أعلن مسئول عراقي، اليوم الأحد، إنشاء 7 مخيمات لإيواء نازحي محافظة الأنبار (غرب) في مناطق غربي وجنوبي العاصمة بغداد لاستيعاب أكثر من 90 ألف شخص فروا من المعارك الجارية في الرمادي مركز المحافظة، وفقا لإحصائية أعلنها مكتب الأممالمتحدة في العراق اليوم. وقال سلام الخفاجي وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ل"الأناضول"، إن "وزارة الهجرة إضافة الى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بدأت بإجراءات نصب 7 مخيمات لإيواء نازحي محافظة الانبار الى العاصمة بغداد"، مشيرا الى أن "مخيما لاستقبال العوائل النازحة من الأنبار افتتح اليوم في منطقة بزيبز جنوب غرب بغداد، وآخر في منطقة حي الجامعة غرب العاصمة، وثالث في قضاء أبو غريب غرب بغداد، ورابع في الراشدية شمالي بغداد، وثلاث مخيمات أخرى يجري العمل الآن على إنشائها في الحصوة جنوببغداد، والرحالة على حدود كربلاء جنوببغداد، وفي اليوسفية جنوببغداد". وأضاف المسئول العراقي أن "وزارة الهجرة والمهجرين مع الأممالمتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر كثفت عملها منذ يوم أمس بشأن تقديم المساعدات العاجلة للعوائل النازحة والتي تتواجد حاليا في منطقة بزيبز جنوب غربي بغداد". وقرر ديوان الشيعي في العراق، الأحد، فتح المساجد التابعة له في بغداد لإيواء موجة النزوح التي شهدتها محافظة الانبار (غرب) بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة شمالي الرمادي، وجاء ذلك بعد يوم واحد من قرار ديوان الوقف السني فتح 10 مساجد لإيواء نازحي الانبار. وتشترط قيادة عمليات بغداد (تابعة لوزارة الدفاع) دخول النازحين إلى بغداد توفر الكفيل من سكان العاصمة خشية أن يكون من بين النازحين عناصر تابعة لتنظيم "داعش". وفي محافظة الأنبار، قال رئيس مجلس قضاء العامرية جنوب الفلوجة، شاكر العيساوي، اليوم الاحد، انه تم افتتاح مخيمات بواقع 950 خيمة لإيواء الاسر النازحة والمهجرة من الرمادي الى القضاء جنوب محافظة الانبار. وفي حديث للأناضول، اوضح العيساوي، أن "إدارة قضاء العامرية 23كم جنوب مدينة الفلوجة (40كم شرق الرمادي)، افتتحت مخيمين اثنين لإيواء الاسر النازحة والمجرة من مناطق الرمادي وباقي مناطق الانبار الى القضاء". وأضاف العيساوي أن "المخيم الاول يضم 350 خيمة والمخيم الثاني بواقع 600 خيمة وذلك من خلال التنسيق المباشر مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وبمساعدة المنظمات الانسانية المحلية". وتابع العيساوي أن "أكثر من 100 الف نازح وصلوا من اربعة ايام وحتى صباح اليوم الى قضاء العامرية، مشيرا الى قسم كبر من هؤلاء النازحين توجه الى بغداد بعد ان وجدوا صعوبة كبيرة بذلك من خلال وجود معبر واحد وهو جسر بزيبز". وناشد العيساوي الحكومة المركزية والمنظمات الدولية الإنسانية والمحلية ب"إرسال مساعدات غذائية وانسانية لتلك الاسر المتضررة نتيجة الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها في القضاء". وكشفت الأممالمتحدة اليوم الأحد عن أن أكثر من 90 ألف شخص فروا من أعمال العنف في محافظة الأنبار (غرب) بعد اجتياح تنظيم "داعش" لمناطق جديدة في الأسبوع الماضي. وقالت ليز جراندي منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "أولويتنا القصوى هي تسليم المساعدات الأساسية للسكان الفارين". وبينت أن "الغذاء والمياه والمأوى تأتي في صدارة قائمة الأولويات التي ستشرع منظمتها لتوفيرها للنازحين على وجه السرعة". وأرسلت الحكومة العراقية تعزيزات إلى محافظة الانبار الصحراوية الشاسعة والتي ترتبط بحدود مع سوريا والأردن والسعودية لوقف زحف مسلحي داعش. ومنذ الهجوم الكاسح لمسلحي "داعش" في صيف العام الماضي وسيطرته على مساحات واسعة في شمالي البلاد وغربها نزح 2.7 مليون عراقي على الأقل في أنحاء مختلفة من البلاد بينهم 400 ألف من الأنبار. وسيطر مسلحو تنظيم "داعش" على منطقتي البو فراج والبو عيثة شمالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة من الخطوط الدفاعية المتقدمة، ويحاول "داعش" بسط سيطرته على الرمادي التي تعّد هدفا لهم. كانت القوات العراقية، بدأت في ال8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية. وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي وجد فيها "داعش" موطئ قدم قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014. ورغم خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.