تحولت الخزانات المتواجدة بمحطات المياه في البؤرة للأوبئة ومعمل لإنتاج الجراثيم نتيجة عدم تنظيفها بصفة دورية وانتشار الشوائب وزيادة نسبة الأملاح والرصاص بالإضافة إلي مياه الشرب التي مضي عليها عشرات السنين وانتهي عمرها الافتراضي واستخدام مواسير الاسبيستوس الذي ساعد علي انتشار أمراض الالتهابات الكبدية والتيفود. يقول عادل مصطفي - عامل : مياه الشرب بمساكن إيديال بمدينة نصر غير نظيفة تماماً بالرغم من أن مواسير المياه الموجودة بالعقار جديدة وبلاستيكية غير قابلة للصدأ فإذا تركنا الحنفية أسبوع دون استخدامها نجد رواسب في المياه وتغير لونها فنضطر لاستخدام الفلتر لتنقيتها ونقوم بتنظيفه يومياً من كثرة الشوائب المتعلقة والموجودة به مما يدل علي عدم الاهتمام بتنقية المياه بالمحطات. حشرات بالخزانات العمومية ويضيف أشرف عز الدين من السبتية المواسير متهالكة في كثير من المناطق السكنية لعدم اهتمام مسئولي شركات محطات المياه بالصيانة والتجديد للمواسير مما يسبب تلوث المياه بالصدأ المتكرر والشوائب فمن الممكن ماسورة عمومية يتم كسرها وتبقي علي هذا الوضع لمدة شهر أو شهرين مما يتسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي. جميل كامل من قرية مونسة بمركز أشمون بالمنوفية مشكلتنا مع تلوث المياه لا تنتهي لعدم تنظيف صهاريج المياه وتعقيمها واختلاطها بمياه الصرف الصحي نتيجة قرب المصارف لمحطات المياه فتنمو البكتيريا والجراثيم التي تنتشر في المياه. ويضيف سعيد عامر موظف من كفر أبو صير: الاهمال طال خزانات محطات المياه فتصل مياه الشرب للمنطقة ملوثة ومختلطة بالصرف الصحي وتم إبلاغ الشركة أكثر من مرة دون جدوي فالخزانات العمومية لا يوجد بها صيانة أو تطهير بخلاف وجود الحيوانات النافقة والفئران بداخل تلك الخزانات فتصل للمنازل غير صالحة للشرب تماماً. مرافق مخالفة أحمد عويس يقول: انتشرت المباني بالقري بطريقة عشوائية فسبب ذلك ضغطاً علي المواسير العمومية وضعف المياه واختلطت بالمياه الجوفية مما أدي إلي تلوث مياه الشرب علاوة علي أن الخزانات بمحطات القري متهالكة ولا يتم لها الصيانة اللازمة لتطهيرها وتنقيتها بصفة دورية. ويري عمر أحمد موظف نتيجة عدم تطهير الخزانات بالمحطات العمومية أو إجراء الصيانة اللازمة تصل المياه للمواسير ملوثة فتؤدي لانتشار الأمراض كفيروس "C" وأمراض الفشل الكلوي والكبدي وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي. التنقية مستمرة ماهر حسن كبير مهندسي محطة روض الفرج يرفض ذلك قائلاً: خزانات المياه أعلي أسطح العقارات السكنية هي المسئولة عن تلوث المياه فهي تحتاج لصيانة دورية من سكانها لتصل للبيوت نقية غير ملوثة بالشوائب فعدم سحب المياه باستمرار لركود المياه بالخزانات وقلة الكلور ومع تعرضها للهواء تنمو البكتيريا. أما خزانات المياه بالمحطات العمومية فيتم تنقيتها وتعقيمها دورياًدورياً مع صيانة لشبكات لتجنب تلوث مياه الشرب وإذا حدث كسر بخطوط الشبكة نفها يتم الإبلاغ والتدخل للصيانة والإصلاح. ووجود ثقوب في شبكات المياه يجعلها أكثر عُرضة لنمو وانتشار البكتيريا الضارة بخلاف التصاق الكائنات الطفيلية بجدران مواسير المياه. مؤكداً أن محطات المياه تعالج فيها المياه علي مراحل فمعامل المحطة تعمل علي مدار ال 24 ساعة بدون توقف وتؤخذ عينات من كل محطة بخلاف عنبر الطلمبات الذي من خلاله يضخ للشبكات وهناك تقرير يومي بتحليل المياه التي تأتي من النيل وحالة مرونات التحلية حتي وصولها للخزان النهائي لشبكة فأي محطة تنقية يحدث بها خللاً يتم إصلاحه وحجز أي شوائب قبل وصولها للخزان الأصلي ويوضع الكلور علي مراحل في المرشح ثم هناك الكلور النهائي لتنقية المحطة للتأكد أنه كاف لتنقية الشبكة بأكملها حتي تصل للمستهلك. وأضاف بعض القري تعاني من أن خزانات المياه بالشبكات الرئيسية تآكلت ويغطيها طبقة من الصدأ وانتهي عمرها الافتراضي خاصة البعض منها مصنوع من الحديد لقلة أعداد سكانها فلا يحتاجون للخزانات الكبيرة مما يتسبب في اختلاط المياه ويزيد من احتمالات إصابة المواطنين بالسرطان وأمراض الكلي والمخ. الدكتور محمد دعبس أستاذ الكلي والمسالك البولية يقول: خزانات المياه يجب أن تكون ذات مواصفات محددة حيث يتم الحفر علي أعماق محددة لأخذ عينات يتم تحليلها بالمعامل المركزية بوزارة الصحة للتأكد من سلامة المياه وعدم مراعاة الاشتراطات الصحية لخزانات المياه يهدد بكارثة حقيقية. والمشكلة الأكبر تكمن في القري أكثر من المدينة ويرجع ذلك إلي أن المياه تأتي من الأبيار المتواجدة أسفل الأرض علي أعماق كبيرة ومحطات المياه كانت تبعد كيلومترات عن المباني السكنية ولكن نتيجة زحف المباني العشوائية أصبحت المحطات وسط الكتل السكنية ولعدم وجود صرف صحي والاعتماد علي الطرنشات يتسرب الصرف إلي المياه الجوفية وكذلك صرف الأرضي الزراعية المليئة بشوائب الأسمدة والرمال والطمي المشبع بالهيدروكربونات والمعادن الثقيلة والرصاص والأنيمول والسليكون وكلها من المواد التي تؤدي للفشل الكلوي والكبد الوبائي.