افتتح محافظ بغداد، علي التميمي، اليوم الأحد، مخيما لإيواء المسيحيين النازحين من مدينة الموصل، وأطرافها في محافظة نينوى شمالي البلاد، في حضور رجال دين مسيحيين من مختلف الطوائف. وأقيم المخيم في منطقة "زيونة" شرقي بغداد، ويضم 148 كرفانا "بيتا جاهزا"، لإيواء الأسر المسيحية النازحة منذ صيف العام الماضي. وقال محافظ بغداد للصحفيين على هامش الافتتاح، إن 35 ألف نازح على الأقل، تدفقوا على العاصمة بغداد خلال 3 أيام من محافظة الأنبار عندما اجتاح "داعش" مناطق جديدة هناك. وأشار إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة تتولى ملف النازحين، مبينا أن المحافظة نصبت 500 خيمة للنازحين في قضاء أبو غريب، و100 خيمة في منطقة بزيبز، و100 خيمة أخرى في منطقة اليوسفية، فضلا عن افتتاح 3 مجمعات للكرفانات. والأسبوع الماضي، تدفقت آلاف الأسر النازحة من محافظة الأنبار على العاصمة بغداد، بعد أن تقدم مسلحو "داعش" في مناطق واقعة شمال الرمادي، مركز المحافظة وصولا إلى وسط المدينة. وعلق الآلاف منهم على مداخل بغداد بعد أن اشترطت السلطات تقديم كفيل من سكان العاصمة، قبل أن تخفف من عبء هذا الشرط لاحقا بعد أن بات النازحون أياما في العراء. وأوضح محافظ بغداد أنه تم تذليل مشكلة الكفيل، لدخول الأسر النازحة إلى بغداد، مشيرا إلى أن المعلومات التي أوردتها الأممالمتحدة، بشأن أعداد النازحين من الأنبار مبالغ فيها. وكانت الأرقام التي أوردتها وكالات الأمم المتحدثة، قد تحدثت عن نزوح نحو 90 ألف شخص من الأنبار الأسبوع الماضي. وطالب محافظ بغداد بتوفير الأموال اللازمة لتشييد مخيمات أخرى قبل البدء بالحملة العسكرية، لاستعادة مدينة الموصل، معقل "داعش" في العراق. ونفى التميمي في الوقت نفسه المزاعم التي تتحدث عن اقتراب تنظيم "داعش" من بغداد بعد الهجمات الواسعة للمتشددين في الأنبار القريبة. وكان المسيحيون وغيرهم من أبناء الأقليات الدينية عرضة لهجمات المتشددين منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، حيث تعرضوا هم وكنائسهم إلى هجمات عديدة على مدى السنوات الماضية دفعت الكثير منهم إلى مغادرة البلاد والتوجه نحو أوروبا وأمريكا. وتشير إحصائيات غير رسمية يرددها مسؤولون مسيحيون إلى أن أعدادهم انخفضت من 1.5 مليون نسمة في 2003 إلى نحو نصف مليون نسمة. وباتت مدينة الموصل، شمالي البلاد، شبه خالية من المسيحيين بعد سيطرة متشددي تنظيم "داعش" عليها في صيف العام الماضي. وخيّر المتشددون المسيحيين بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة حد السيف، فغادروها لتصمت أجراس الكنائس لأول مرة منذ 2000 سنة. وتحدث مراسل الأناضول إلى عدد من النازحين، الذين لا يزال الكثير منهم متمسكين ببلدهم ويرفضون الرحيل رغم أن عددا كبيرا من الدول الغربية فتحت لهم أبواب اللجوء. ومن بين الأسر التي ستشغل أحد البيوت الجاهزة في المخيم الجديد، أسرة "أم فيان"، التي أعربت عن رفضها مغادرة البلاد، رغم أنها عايشت ظروفا في غاية القسوة عند الفرار من الموصل إلى بغداد هي وأسرتها. وفي حديث لمراسل الأناضول، قالت "أم فيان"، وهي امرأة أربعينية، إن البيت يحتوي على غرفة واحد لا تكفي أسرتي، لكن ماذا نفعل "الحمد لله وأشكر الله لأننا قبل ذلك كنا نقيم في مكان أضيق بحيث كانت تستخدم 5 أسر حماما واحدا". وبدوره كان رامي، يعاين المسكن الجديد له ولأسرته، وقال وهو يبتسم "صار عندنا بيت حلو". وكانت القوات العراقية، بدأت في ال8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية. ورغم خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى، ونينوى وصلاح الدين ، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي.