أعلن رئيس إقليم شمال العراق، مسعود بارزاني، اليوم الجمعة، إبعاد القيادات الحزبية والعسكرية المسؤولة عن أمن قضاء سنجار (غرب الموصل) قبل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" عليه قبل أسبوعين، وتشكيل لجنة للتحقيق معهم لمعرفة المقصرين منهم ومعاقبتهم. وقال بارزاني، في بيان له اليوم الجمعة، وجّهه للرأي العام الكردستاني: "بعد أحداث سنجار والكارثة التي حلت بالإيزيديين تم إبعاد كافة المسؤولين الحزبيين والأمنيين والعسكريين في القضاء من وظائفهم". ولفت إلى أنه تم تشكيل لجنة "لكشف الحقائق ومعاقبة المقصرين منهم في حماية الأهالي في سنجار". وأوضح أنه "كان من الواجب على هؤلاء المسؤولين عدم الانسحاب من سنجار والتضحية بأنفسهم من أجل الدفاع عن المنطقة، كما وعدوني بذلك". ووجّه إلى من تركوا مواقعهم من قوات البيشمركة (جيش الإقليم)، قائلا: "كان من الواجب عليهم أن يظلوا جنبًا إلى جنب مع أولئك البيشمركة الأبطال الذين بقوا في سنجار ودافعوا عنها حتى اللحظة الأخيرة". وحول الدعم الخارجي لمواجهة مسلحي "الدولة الإسلامية"، قال رئيس الإقليم إن "المجتمع الدولي والدول الصديقة تقدم الدعم للإقليم الذي يخوض حربًا شرسة ضد الإرهابيين". وتابع: "الإقليم سيهزم الإرهابيين بعون الله وإرادتكم وبقوة البيشمركة، وسننتقم منهم لشهدائنا ولضحايا كارثة سنجار وللنازحين". وعبّر عن امتنانه أيضًا للمقاتلين المرابطين في جبل سنجار الذين يحمون المدنيين المحاصرين وتمكنوا من فتح ممر آمن يربط الجبل بالحدود السورية. كما وجّه الشكر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الصديقة (لم يسمها) لمساعدتها الإقليم في إنقاذ المدنيين المحاصرين في جبل سنجار. وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" (الشهير إعلاميًا بداعش) قد بسط سيطرته على مركز قضاء سنجار (ذي الأغلبية الإيزيدية) والمجمعات والقرى التابعة له في الثاني من آب/ أغسطس الجاري عقب انسحاب قوات البيشمركة منه، فاضطرت آلاف العوائل الإيزيدية في شمال وجنوب سنجار إلى التحصن بالجبل الذي يتوسط قضاء سنجار، وهو جبل منعزل ولا يرتبط بسلسلة جبال أخرى، وحاصره التنظيم مع جميع الجهات، فيما فضل آلاف آخرين من العوائل البقاء بمنازلهم. وكان قائمقام قضاء سنجار، ميسر حجي صالح، قد ذكر للأناضول، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن أكثر من مائة ألف مواطن عالق في جبل سنجال هربا من "تنظيم الدولة الإسلامية"، ويعانون من نقص حاد في مياه الشرب والغذاء في ظل حرارة فصل الصيف القائظة. ولا يوجد إحصائيات رسمية بعدد الإيزيديين في العراق، لكن تقديرات ترجّح أن عددهم يبلغ نحو 600 ألف نسمة، يتواجد معظمهم في محافظتي نينوى ودهوك شمالي العراق. ويعم الاضطراب مناطق شمالي وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً ب"داعش"، ومسلحين سنة متحالفين معه، على أجزاء واسعة من محافظةنينوى (شمال) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك أو التأميم (شمال) وقبلها بأشهر مدن محافظة الأنبار غربي العراق.