فيما يتعلق بإشكالية المفاوضات الإسرائيلية مع الفلسطينيين تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية الحديث في هذا الشأن حيث قال "يوسي بيلين " نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أن إسرائيل يستوجب عليها الرد بشأن مطالب حركة حماس المتمثلة فى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وأيضا المطالب الفلسطينية الكبيرة المتمثلة فى الميناء البحرى أو الميناء الجوى الفلسطيني وذلك لإنه من المفترض ألا توجد مشكلة لدى السلطات الإسرائيلية من وراء تواجد ميناء بحرى أو جوى فلسطيني و على هذا الأساس فإنه من الممكن أن يكون هنالك تواصل إسرائيلي مع الحكومة الفلسطينية و ذلك لأن " إسرائيل " على استعداد للحديث معهم بشأن هذه الأمور "على حد قوله." وأضاف "بيلين" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج " اورلى فجيا" على القناة "العاشرة" الإسرائيلية في حلقة الأمس أنه على استعداد بإن يقوم بإجراء مقابلة مع أي شخص فى هذا العالم بما فى ذلك أفراد حركة " حماس " الأكثر تطرفا "على حد قوله" , و أن هذا الأمر يأتى من واقع خبرته الكبيرة حيث أنه يريد أن يسمع ما يرغب به هؤلاء الأشخاص مؤكدا أن التواصل مع الآخرين دائما ما يكون جيدا. وأشار إلى إنه فى حالة وجود مفاوضات مع الفلسطينيين فهو لا يعتقد أن هنالك مشكلة بشكل عام فى هذه الإشكالية من قبل الجانب الإسرائيلي و لكن ممثلى حركة " حماس " هم من يكونون غير مستعدين لأن يكون هناك محادثات مع الإسرائيليين لأنهم لا يتحدثون إلا فى شأن تدمير " إسرائيل " فقط و لذلك فإن هذا الجدال هو جدال نظري و لكنه قد ينجح فى حالة إن حدث تواصل خلال عقد أو عقدين من الزمان و يكون من شأن هذا التواصل أن يغير من رأى هذه الحركة فى التعامل مع " إسرائيل " كمثل الفكر الذي تغير لدى " منظمة التحرير الفلسطينية " و على هذا الأساس فهو يرى أن الوضع الحالي أبسط بكثير مما يبدوا عليه بالنسبة للإسرائيليين. وفى ذات السياق أيضا قال "مايكل اورن" السفير الإسرائيلي الأسبق لدى الولاياتالمتحدة أن هناك ما يمكن تحقيقه مقابل تقديم شيئا لهؤلاء الفلسطينيين مثل نزع السلاح , و فى ذلك لن تكون التنازلات حينها أحادية الجانب من طرف إسرائيل فقط , ولكن سيتم مراعاة المصالح الإسرائيلية و الفلسطينية سويا . وأضاف " اورن" السفير الإسرائيلي الأسبق أن " إيهود باراك " كان ضعيفا للغاية بينما كان " ياسر عرفات " قويا ومع ذلك لم يستطيع عرفات أن يتوصل إلى السلام , و بعد ذلك كان هنالك " إيهود اولمرت " ضعيفا و على الجانب الاخر " محمود عباس أبو مازن " قويا للغاية و لكنه لم يتمكن أيضا من إحلال السلام والان " بنيامين نتنياهو " الاقوى إسرائيليا و لكنه هو الآخر لم يتوصل إلى حل وسط لإقرار السلام . من جانبه قال "يوني شطبون" عضو كنيست عن حزب "البيت اليهودى" أن دولة اسرائيل لا تشعر بالأمان حاليا و فى مقابل ذلك فإن " أبو مازن " يدفع أجورا لقتلة الإسرائيليين الذين يمثلون جزءا من السلطة الفلسطينية و هذا الأمر جزء من المفهوم الفكرى المتواجد لدى الفلسطينيين على حد قوله وأوضح "شطبون" أن هنالك توجهين للمعركة التى تقودها " إسرائيل " ضد الفلسطينيين , و يتمثل التوجه الأول فيها نحو الأنفاق الفلسطينية الهجومية و التى تعنى بمهاجمة مواطنى دولة إسرائيل و تصدى الجيش الإسرائيلي لهذا الهدف بنجاح , و بالنسبة للتوجه الثانى بهذه المعركة فهو يتمثل فى الصواريخ الفلسطينية وهو هدف لا يقل من الناحية الإستراتيجية عن الهدف الأول. وختم "يوني فيجل" عقيد بإحتياط الجيش الإسرائيلي الحديث في هذه المناقشة بأن ما ينبغى النقاش حوله هو أن حركة " حماس " تصف حالها بأنها جريحة إلا أنها ناجحة , و أنه يمكن الإستشهاد فى هذا الأمر بما يتم عرضه بالقنوات التلفزيونية الإسرائيلية و ما يحدث بالمستوطنات الإسرائيلية و الحرب النفسية التى نجحت هذه الحركة فى خوضها . وشدد "فيجل" على ضرورة أن يتم الإعتراف بالحقيقة القائلة أن عملية " الجرف الصامد " مع كل ما حدث بها من وقائع وصولا إلى هذه المرحلة فإنها تبدوا غير جيدة , و فى ذلك أن حركة " حماس " لم يتم ردعها و هى غير موجودة فى الحالة التى يعتقد الإسرائيليين بأنها تتواجد عليها "على حد قوله."