يحتفى اليوم المركز القومى للترجمة ب " يوم المترجم " ، و فى جلسته الافتتاحية استضاف ممثلى مراكز الترجمة فى الدول العربية لمناقشة " واقع الترجمة و مشكلاتها فى الوطن العربى " بحضور كل من الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة، وإنعام بيوض، ممثلة عن المعهد العالى العربى للترجمة فى الجزائر ، والدكتور هيثم الناهى، ممثلا عن المنظمة العربية للترجمة بيروت، وشروق مظفر ممثلة عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب – الكويت ، ومنير فندرى ممثلا عن المجمع العلمى بيت الحكمة تونس . أجمع الحضور على ضرورة تعاون المراكز الثقافية فى الوطن العربى للنهوض بالترجمة ، وأكد الدكتور أنور مغيث فى كلمته على أننا اليوم نحتفى بالمترجم، الذى يمثل الجندى المجهول وراء العمل الأصلى ويمثل بحق جسر التواصل بين الحضارات ، مشيرا أن أفضل النصوص ترجمها أدباء عشقوا النص ، و هذا دورهم كمركز فى محاولة إتاحة الفرصة لهؤلاء . وتحدثت إنعام بيوض، على ضرورة استغلال وجود الفاعلين فى مؤسسات الترجمة بالوطن العربى ، للخروج من هذا اليوم باتفاقات حقيقية للتعاون ، لتحقيق نهضة حقيقية فاعلة بحركة الترجمة ، مقترحة وضع استراتيجيات للترجمة ، و التركيز على قضية ماذا ننشر ؟ ، مشيرة لأهمية نشر الثقافة العلمية ، و ضرورة مشاركة الجامعات للمراكز فى نشر العلوم . كما أشارت لأهمية ترجمة أدب الأطفال ، الذى ينأى كتابنا عن الاهتمام به ، مؤكدة أن الأزمة فى الوطن العربى ليست فى " المصطلح " ، بل نحن قادرين على إيجاد لغة مشتركة بين المشرق العربى و المغرب . من جانبه قال هيثم الناهى أن مشكلات الترجمة واحدة فى الوطن العربى ، و إن اختلفت لغة الترجمة بين المشرق العربى و المغرب العربى ، و لكن كلاهما صحيح ، و عن أزمة المصطلحات أشار الناهى أن المنظمة العربية للترجمة فى بيروت جمعت على مدى 15 عام ، ربع مليون مصطلح متاح على موقع المؤسسة . وطالب الناهى المراكز بالتعاون من أجل توحيد الترجمات ، ومنع دور النشر الخاصة من الاتجار بالمعرفة ، بتوفير طبعات زهيدة الثمن ، و عن تهميش الثقافة العلمية قال أن كل عام فى أوروبا يتم ترجمة أكثر من 5 الاف كتاب من لغتها للغات مختلفة و العكس ،فى 187 اختصاص فى الترجمة العلمية ، و هو المهمل فى بلادنا . فيما استعرض منير فندرى تاريخ بيت الحكمة فى تونس ، و تحدث عن مبادرة تعاون بين المشرق و المغرب لترجمة الأدب و الكتب الألمانية ، و طالب بإنشاء شبكة لدعم تطوير قطاع الترجمة على المستوى العربى ، مشيرا للاحصائيات المهينة للرصيد العربى للترجمة . و من الكويت استعرضت شروق مظفر مديرة سلسلة المعرفة الشهيرة ، العوائق الخاصة بالترجمة فى الوطن العربى ، و مشكلة اختيار النص ، و اختيار المترجم ، مؤكدة أن المجلس الوطنى للثقافة و الفنون و الآداب يسعى للتعامل مع مترجمين جدد ، رغم ما فى ذلك من مجازفة ، لافتة لأهمية الترجمة الأمينة التى تفقد النص روحه ، مما نراه من استخدام فج للترجمة الإلكترونية ، أو ترك المترجمين لإيدلوجيتهم بالتحكم فى النص و تخريبه . و من المشاكل التى تواجه الكويت فى الترجمة هو هيمنة اللغة الإنجليزية لكونها اللغة الثانية هناك ، فى حين هناك قصور فى الترجمة من اللغات الأخرى ، و هذا المشكلة التى يحاول أن يتصدى لها المجلس . وفى ختام حديثها قالت أن حركة النقد ضعيفة فى العالم العربى و تتعرض للمؤلف أكثر من الترجمة ، و عن تمويل الدولة قالت أنه يقوضهم فيما يصح أن ينشر و ما لا يصح أن ينشر . ثم أقام المركز بعدها مائدة مستديرة تحدث فيها المترجمين عن المشكلات التى تواجه الترجمة ،و فى نهاية اليوم يعرض فيلم وثائق عن أهم المترجمين الذين رحلوا عنا مؤخرا و هم د. أحمد عتمان ، و محمد إبراهيم مبروك ، و يتم توزيع جائزة رفاعة طهطاوى للترجمة على الفائزين بها د. محمد عنانى و أمير زكى ، كما يتم تكريم المترجم مصطفى فهمة ، و المترجم جورج طرابيشى .