قال المتحدث باسم حركة "فتح" أحمد عساف، ظهر اليوم الجمعة، إن إقدام حماس على إغلاق مقر المحافظة الوسطى في قطاع غزة وإخراج المحافظ عبد الله أبو سمهدانة، منها هو بداية عملية لانقلاب جديد تقوم به حماس على الشرعية الوطنية وتنقض من خلاله على المصالحة الوطنية، وذلك بعد أن تعمدت إفشال حكومة الوفاق الوطني ومنعها من بسط ولايتها على القطاع. وأضاف عساف - في بيان صحفي - "أن المؤشرات كافة تثبت أن حماس لم تكن في يوم من الأيام مقتنعة بالوحدة الوطنية والمصالحة وأن قبولها باتفاق الشاطئ وحكومة الوفاق الوطني لم يكن إلا تكتيكًا تهدف حماس من ورائه الخروج من أزمتها السياسية والإقليمية والمالية الخانقة". وتابع قائلًا "إن إغلاق حماس لمقر المحافظة الوسطى ومنعها المحافظين المعينين من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من مزاولة مهامهم ومسؤولياتهم إضافة إلى إصرارها على التمسك بسيطرتها الكاملة على القطاع سياسيًا وأمنيًا ورفضها تسليم المعابر إلى السلطة الوطنية هي جميعها دلائل على إمعانها بإبقاء الانقسام ولو على حساب معاناة أهلنا في قطاع غزة وعلى حساب عملية الإعمار التي من شأنها أن تخفف هذه المعاناة الرهيبة". وذكر أن "حماس لم تكترث يومًا بأهلنا في القطاع ولا بمعاناتهم"، مضيفًا أنها كانت سببًا مباشرًا لهذه المعاناة منذ انقلابها الأسود الدموي على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007 والذي راح ضحيته الآلاف من أبناء شعبنا بين شهيد وجريح". وفي السياق ذاته، ذكر عساف بالثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي البربري في الصيف الماضي بسبب رفض حماس للمبادرة المصرية في بداية العدوان وقبولها بعد خمسين يومًا الأمر الذي دفع أهلنا بسببه أكثر من عشرة آلاف شهيد وجريح وعشرات الآلاف من المنازل المدمرة إضافة إلى تدمير في البنية التحتية، ومصالح أهلنا الخاصة في القطاع. واعتبر أن كل ذلك جاء نتيجة لارتباط قرار حماس السياسي بقوى إقليمية وبمصالح لا تمت إلى مصلحة الشعب الفلسطيني بشيء وإنها تخدم فقط مصلحة حماس الضيقة والأنانية. وتساءل عساف، هل من يقدم على تفجير منازل قيادات فتح وتفجير منصة القائد الرمز صانع الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات ويمنع إحياء ذكرى رحيله العاشرة هل هؤلاء في حماس يريدون فعلًا إنهاء الانقسام ؟ أم أنهم ماضون في إقامة إمارتهم وانقلابهم في القطاع؟. وأشار إلى تزامن الهجمة التي يشنها قادة حماس على الرئيس عباس مع الهجمة التي يشنها المسئولون الإسرائيليون عليه، متسائلًا أي مصلحة مشتركة تجمع حماس مع دولة الاحتلال في هذه الهجمة؟ ، مؤكدًا أن حماس منذ تأسيسها عام 1988 وهي عامل فرقة وتمزق داخل الشعب الفلسطيني وليس عامل وحدة ووئام وهذا بالضبط ما تريده دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقال عساف "نذكر بمسلسل الخطوات التي اتخذتها حماس منذ إقامة حكومة الوفاق بدءًا من قصة الرواتب والهجوم على البنوك والصرافات الآلية لليوم الثاني من تشكيل الحكومة إضافة إلى استمرار انفلات مليشيات حماس وسيطرتها وإرهابها المستمر للقطاع ومرورًا بمنع حكومة الوفاق من فرض ولايتها وأخيرًا وليس آخرًا إقدامها على إغلاق مقر المحافظة الوسطى وكل ذلك يؤكد أن حماس ماضية بانقلابها الجديد وفرض حكومتها الحمساوية من جديد على أهلنا في القطاع الذين دفعوا ويدفعون جراء هذه السيطرة الحمساوية ثمنًا باهظًا ومعاناة ليس لها حدود".