورك في نهاية سبتمر/ أيلول الحالي على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن جانبها ، جددت روسيا وفرنسا دعوة ايران الى التعاون مع الوكالة الذرية، معتبرة مع ذلك ان تقريرها الاخير لا يتضمن عناصر جديدة باستثناء التاكيد على استمرار عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في باريس مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير "نحض ايران على ابداء حسن النية والاستجابة لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وشدد لافروف على ضرورة "اشراك ايران في جميع القضايا وليس فقط المتعلقة ببرنامجها النووي" وانما ايضا في البحث عن "حلول للمشاكل الاقليمية في افغانستان والعراق والوضع في الشرق الاوسط". واعتبر أن "التقرير يشير الى عدم وجود التعاون المطلوب من قبل ايران" . أما برنار كوشنير، فقال: "لا جديد سوى استمرار تخصيب اليورانيوم" مضيفا :"انه ليس خبرا جيدا لكن التقرير لا يدعو الى القلق اكثر من ذي قبل" معربا عن الاسف لكون "الحوار مع ايران غير مجد" حاليا. وفي اول تعليق له على تقرير الوكالة ، قال المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي ان ايران ستفشل العقوبات الدولية. واضاف في خطاب نقلته وسائل الاعلام الرسمية: "اعداء الامة يسعون الى ترهيب الشعب من خلال ضغوط بحيث يحملون الشعب على لوم الحكومة على ذلك". واضاف: "ولكن الامة والمسؤولين سيحبطون بلا شك العقوبات ويبطلونها كما فعلوا على مدى العقود الثلاثة الماضية". ودعا خامنئي الى "مقاومة اقتصادية حقيقية" امام الضغوط الدولية. وبدوره ، جدد رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي تأكيد حق بلاده في رفض مفتشي الوكالة ورفض دخولهم بعض المنشآت. وذكر صالحي "ان من حقنا مثل اي عضو من اعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اختيار المفتشين". واضاف ان "المفتشين اللذين رفضتهما ايران قاما بنقل معلومات مخالفة للواقع، ومع ان الوكالة من رأينا، لكنها لا تريد الاقرار بذلك" علنا. وقال: "اقترحت الوكالة اسمي مفتشين جديدين ووافقنا عليهما". واضاف صالحي انه على عكس منشآت تخصيب اليورانيوم التي تخضع لرقابة مشددة من الوكالة الذرية، لا شيء في الاتفاقات مع الوكالة الذرية يرغم ايران على فتح موقع اراك حيث تبني مفاعلا يعمل بالماء الثقيل لانه لا يستخدم يورانيوم مخصبا. وتعود اخر زيارة لمفتشي الاممالمتحدة لموقع اراك الى اغسطس/ اب 2009. وتؤكد طهران ان المفاعل الذي يفترض ان ينتهي العمل به في العام 2012 او 2013 سينتج نظائر مشعة ستستخدم بحسب طهران في الانتاج الزراعي والطب، الا ان الدول الغربية تعتبر انه من الممكن تحويل وجهة استخدام المنشأة لغرض انتاج سلاح نووي. وقال صالحي: "اذا وجدت الوكالة بندا في الاتفاق الثنائي ينص على ضرورة السماح بتفتيش المواقع التي تعمل بالمياه الثقيلة، عندها سنتيح للمفتشين زيارة الموقع في اقرب فرصة". وتابع صالحي ان تقرير الوكالة الاخير "لم يشر الى اي استخدام لمعدات نووية لغايات غير سلمية. اما النقاط الاخرى المذكورة في التقرير فهي هامشية". الى ذلك، اعتبرت الخارجية الايرانية ان انتقادات الوكالة الذرية ناجمة عن مقاربة "سياسية" للملف الايراني. وقال الناطق باسم الوزارة رامين مهمنباراست "نصرّ على ان تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهمتها تجاه اعضائها في اطار القانون دون الاخذ بالاعتبار الضغوط السياسية". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت الإثنين تقريرا جديدا حول البرنامج النووي الإيراني جاء فيه أن طهران ماضية قدما في نشاطها النووي رغم العقوبات . وأضاف التقرير أن انتاج إيران الاجمالي من اليورانيوم المنحفض التخصيب زاد بنسبة 15 في المائة منذ ايار/ مايو الماضي ليصل إلى 2.8 طن الامر الذي يكشف عن مضي ايران قدما بنشاطها النووي رغم تشديد العقوبات المفروضة عليها. وحذر أيضا في هذا الصدد من أنه هناك إمكانية لقيام إيران بتطوير شحنة نووية تركب على صاروخ ، موضحا أن إيران تعرقل التحقيقات في برنامجها النووي المثير للجدل من خلال رفضها السماح لمفتشي الاممالمتحدة بدخول البلاد. وتابع أن عددا من الاختام التي وضعتها الوكالة على معداتها في مفاعل نتانز لتخصيب اليورانيوم كسرت ، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية كانت طلبت من ايران في رسالة يعود تاريخها الى 19 يوليو/ تموز الماضي تقديم ايضاحات عن سبب كسر الأختام في مفاعل تخصيب اليورانيوم ، إلا أن إيران ردت بالقول إن ذلك تم "بشكل عرضي". وأكد التقرير أن مفتشي الأممالمتحدة بحاجة لإجراء تحقيق مادي لتحديد ما إذا كانت أيا من تلك المعدات فقدت ، قائلا: " ليس من حق ايران تحريك أي من معدات الوكالة الدولية بدون موافقتها". واختتم التقرير بانتقاد الاعتراض الايراني المتكرر على تعيين مفتشين من أصحاب الخبرة في البرنامج النووي الايراني وإعاقة مسار التفتيش ، إلا أنه لم يؤكد انحراف البرنامج النووي الايراني نحو أهداف عسكرية .