ظهرت بالآونة الأخيرة مجموعة من المبادرات الشبابية للتعريف بالأماكن والمزارات السياحية المصرية، رحلات مجانية وأخرى بأجر رمزي تغطى تكلفة الانتقالات فقط، ودعاية للأماكن السياحية الغير المعروفة للكثيرين في مصر، كل هذا ينظمه مجموعات شبابية أخذت على عاتقها عبء تنشيط السياحة الداخلية بعد أن تأثرت بالسلب للظروف التي تمر بها البلاد في الأعوام الماضية، وجميع تلك المبادرات تأكد بأنها تقوم بحملات وطنية ثقافية ترفيهية بحته، وأعلنوا أنهم لا ينتمون لأي تيار سياسي أو ديني لكنهم يعملون من أجل مصر الحبيبة، فما السبب وراء نجاحها وما السبب وراء التفاف الشباب حولها وما سبب تجاهل المواطنين لرحلات وزارة السياحة وتفضيلهم لرحلات تلك المبادرات، وهل هذه المبادرات بهدف التوعية والتثقيف حقاً أم بهدف البيزنس وجمع النقود .. معاً سوف نتعرف على هذه المبادرات عن قرب ونلمس الحقائق والأهداف من ورائها ... أفاد احمد صابر المتحدث بأسم مبادرة محبي شارع المعز عن سبب اتجاه لإقامة مبادرة لتنشيط السياحة الداخلية والتعريف بالأماكن الأثرية ، ان الفكرة جاءت بالصدفة من خلال عملي حيث كنت مسئول عن صفحة بالفيس بوك للترويج والمعرفة بالأماكن السياحية تابعة لأحدى الهيئات الحكومية، ومن الإقبال عليها خطر لي فكرة بإنشاء صفحة خاصة بي للتعريف بالأماكن السياحية المصرية وحظيت بإقبال جماهيري كبير وورد إلى ذهني فكرة تكوين مجموعة للتعريف بالأماكن السياحية المصرية بهدف نشر الوعي لدى المواطنين والتعريف بتاريخ الوطن الحبيب . و أضاف أن الرحلات تشهد إقبالاً شديداً من مختلف الأعمار فالرحلة داخل القاهرة تصل أحياناً إلى 300 فرد . إما عن المشتركين في الرحلات التي يتم تنظيمها هم أعضاء في الصفحة ومتابعون لنشاطاتنا منذ فترة كبيرة وعلى معرفه وثقة تامة بنا، أما بالنسبة للأشخاص الجدد الذين لا تكون لديهم ثقة بنا فيمكنهم متابعة نشاطاتنا على الانترنت والاشتراك بالرحلات المجانية تحديدا ليلمسوا فعالياتنا بأنفسهم وبعدها يقررون إن كنا أهلاً للثقة أم لا، والفئات المشاركة لنا هم الشباب وطلبة كليات التاريخ والآثار وأحيانا زوجات وربات منزل وكبار السن ايضاً مهتمون بالتاريخ المصري ومعرفة اثارهم . ومن جانبه أكد انه لا يوجد أي هدف مادي ولكننا أحببنا هذا العمل الخدمي فمن خلال ذلك تعرفنا على صداقات حقيقية وكسبنا معرفة أشخاص نادرة وحققنا رسالة وعي للمواطنين، فنحن لا نسعى لتحقيق المال وعندما نقرر أقامة رحلة باشتراك نقدي يكون السعر رمزي جدا وذلك لتغطية تكلفة الأتوبيس الناقل للفوج إلى المكان السياحي وتكون التكلفة على حسب المسافة وهناك رحلات مجانية يتحمل فيها الفرد ثمن تذكرة دخول مكان الزيارة فقط والى الآن رحلتنا داخل القاهرة فقط . وأفاد حول الاتهامات الموجهة لتلك المبادرات بأنها من اجل ربح المال وليست لهدف خدمي ، إن هذا الكلام غير صحيح نحن في أحياناً كثيراً نضطر إلى دفع نقود من جيوبنا لحل أزمة وبشكل شخصي افاد انه يمتلك بزار سياحي وهذه الجولات تعطله كثيراً عن مباشرة عمله إما المرشد السياحي المرافق إثناء الجولة يخسر ايضاً وقته ومجهوده بدون مقابل ويفعل ذلك من اجل حب الناس وإيصال رسالة ووعي عن أهمية التراث وتاريخه للأجيال المختلفة . واوضح خلال حديثه انه لا يوجد اتصال بين المبادرة وبين وزارة السياحة بالرغم من محاولتنا الاتصال بهم وذلك لتذليل بعض العقبات التي تقبلنا مثل التصاريح في بعض المواقع والدعم احياناً فهذا يعتبر تنشيط للسياحة الداخلية والهدف منه استكمال الرسالة فما الضامن للاستمرارية المبادرة إن لم يكن هناك دعم، فعندما يريد المرشد السياحي الانسحاب من المبادرة لانشغاله مثلا او لأي ظرف فسوف تتوقف المبادرة على الفور فما الدافع وراء استمراره معانا بدون دعم المادي . ومن جانبه أكد محمد خليل مرشد سياحي بمبادرة ارابيسك إن الهدف من المبادرة تثقيفي ومعرفي للمواطنين بآثار وتراث وطنهم الحبيب وان أغلبية جولات الحملة مجانية أو بأسعار رمزية حيث يتكلف المواطن ثمن تذاكر دخول المكان الأثري فقط . وتحدث خليل عن أكثر المواقف التي تسبب له إزعاج اثناء الجولات في المبادرة، هي عدم الاهتمام بسماع شرح المعالم الأثرية والاهتمام بالتصوير فقط مما يجعلني اشعر أحيانا بأن لا يوجد فائدة من وجودي، غير ذلك الإرهاق في الحصول على التصاريح الأمنية وعدم الاهتمام بمساعدتنا في الحصول عليها بالرغم من هدفنا الخدمي . ومن جانبه أفاد الدكتور محمد النجار المتحدث الإعلامي لمبادرة حملات تنشيط السياحة الداخلية عن فكرة المبادرة، أنها جاءت عن طريق " الهواية" حيث إننا نحب زيارة الأماكن السياحية المختلفة والغير تقليدية فشاركنا الأصدقاء في هذه الرحلات وبدء أصدقائهم بمشاركتنا ايضاً وبعد الانتشار بدئنا في التفكير بعمل صفحة على الانترنت ولاحظنا إقبال الناس عليها وتم تعريف الناس بها وظللنا هكذا عام كامل في الانتشار ونجحت الفكرة الا إن استمرت الى عامها الثالث ألان . وعن دعم وزارة السياحة او هيئة تنشيط السياحة لهم أفاد بأنه لا يوجد دعم ولا يوجد أي محاولات للاتصال بنا و أفاد النجار عن أسباب التفاف الشباب إلى رحلاتهم وعدم إقبالهم على الرحلات المقدمة من وزارة السياحة، بأن يمكن ان يكون هناك مشكلة لدى وزارة السياحة في التسويق أو الدعاية الإعلامية او التواصل مع الشباب بالرغم من انها مدعمة و آمنة، غير ذلك اهتمامهم بمظهر الرحلة لتكون لفئة Vipاو فئة اجتماعية خاصة ربما فكرة الناس إن الوزارة تتخذ شكل روتيني في رحلاتها أي انها غير شبابية بالرغم من إن رحلات الوزارة مدعمة ورخيصة التكلفة . و اوضح عن اسباب قيام المبادرة برحلات مجانية بأن الرحلات تقام بداخل القاهرة كنوع من الوعي ولكن الرحلات بالمحافظات الأخرى تكون بمقابل نقدي وذلك لدفع تكاليف الإقامة والمأكولات والموصلات وغيرها، والمواطنين يحتجون الى تلك النوع من الجولات حيث تصل أحياناً الرحلة الداخلية بالقاهرة إلى 500 فرد أما الرحلات خارجها فيصل عددها الى 50 فرداً ويكتمل العدد فور الإعلان عنها. وعن المنظمين للحملة افاد النجار بأن عددهم 8 أفراد وكلهم متطوعين ويعملون بعيداً عن مجال السياحة و الآثار ولكن يشترك معهم في الحملة مجموعة من المرشدين السياحيين المتطوعين ايضاً وكل غرضهم هو نشر الوعي والتاريخ لدى المواطنين . و اوضح النجار حول ما يثار من استفادة مادية للأعضاء المبادرة من وراء رحلاتهم، انه من الطبيعي ان يكون هناك جزء مادي ولكنها ليس جانب ربحي والجزء الفائض يخصص لجوانب خيرية او جزء للرحلات المجانية او الفعاليات التي تقام بها مثل المسابقات او الهدايا التذكارية او حفلات للأيتام وغيرها. وعندما ننوي إن نحوله الى بيزنس سوف نقوم بإنشاء مكتب وسوف تستمر الرحلات المجانية ولا نحتاج إلى إلغائها وسوف يستمر البيزنس بيزنس والمجاني مجاني وقال عن المعوقات التي تقابل المبادرة اثناء جولاتها، انه توجد بعض المعوقات من وزارة الداخلية بسبب الإجراءات الأمنية ومع ذلك نحن نحترم القوانين والظروف الأمنية فعندما يطالبون بالغاء جولة نستجيب نظرا للظروف الأمنية التي نمر بها . واوضح ان اعضاء المبادرة على استعداد للتطوع في اي شيء تطلبه وزارة السياحة و اكد على مساهمتهم من اجل المصلحة العامة للمواطنين . وعن خطة المبادرة التطويرية في الفترة المقبلة افاد بأن هناك تطوير للاقتراح زيارة بعض الأماكن الداخلية الجديدة ولا يوجد نية للسفر بالخارج فنحن مهمتنا التعريف بالمعالم السياحية المصرية الداخلية فالهدف مصري وللمصريين فقط .