«خُدام الحسين».. حاملو «النفحات» للقاهرة في حب آل البيت خدمة الشيخة حُسنية الرفاعي تقدم الفطير مجاني للزوار أمناء شرطة وجيش يشاركون في خدمة الحسين ذبائح وتجمعات بشرية منتظرة الطعام بلهفة هنا ساحات امتلأت بمئات من المحبين والزوار الذين اعتادوا القدوم في مثل هذا الوقت من كل عام تقربا إلى الله في حب آل البيت، هنا مسجد حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه مسجد الإمام الحسين، أصوات ابتهالات وحلقات ذكر تلاحقك في محيط المسجد. شوارع وجنبات الجمالية تشهد ضجيجا تعرفه كل عام، دروايش يقضون أسبوعهم أمام المسجد تاركين بيوتهم وأشغالهم، فينحرون الذبائح ويعدون الطعام وليلا يحيون حلقات الذكر، حالة من التصوف البعض يراها دروشة، لكن ما يجمع كل المتواجدين هو حب الإمام الحسين. رصدت شبكة الإعلام العربية "محيط" أجواء الاحتفال بمولد الحسين وخاصة أهل الخدمة كما يسمون أنفسهم وهم أناس يحرصون على تقديم الطعام بشتي أشكاله للجمهور والزوار بدون أي مقايل فمنهم من يتبعون الطرق الصوفية باختلافها والآخرين يحرصون على ذلك ابتغاء وجه الله وحبا لآل بيت رسوله. خدمة مجانية قابلنا في طريقنا أسرة تنتمي للطرق الصوفية مكونة من خمسة أفراد تقودهم والدتهم تحت مسمي "خدمة الشيخة حُسنية الرفاعي" من مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية يفترشون الأرض بالحصير والبطاطين يأكلون ويشربون وينامون عليها في الخلاء رغم برودة الجو. بادرت الشيخة حسنية قائلة "احنا بنجيب من بيوتنا نفحة لسيدنا الحسين" وهي عبارة عن فول نابت، دُقة بسمسم، محشي، جبنة قديمة، فطير مشلتت وعسل أشياء بسيطة بالقدر المستطاع لهم. في جولة بسيطة بين المتواجدين وسؤال بعضهم لاحظنا انتماء عدد منهم لجهاز الشرطة وآخرين للقوات المسلحة برتب مختلفة في زيهم المدني، فمنهم من أعلن عن هويته بسهولة وآخرون رفضوا التعليق، حيث قال أحدهم أن معظم أفراد الشرطة ينتمون للطرق الصوفية. فيما قال الملازم أول جمال الرفاعي وأحد أبناء الشيخة حسنية إنهم يأتون إلى القاهرة كل عام لإحياء ذكري مولد الحسين ويقومون بتوزيع الأكل والشرب على من في هذه المناسبة الجليلة سواء الزوار أو أصحاب الخدمة مثلهم منتظرين الثواب من الله. النفحة على نفقتهم الخاصة وأضاف الحسين – رضي الله عن وأرضاه- كان أحب آل بيت رسول الله إلى قلبه ومن يحب الحسين يحبه النبي ونحن نطمع في حبه فلذلك نأتي إلى هنا كل عام. عبده الرفاعي أحد أبناء حسنية وهو أمين شرطة أكد أيضا أنهم دائمون المجيء إلى القاهرة في هذا الوقت منذ 30 عاما، وأنهم يأتون قبل المولد بأسبوع أو 10 أيام ويغادرون إلى بلادهم بعد الليلة الكبيرة بيوم. وقال إن مصاريف الخدمة من نفقتهم الخاصة معللا بذلك حبه للحسين وحرصهم على المجيء كل عام لخدمته وخدمة زواره قائلا "إطعام محبيه شرف كبير لنا" مضيفا "احنا بنروح مولد السيدة زينب وسيدنا زين العابدين والسيدة نفيسة وكل الموالد وبنام على الأرض وجسمنا وجعنا ولكن كله لله". ذبائح وتجمعات بشرية التقت "محيط" علي سعيد أحد القائمين على خدمة الحسين من أبناء محافظة الأقصر والذي يعمل في تجارة المواشي، فقال "خدمة المولد والمساعدة في إطعام الزوار هي فرحتنا وكل واحد مننا يساهم على قدر المستطاع البعض يذبح خروف والبعض عجول وأبقار حسب ما يستطيع أو يقدره عليه ربنا يجلبه عندما يأتي للمولد". وأضاف "بعد انتهاء مولد سيدنا الحسين نذهب لمولد سيدي يونس" وأن محبي آل البيت يتنقلون في العام أكثر من مرة للمشاركة في الموالد الأخرى منها السيدة زينب والسيدة نفيسة في القاهرة ومولد السيد البدوي في طنطا، مشيرا إلى أن المشاركة هنا تتوقف على فراغ الشخص من مسئولياته أو التزامات عمله. وتابع "أنا بزهق طول السنة وما بصدق ييجي مولد سيدنا الحسين وبحسب الأيام عشان آخد أسبوع لان الصعيد ميت إنما في القاهرة بنلاقي ناس كتير وهسافر من هنا يوم الخميس واستعد في الجمعة صباحا لمولد سيدي يونس". الكل يعمل اصطحبنا "علي" في أحد مواقع الخدمة الموجودة بمحيط المسجد، وهي عبارة عن ساحة واسعة تعددت فيها المهام فما بين مكان مخصص للمواشي وآخر للذبح وجزء آخر لتجهيز الطعام وآخرون في المنتصف لتنظيف الأواني والعديد من المنظمين ومائدة يحيطها الزوار متلهفين للطعام. القائمين على الخدمة ليسوا فقط من الفقراء، فمنهم محمد عبد الباسط مقاول بناء من أبناء الصعيد برفقة شقيقه الذي أوضح أن الخدمة يشارك ناس من مختلف أطياف المجتمع إلا أن أغلبهم من أهالي الصعيد مثل المنيا وقنا والأقصر والأرياف البعض يدفع نسبة من الأموال والبعض الآخر لا. وقال "هنا في ناس الإمام العربي من مدينة إدفو بمحافظة أسوان ومحدش بييجي من أبناء القاهرة وكلهم هنا من الصعيد"، مضيفا أنه لا ينتمي لأي طريقة صوفية وإنما ينتمي إلى الله فقط.