أزمات و مشاكل الصرف الصحي ومياه الشرب لم تعد خطرا يهدد قرى ونجوع نائية في ريف وصعيد مصر فقط ، بل أصبح وحشا مفترسا يلتهم كل ما يقابله ، سواء كان ذلك على المستوي الصحي أو البيئي والاقتصادي ، ليس هذا فحسب بل أصبحت هدفا سهلا لتهديدات عناصر إجرامية وإرهابية لا تريد الاستقرار ولا الخير لمصر عن طريق ضربها او استهداف بعد محطاتها لتهديد الأمن والسلم العام في البلاد . فكثير ما نجد مطالبات وشكاوى يتقدم بها أصحابها إلى رؤساء الأحياء والمحافظين بسبب مشاكل الصرف ومياه الشرب، بسبب اختلاط مياه الصرف بالشرب، ولا نعرف من المسئول الحكومة أم المواطنين، هل أصبحت مياه نهير النيل أحد أهم شرايين الحياة المصرية غير صالحة للشرب .. أسئلة توجهنا بها إلى العميد محي الصيرفي المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي. ما الخطوات التي اتخذتها "القابضة لمياة الشرب" من أجل تنقية المياه وعدم اختلاطها بمياه الصرف الصحي ؟ أول خطوه نقوم بها لتنقية المياه هو تحليل مياه منطقة المنتصف ما بين عمق القاع وسطح النهر حيث نقوم بتحليلها إذا كانت صالحه للشرب أم لا ، ثم تدخل المحطات وتعبر من على المرشحات لتأخذ دورة "كلور وشبة " لعزل الشوائب والمروقات . وما الخطوات التي تقوم الشركة باتخاذها حال التأكد من وجود بقع زيتية في مياة النيل؟ يوجد حارس يقف على كل خزان ويقوم كل ساعتين باختبار المياه وأخذ عينة ،ويجب أن تكون سليمة بنسبة 100% وأن حدث شك بنسبة 1% يتم وقف ضخ المياه، وعندما يجد بقعة زيت بترول أو مازوت يتم وقف تحليه المياه، وإغلاق الموشحات، وفي حالة عدم السيطرة عليها نبدأ في التنبيه بقطع المياه لكي لا يتم التخزين في المنازل، كما ان لدينا خطه طوارئ لحل الأزمة حال استمر الوضع طويلا بربط بعض محطات ببعضها وتوزيع مياه على المنطقة المقطوعة عنها المياه. ولكن هناك العديد من القرى و النجوع لم تصل إليها مياه الشرب و أخرى تصل إليها مياه ملوثة؟ أنا مجني على ، فأنا ضحية لمن يقومون بالبناء العشوائي وتوصيل مياه عن طريق السرقة، وأؤكد لك أن هناك حالات بناء تمت خلال الثلاثة سنوات السابقة أهدرت مياه الشرب، الأمر الذي أوجد نقصا حادا في نسبة المياه التي تصل لهذه المناطق ويؤثر بالضرورة على غيرها ، ومن المفترض أن تكون ماسورة مياه الشرب على عمق من واحد متر إلى 3 أمتار، وتكون ماسورة الصرف الصحي على بعد أربعة إلى ستة أمتار . وفي العشوائيات يقومون بجعل تلك الماسورتين بجوار بعض الأمر الذي يجعل المياه تتداخل على بعضها، كما أن وضع مواتير المياه لسحب اكبر قدر وضخ المياه بكميات كبيرة يؤدي أيضا إلى انكسار الماسورة. ولماذا لم ينظر أى مسئول في منظومة الصرف الصحي بشكل عام كتجديد وإحلال مواسير الصرف من جديد ؟ هذا الأمر يحتاج ميزانية تصل إلى 80 مليار جنيه إضافة إلى أن شركات المقاولات قد تستغرق مدة تصل إلى حوالي 10 سنوات، أي أن الموضوع يحتاج إلى وقت ومال، ولكي نقضى على هذه المشكلة نحن نحتاج إلى بدء مشروع المشاركة المجتمعية، حيث نقوم بإعطائهم الأهالي التصميم لكي يبدأوا هم بإصلاحها وتجديدها على نفقتهم الخاصة وتقوم الحكومة بربط الخزانات فقط، في حين أننا نجد المواطنين يستخدمون مواسير غير مطابقة لشروط الأمان ورديئة للغاية، فتجد ماسورة 6 بوصة على برج 15 دور فكيف ذلك!! سمعنا عن شركات سياحية تنصح زبائنها بعدم الشرب من مياه النيل، فهل لهذه الدرجة وصل مستوى نقاء المياه إلى درجة التحذير من شربها ؟ مياه مصر جيده جدا " أنا مثلا بشرب من الحنفية " ، ولكن الفنادق هي من تقوم بتشويه سمعه مصر عن طريق عدم تنظيف الخزانات التي تتراكم بها البكتريا ، فلا توجد متابعة دورية لهذه الخزانات ، في حين لا نستطيع نحن المبادرة بتنظيف الخزانات إلا إذا طلب مننا ذلك. تقول هذا فى حين يشتكي كثيرون من تعنت الشركة ورفضها منحهم عدادات مياه في حين تكون تقديرات الشركة جزافية ومبالغ فيها عندما تطالبهم بسداد الفواتير المستحقة ؟ استطعنا الحصول فى الفترة الأخيرة على عدد من "المناقصات" لعدادات مياه وخلال أيام سوف تتوافر العدادات اللازمة ، كما أن التقديرات الجزافية لا تظلم المواطن، فعندما يتم تركيب العداد فإذا كان يحاسب على سعر أعلى نقوم بإعطائه الفرق مياه، وعندما يكون اقل فأننا نقوم برفع قيمة الفاتورة . وماذا عن المساكن التي يوجد عليها غرامات قد تصل 30 أو 40 ألف ؟ نقوم بتقديم المعونة لهم فيتم تقسيط المبلغ على دفعات ، كما أن تعريفة المياه كانت 23 قرشا ولم تتغير منذ عام 1988 إلا العام الماضي لترتفع ل 24 قرشا لكل متر مكعب، فقط وماذا عن خطط تأمين محطات مياه الشرب ؟ الهيئة لديها خطة لتأمين المحطات من خلال رجال الأمن والعاملين، فلا يوجد شخص يستطيع التجول داخل محطات الشرب، وبخصوص التعدي الذي حدث لمحطة أبو كبير التابع لشركة مياه الشرقية تم السيطرة عليه من قبل الآمن والأهالي.