قال مدير مكتب منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية في بيروت نديم حوري إن المنظمة ستطلق تقريرها الخاص ب "فض اعتصام رابعة " بحق متظاهرين مناصرين للإخوان المسلمين خلال فض اعتصام ميدان رابعة بالقاهرة في 14 أغسطس 2013، غدا الثلاثاء بالتزامن من بيروت وجنيف ونيويورك، بعد منع السلطات المصرية مسئولي المنظمة من إطلاقه من القاهرة. وكانت سلطات مطار القاهرة الدولي منعت المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" كينيث روث، ورئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة سارة ليا ويتسون، وكلاهما من الجنسية الأمريكية، من دخول مصر ل "عدم استيفائهما شروط دخول البلاد"، وقامت سلطات مطار القاهرة بتسفير الأول إلى نيويورك على متن طائرة الخطوط المصرية، والثانية إلى باريس على متن طائرة الخطوط الفرنسية"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الأناضول". وأعلنت "هيومن رايتس ووتش في بيان اليوم الاثنين، أن السلطات المصرية رفضت السماح لروث ووويتسن، من دخول البلاد أمس الأحد "في 10 أغسطس من دون تقديم أي تفسير لهذا القرار، مشيرة إلى أنه لم يسبق للحكومة المصرية القيام بهذا إجراء بما في ذلك أثناء عهد حكومة الرئيس السابق حسني مبارك. ولفت البيان إلى أنه كان من المقرر أن يستعرض كينث روث وسارة ليا يتسن مع جمع من الدبلوماسيين والصحفيين في القاهرة آخر تقرير ل هيومن رايتس ووتش والمكون من 188 صفحة حول عمليات القتل الجماعي في مصر في يوليو وأغسطس 2013. وقال حوري في اتصال مع "الأناضول" إن "المنظمة أبلغت السلطات المصرية في مراسلات سابقة نيتها إطلاق التقرير حول الاعتداء من قبل الأمن على المتظاهرين الذين اعتصموا في الميدان رفضا لإسقاط حكم الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، والذي ذهب ضحيته مئات المواطنين بين قتيل وجريح. وأضاف أن السلطات المصرية كانت تعلم سبب زيارة روث وويتسون، وبالتالي بات واضحا سبب منعهما من دخول مصر وإرجاعهما لدى وصولهما إلى مطار القاهرة. وأوضح أن "هيومن رايتس ووتش" قررت ردا على المنع "إطلاق التقرير غدا الثلاثاء بالتزامن من بيروت وجنيف ونيويورك"، عبر استخدام تقنية الاتصال عبر الفيديو بين مكاتب المنظمة الثلاثة، مضيفا أن معد التقرير عمر شاكر سيكون في بيروت لدى إطلاق التقرير. وبحسب بيان المنظمة اليوم، يوثق التقرير الذي يحمل اسم "حسب الخطة" ينص على "مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر، كيف قامت قوات الشرطة والجيش المصريين على نحو ممنهج بإطلاق النار بالذخيرة الحية على حشود من المتظاهرين المعارضين لقيام الجيش في 3 يوليو بعزل الرئيس محمد مرسي في 6 مظاهرات في يوليو وأغسطس 2013، فقتلت ما لا يقل عن 1150 شخصا، وكيف لم تتم محاسبة أي شخص بعد مرور عام كامل" –على حد وصفهم-. وأجرت "هيومن رايتس ووتش" تحقيقا على مدار عام في أعمال القتل، بما في ذلك مقابلات مع أكثر من 200 من الشهود، وزيارات لأماكن الاحتجاجات، ومراجعة لصور الفيديو، وأدلة مادية وبيانات من مسولين عموميين. وفي تغريده على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كتبت سارة: "رسميا- أقصر زيارة إلى القاهرة على الإطلاق- 12 ساعة قبل الترحيل لأسباب أمنية مصر الجديدة تنتقل بالتأكيد. فيما كتب روث، على تويتر قائلا: "كنت آمل في تقديم تقرير إلى الحكومة المصرية حول مذبحة رابعة -على حد قولها- قبل عام ولم يسمحوا لي بالدخول من مطار القاهرة". ومضى المسئول بالمنظمة قائلا: "مذبحة رابعة كانت قاسية للغاية بالنسبة لنهج الذي تتبعه مصر في العمل من دفن الرأس في الرمال، لكن منع هيومن رايتس ووتش لن يجعل العالم ينسى". وبدوره، كتب زميل المنظمة عمر شاكر، الذي أعد التقرير، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، "تويتر": "منع روث وويتسون من دخول مصربعد وصولهما إلى القاهرة، واحتجزتهما السلطات منذ مساء أمس الأحد، قبل إطلاق تقرير رابعة". وأضاف شاكر: "نحن نغادر جميعا القاهرة وبخير. منعنا من العمل لا يمكن أن يمحو ما حدث قبل عام، وسنقوم بنشر التقرير في الموعد المحدد غدا". وفي تغريدات سابقة قبل عدة أيام، قال: "هيومن رايتس ووتش" ستصدر الأسبوع المقبل تقريرا هاما من 195 صفحة حول رابعة والقتل الجماعي فيمصر". وأوضح أن "الأسبوع المقبل ستنشر "هيومن رايتس ووتش" نتائج عام من التحقيقات في رابعة، و تقرير من 195 صفحة يوثق تخطيط وتنفيذ وإخفاء جريمة الحكومة". ولم يتسن الاتصال الحصول على تعقيب فوري من الحكومة المصرية، بشأن ما ذكرته المصادر الأمنية، أو ما ورد في تغريدات مسؤولي "هيومن رايتس ووتش". وشهد يوم 14 أغسطس 2013 فض قوات الأمن المصرية اعتصاما لمؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، ما أوقع مئات القتلى، وآلاف الجرحى، بحسب حصيلة رسمية.