«آى آم برزدنت أوف إيجيبشان هيومان رايتس أورجانيزيشن. هاو يو كان نوت ليسن مى؟». بهذا السؤال الخالد والضحكات الهستيرية التى تلته من الحاضرين الألمان، تم تتويج «محادثات الديبلوماسية الشعبية» مع حزب الخضر الألمانى فى برلين، وسط صيحات الفنانة آثار الحكيم المتوسلة: «احترمونا لو سمحتوا عيب كده ما ينفعش تضحكوا علينا، زيس إز نوت فير». ذهب الوفد متأخرا عن ميعاده، واستهلك الوقت فى محاولات يائسة لإقناع النواب الألمان بأن مصر اليوم فى عيد، وأنهم لا يفهمون حقوق الإنسان التى نقدسها ونجلها، رغم كيد الكائدين ورغم ما ذكره حقوقيون وحزبيون عن اختفاء واختطاف عدد من الناشطين الشباب قدر بمائة وخمسين ناشطا، من بينهم المصورة إسراء الطويل، فى وقت الزيارة الرئاسية. سؤال عضو الوفد المصرى اختلط بأسئلة الرأى العام حول زيارة الرئيس. وقد انصب معظمها حول اختيار الوفد، ومن دفع تكاليف السفر، والمردود من رقص الفنانين أمام فندق الرئيس، وأسباب عدم انضمام فيفى عبده واللواء عبدالعاطى للمسافرين. وبينما كان الرأى العام مشغولا بالوفد، كانت سيمنز الألمانية توقع أكبر صفقة فى تاريخها. تسعة مليارات دولار لتوريد ثلاثة مصانع لتوليد الطاقة من الغاز وستمائة توربين لتوليدها من الرياح. مجتمعة ستنتج 16.4 جيجاوات من الكهرباء، أى نصف إجمالى طاقة مصر المنتجة حاليا. الصفقة تجيب عن التساؤلات الخاصة بموافقة ألمانيا على الزيارة رغم تحفظات «البوندستاج»، خصوصا فى ضوء تسريح سيمنز أعدادا كبيرة من عامليها. سبعة آلاف فى شهر فبراير الماضى، وأربعة آلاف وخسمائة قبل أسابيع من توقيع صفقة ستحيى أكثر القطاعات تعثرا. فسيمنز لم توقع عقدا واحدا لأى مصنع لإنتاج الطاقة من الغاز، منذ قررت ألمانيا التوجه نحو الطاقة البديلة. أما على الجانب المصرى فالأسئلة أكثر أهمية ومنها مثلا: 1 هل توجد استراتيجية مصرية تأخذ فى اعتبارها التوجه العالمى نحو الطاقة النظيفة واستغلال مصادرها المتوافرة فى مصر؟ 2 لماذا اخترنا توليد الطاقة بالغاز فى الوقت الذى نعانى فيه من قدرتنا على توفيره؟ وفى الوقت الذى تخلت فيه ألمانيا نفسها عنه كمصدر لتوليد الطاقة؟ وإلى أى حد سيشكل الاحتياج المتزايد له بابا للضغط على مصر؟ 3 هل قيام سيمنز بدور فى تأمين الصفقة من خلال التقدم لحكومة ألمانيا بطلب ضمان ائتمانى مرتبط بصادرات مصر، أعطاها قدرة تفاوضية فرضت من خلالها المنشآت التى ستصدرها لإنقاذ قطاعاتها المنهارة؟ 4 لماذا اخترنا طاقة الرياح بدلا من مزارع الطاقة الشمسية، علما بأن الأخيرة أنسب لطقس مصر وأقل تكلفة من نواحى الصيانة لقلة الأجزاء المتحركة فى مولداتها؟ 5 لماذا اخترنا أن تكون كمية الطاقة المنتجة من الطاقة النظيفة 2 ميجاوات فقط من إجمالى 16.4 ميجاوات فى الصفقة كلها؟ 6 ما هو دور الصفقة الضخمة فى تطوير الخبرات المصرية علما بأن المصانع ستورد جاهزة لمصر، وأن الألف فرصة التى وعدت بها سيمنز العمالة المصرية (عمالة وتدريب) ستكون فى مصنع لإنتاج «ريش مراوح التوربينات»؟ طرح إجابات هذه الأسئلة وغيرها على الرأى العام، ربما يكون أكثر أهمية من الأسئلة المتداولة حول من تم اختيارهم لمرافقة الرئيس، أو حتى سؤال الوفد الشعبى للبوندستاج «هواى يو دو زيس يا ألمانيا هواى؟» نقلا عن " الشروق " المصرية