عضو الشيوخ: التعليم في مصر بخير ونتطلع دائما للأفضل    تراجع سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري في البنوك اليوم الاثنين    البورصة تربح 33 مليار جنيه في منتصف تعاملات الاثنين    وزيرة «التعاون الدولي» تصل إلى كينيا للمشاركة في قمة رؤساء أفريقيا    إزالة 22 حالة تعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    حزب الجيل يطالب الحكومة بتدشين حملة لتعليم البرمجيات والذكاء الاصطناعي    خبير في العلاقات الدولية يوضح دلالات زيارة رئيس البوسنة والهرسك إلى مصر    سفير الكويت بالقاهرة: زيارة مشعل الصباح لمصر تعود بالنفع على البلدين الشقيقين    عاجل.. إيقاف قيد الزمالك 3 فترات بقرار من «فيفا»    هل يقترب محمد صلاح من الرحيل عن ليفربول؟ أم الريدز متمسك به؟    عامر حسين: الكأس سيقام بنظامه المعتاد.. ولم يتم قبول فكرة "القرعة الموجهة"    «الداخلية»: ضبط 32 طن دقيق مدعم قبل بيعه في السوق السوداء    أحمد السعدني يصل إلى مسجد السيدة نفيسة لحضور جنازة المخرج عصام الشماع    «القومي لثقافة الطفل» يقيم حفل توزيع جوائز مسابقة رواية اليافعين    التضامن : سينما ل ذوي الإعاقة البصرية بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    فيلم شقو يتصدر المركز الأول بالسينما.. يحقق 807 آلاف جنيه في 24 ساعة    «الصحة»: توفير رعاية جيدة وبأسعار معقولة حق أساسي لجميع الأفراد    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    قبل انطلاقها.. تفاصيل مبادرة الصحة النفسية للكشف عن التعاطي وإدمان الألعاب الإلكترونية    مسابقة المعلمين| التعاقد مع 18886 معلمًا.. المؤهلات والمحافظات وشرط وحيد يجب تجنبه -فيديو    مركز تدريب "الطاقة الذرية" يتسلم شهادة الأيزو ISO 2100: 2018    قبل الحلقة المنتظرة.. ياسمين عبد العزيز وصاحبة السعادة يتصدران التريند    الرئيس السيسي: مصر تحملت مسئوليتها كدولة راعية للسلام في العالم من خلال مشاركتها بعملية حفظ وبناء سلام البوسنة والهرسك    مصرع 42 شخصًا على الأقل في انهيار سد سوزان كيهيكا في كينيا (فيديو)    "صحتك تهمنا" حملة توعية بحرم جامعة عين شمس تقدم كشفا بعدد من التخصصات الطبية    الجندي المجهول ل عمرو دياب وخطفت قلب مصطفى شعبان.. من هي هدى الناظر ؟    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    «أزهر الشرقية»: لا شكاوى من امتحانات «النحو والتوحيد» لطلاب النقل الثانوي    استمرار حبس 4 لسرقتهم 14 لفة سلك نحاس من مدرسة في أطفيح    «العمل» تنظم فعاليات سلامتك تهمنا بمنشآت الجيزة    1.3 مليار جنيه أرباح اموك بعد الضريبة خلال 9 أشهر    الأنبا بشارة يشارك في صلاة ليلة الاثنين من البصخة المقدسة بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري    محافظ الغربية يتابع أعمال تطوير طريق طنطا محلة منوف    محمد شحاتة: التأهل لنهائي الكونفدرالية فرحة كانت تنتظرها جماهير الزمالك    صعود سيدات وادي دجلة لكرة السلة الدرجة الأولى ل"الدوري الممتاز أ"    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    عواد: كنت أمر بفترة من التشويش لعدم تحديد مستقبلي.. وأولويتي هي الزمالك    عرض صيني لاستضافة السوبر السعودي    فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا.. «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعية شاملة بمناسبة عيد العمال    ولع في الشقة .. رجل ينتقم من زوجته لسبب مثير بالمقطم    مصرع شخض مجهول الهوية دهسا أسفل عجلات القطار بالمنيا    ضحايا بأعاصير وسط أمريكا وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل    مؤسسة أبو العينين الخيرية و«خريجي الأزهر» يكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين.. صور    المشاط: تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري يدعم النمو الشامل والتنمية المستدامة    أسوشيتد برس: وفد إسرائيلي يصل إلى مصر قريبا لإجراء مفاوضات مع حماس    ضربه بالنار.. عاطل ينهي حياة آخر بالإسماعيلية    خلي بالك.. جمال شعبان يحذر أصحاب الأمراض المزمنة من تناول الفسيخ    رئيس الوزراء: 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة تدهورت حياتهم نتيجة الحرب    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    رمضان السيد: الأهلي قادر على التتويج بدوري أبطال إفريقيا.. وهؤلاء اللاعبين يستحقوا الإشادة    مطار أثينا الدولي يتوقع استقبال 30 مليون مسافر في عام 2024    أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: هذا أقوى سلاح لتغيير القدر المكتوب    سعر الذهب اليوم الاثنين في مصر يتراجع في بداية التعاملات    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خوف واحتقان وانقسام .. ثلاثية المشهد السياسي البوروندي قبيل الانتخابات
نشر في محيط يوم 07 - 04 - 2015

وجوه حائرة وقلقة، ومعارضة منتفضة، وحزب حاكم يعاني الإنقسامات.. توليفة كانت كافية لدفع المئات من البورونديين للفرار نحو رواندا المجاورة.. مشهد مرتبك يقف على أرضية من رمال، لبلد يتحضر لخوض انتخاباته التشريعية خلال شهرين إثنين (26 مايو/ أيار المقبل)، تعقبها الرئاسية.
إرتباك يتغذّى من المخاوف التي تبديها أطياف واسعة من البورونديين حيال احتمال إقدام الرئيس الحالي، بيير نكورونزيزا، على التقدم لولاية رئاسية ثالثة، وهو الذي تولّى الحكم منذ انتخابه في عام 2005 بالاقتراع الحر غير المباشر، قبل أن يعاد انتخابه لولاية رئاسية ثانية بالاقتراع العام المباشر في 2010.
إهتزاز كان لابدّ وأن يتمظهر من خلال تجلّيات شتى، أبرزها رحيل المئات من البورونديين، وخصوصا من القاطنين في الأقاليم الحدودية للبلاد، على غرار إقليم "كيروندو" (شمال) الحدودي مع رواندا ، في إتّجاه البلد الأخير، مشحونين بذاكرة مثقلة بأحداث 12 عاما من الحرب الأهلية (1993-2005)، لاسيما وأنّ الشائعات بشأن "إندلاع حرب وشيكة في البلاد" راجت، مؤخرا، بشكل كبير، وحسمت تردّدهم في عبور الحدود نحو أوّل وجهة توفّر لهم الأمن.
ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فإن كيروندو هو أحد سكان بلدة "بوغابيرا"، عقّب عما سبق بالقول، في تصريح للأناضول: "لقد قمت بإرسال زوجتي و أبنائي ال 4 إلى رواندا. أمّا أنا، فسأتوخّى الحذر، ثم سألتحق بهم فور تأكد ترشح نكورونزيزا لولاية ثالثة، لأني متيقن من إنفجار الوضع حال تأكيد هذا الأمر، مضيفا، بنبرة مرتعشة، أنّه يشعر بالخوف من أن يعيش ثانية ما شهده في عام 1993، إثر إغتيال الرئيس ملكيور نداداي (10 يوليو/ تموز - 21 أكتوبر/ تشرين الأوّل 1993)، فلقد "قتل والديّ، ونهبت مواشينا وممتلكاتنا بالكامل وأضرمت النيران في منزلنا".
ومن جهته، أكد حاكم إقليم "كيروندو"، ريفيريان نزيجامازابو، في اتصال أجرته معه وكالة "الأناضول"، رحيل بعض السكان بالمناطق الحدودية نحو رواندا، غير أنه فسّرها بطريقة مغايرة تماما للأخبار الرائجة، حيث قال إنّ المغادرين توجّهوا نحو رواندا "للبحث عن عمل يومي"، مذكرا في هذا السياق بأن المئات من الروانديين يغادرون يوميا إلى رواندا للعمل ثم لا يلبثوا أن يعودوا مع حلول المساء.
موقف لا يبدو متناغما مع تصريحات وزير الداخلية البوروندي، إدوارد ندوويمانا، أمس الإثنين، للأناضول، حين قال إنّ "أكثر من 800 بوروندي لجؤوا إلى رواندا"، مؤكدا إنه تنقل، مؤخرا، على عين المكان، ودعا اللاجئين إلى العودة إلى البلاد، وإلى إعلام رجال الأمن في كل مرة يتعرضون فيها إلى المضايقات من قبل أعضاء الحزب الحاكم.
التنديد بترشّح محتمل للرئيس البوروندي الحالي لولاية رئاسية ثالثة لم يقتصر على المعارضة، بل إمتدّت ألسنة الغضب والإحتقان لتشمل الحزب الحاكم نفسه، والذي شهد انقسامات حيال فرضية مماثلة، وهو ما دفع بما يزيد عن 90 من أعضاء الحزب إلى إرسال عريضة للرئيس، أواخر شهر مارس/آذار الماضي، داعين إياه إلى الامتناع عن تقديم ترشحه لولاية رئاسية ثالثة.
وضمت لائحة الموقعين، شخصيات هامة تحظى بوزن كبير في الحزب، على غرار ليونداس هاتونغيمانا، الناطق باسم الرئيس، وأونيسيم ندوويمانا، الناطق باسم الحزب. كما انضم إليهما نواب ومحافظون ومدراء عامين. غير أنّ جميعهم وجدوا أنفسهم مضطرّين لخلاص فاتورة موقف مماثل، حيث تعرّض العديد من المسؤولين من الحزب إلى الطرد، بينهم الناطقان الرسميان بإسمه، فيما وصلت البعض الآخر تهديدات بالقتل، مثل فستوس نتانيونغو، وهو نائب برلماني كشف للأناضول إنّه على يقين بأنه "مهدد بالقتل في أي وقت"، لا سيما بعد أن تم سحب الحراسة الخاصة به.‎
من جانبه، وصف باسكال نيابيندا، رئيس الحزب الحاكم في بوروندي، جميع الموقعين على العريضة بأنهم "أعداء الأمة". ملامح يقول المراقبون إنّها تنذر بإنفجار وشيك، حيث اعتبر المؤرخ جيمي الفيس فييزيجيرو، في حديث للأناضول، إنّ "تراكم جميع هذه العناصر "إنعدام الأمن والانقسام في صلب الحزب الحاكم، تهديدات، إلخ" يمكن أن تعيد أشباح الماضي القاتمة إلى الأذهان، وترجع البلاد إلى مربع الفوضى". وضع قال إنّه يزداد سوء في ظلّ "التسخير السياسي للشباب مع قرب الانتخابات في بلد ما يزال منهكا من سنوات الحرب".
أمّا الممثل الخاص للإتحاد الإفريقي في بوروندي ومنطقة البحيرات الكبرى، بوبكر ديارا، فلم يخف معارضته لمسألة ترشح نكورونزيزا لولاية ثالثة، وعبر عن ذلك، مؤخرا، بشكل ضمني، وهو ما أدّى إلى طلب الإتحاد الإفريقي عودته إلى أديس ابابا حيث مقر المنظمة.
وعقّب وزير الخارجية البوروندي، لوران كافاكور، في حديث مع الأناضول، على الجزئية الأخيرة بالقول إن طلب الإتحاد الإفريقي عودة ديارا إلى أديس أبابا، جاء على إثر "تقييم شامل لأدائه من قبل الحكومة البوروندية من جهة والإتحاد الإفريقي من جهة أخرى".
فيما أوضح دانيال كابوتو، المكلف بالإعلام صلب وزارة العلاقات الخارجية البوروندية للأناضول، إنّ "الإتحاد الإفريقي استدعى السفير بوبكر ديارا لأنه "تجاوز حدود مهامه"، رغم أنّ الإتّحاد الإفريقي لم يصدر عنه أيّ تعليق على المسالة إلى حدود يوم أمس الإثنين.
المعارضة، من جهتها، رأت أنّ الدستور البوروندي واتفاق أروشا للسلام والمصالحة، الموقّع عام 2000، لوضع حد للحرب الأهلية، كفيلان بمنع احتمال الترشح لولاية ثالثة.
وإن لم يؤكد نكورونزيزا بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أن أنصار الرئيس البوروندي يرون أنه لا يوجد ما يمنعه من الترشح لولاية ثالثة، باعتبارها ستحسب له ك"ولايةً دستورية ثانية". فالدستور البوروندي ينص على انتخاب الرئيس بالاقتراع العام المباشر، فيما تم انتخاب نكورونزيزا بشكل استثنائي عام 2005 لولاية أولى على أساس اتفاق أروشا، عبر الاقتراع غير المباشر، وانتخب لولاية ثانية عام 2010 بالاقتراع العام المباشر، أي لولاية رئاسية واحدة فقط، وهو التفسير الذي ترفضه المعارضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.