يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، غدًا الجمعة، اجتماعًا طارئًا في بروكسل لمناقشة عدة مواضيع من أهمها أزمات العراق وليبيا وغزة. وقال مصدر دبلوماسي في مكتب العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي إن الاجتماع سيبحث دعوة دول الجوار العراقي مثل دول الخليج العربي خاصة السعودية، وتركيا ومصر وإيران والأردن ولبنان وأمريكا؛ لتشكيل "مجموعة عمل دولية مشتركة" من أجل تنسيق الجهود وتوحيد السياسات الرامية للوقوف ضد إلى تهديدات الدولة الإسلامية. وأضاف المصدر للأناضول، مفضلاً عدم نشر اسمه، أن الوزراء سيبحثون على الصعيد العسكري خلال اجتماعهم غدًا "تكثيف المساعدات العسكرية للعراق وبحث موضوع تسليم أسلحة للحكومة العراقية والسلطات الكردية"، إلا أن الأمر، حسب المسؤول الأوربي، سيكون موكلا لصلاحيات الدول الأوروبية. "لكننا نأمل أن تدعم الدول الأوروبية هذا التوجه إلى جانب بغداد وأربيل". كما أشار إلى أن الوزراء "سيواصلون بحث سبل تنسيق الجهود الدولية في تأمين المساعدات الإنسانية لأربيل (عاصمة إقليم شمال العراق) وخارجها وتوفير حماية أفضل للسكان المهجرين من مدنهم هربا من تهديدات ما يسمى بالدولة الإسلامية". وحول الحرب الإسرائيلية على غزة، قال المسؤول الأوروبي إن الوزراء "سيجددون دعمهم للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وإرسال رسالة تأييد للجهود المصرية الرامية إلى إنهاء هذه الحرب، ووضع حد لإطلاق النار من الجانبين والشروع في فتح المعابر لتأمين المساعدات الدولية لشعب غزة، ودعم الاقتصاد الفلسطيني كأحد أبرز الإجراءات العاجلة". وأمس الأربعاء، قرر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إرسال أسلحة إلى إقليم شمال العراق لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن أولاند قرر بالاتفاق مع حكومة بغداد إرسال أسلحة إلى إقليم شمال العراق، دون أن تبين نوع أو كمية تلك الأسلحة. وأضافت الرئاسة في بيانها أنها تتطلع ل"لعب دور فعال في العراق بالتعاون مع شركائها عبر إمداد السلطات العراقية بكافة أنواع الدعم"، مشيرة إلى أن فرنسا اتخذت كافة الإجراءات اللازمة منذ عدة أيام لدعم القوات التي تحارب "الدولة الإسلامية". ويعم الاضطراب مناطق شمالي وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً ب"داعش"، ومسلحين سنة متحالفين معه، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى(شمال) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك أو التأميم (شمال) وقبلها بأشهر مدن محافظة الأنبار غربي العراق. فيما تمكنت القوات العراقية مدعومة بميليشيات مسلحة موالية لها، وكذلك قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.