أشركت فرنسا امس الاثنين 23 فبراير حاملة طائراتها النووية "شارل ديجول" في العمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق في خطوة ترفع من مستوى التدخل العسكري الفرنسي في المنطقة بعد أن كان يرتكز فقط على 9 مقاتلات رافال في الإمارات و6 مقاتلات ميراج 2000 في الأردن. قدرات شارل ديجول القتالية تعتبر حاملة الطائرات "شارل ديجول"، أكبر سفن الأسطول الفرنسي، بمثابة قاعدة عسكرية عائمة بكل معنى الكلمة، ترافقها غواصة هجومية نووية وفرقاطة دفاعية مضادة للطائرات وسفينة أخرى مضادة للغواصات فضلا عن سفينة للتزويد بالنفط. وتحمل هذه المجموعة من السفن 2700 رجل بينهم ألفا رجل على الحاملة لوحدها. ملك شارل ديجول مدرجين بمساحة 12 ألف متر مربع يسمحان للطائرات ببلوغ سرعة الإقلاع في أزمنة قياسية ويمكّنان من إطلاق طائرة واحدة كل 30 ثانية، كما تعتبر شالرل ديغول حاملة الطائرات الأوروبية الوحيدة التي تعمل بالدفع النووي عن طريق مفاعلين للماء المضغوط يزيدان سرعة الحاملة ويوفران مساحة لتخزين معدات قتالية وذخيرة. تستطيع "شارل ديجول" حمل 40 طائرة، بينها ثلاثون مقاتلة على الأقل من نوعي رافال و"سوبر اتندار" محدثة بالإضافة إلى طائرات مراقبة ونقل وإنقاذ يصل عددها إلى 6. وتملك الحاملة نظاماً للدفاع الصاروخي وأربعة مدافع رشاشة إلى جانب العديد من أجهزة الرادار والتشويش والقدرة الصاروخية الهائلة التي تحملها رافال وسوبر اتندر القادرتين على حمل قنابل نووية. العمليات العسكرية السابقة أحدث العمليات العسكرية التي شاركت فيها "شارل ديجول" كانت وقت التدخل الدولي في ليبيا عام 2011 في عملية "هارمتان" لفرض القرار 1973 لمجلس الأمن الدولي. ومكن استخدامها من تقليص وقت إقلاع الطائرات من ساعتين إلى 10 دقائق وبالتالي إطالة وقت العمليات الفعلية في الجو واستطاعة الرادارات. ورغم أن البحرية الفرنسية لا تملك سوى 15% من مجمل الطائرات في سلاح الجو إلا أنها استطاعت تنفيذ بين 30 إلى 50% من عمليات الجيش الفرنسي في ليبيا بفضل حاملة الطائرات "شارل ديغول". بين 20 آذار و12 آب 2001، نفذت طائرات الحاملة 1350 طلعة بمجمل 3600 ساعة طيران انقسمت بين 840 عملية هجوم و120 مراقبة و240 تزويد بالوقود والماء وسجلت 2380 عملية إطلاق للصواريخ والنيران. قبل ذلك شاركت مجموعة "شارل ديجول" القتالية في تشرين الثاني-نوفمبر 2001 في دعم عمليات حلف الناتو في ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان وانضمت إلى قوة دولية مكونة من 100 سفينة من جنسيات مختلفة متواجدة في المحيط الهندي حيث قامت مقاتلات "سوبر اتندار" ب140 طلعة جوية، بمعدل 12 في اليوم، تركزت على مهام استطلاع وقصف مركزة وآمنة رفضت القيام ببعضها المقاتلات الأمريكية خوفاً من إلحاقها آذى بالمدنيين. كذلك تقوم "شارل ديجول" دورياً بمهمات مراقبة واسعة النطاق على مساحة جغرافية ضخمة كالتي نفذتها في عام 2001 وشملت تغطية ورقابة مباشرة وجمعاً للمعلومات حول المجال الجوي الواقع بين جنوببريطانيا والبحر الأبيض المتوسط. كما تشارك في مناورات عسكرية متنوعة في إطار تدريبات حلف الناتو أو مع حلفاء فرنسا الرئيسيين كالولايات المتحدةالأمريكية وتسجل حضوراً كبيراً في المحيطين الهندي والأطلسي بالإضافة إلى البحر المتوسط وبحر الشمال.