«العيدية» هي جزء من فرحة العيد وأحد أهم طقوسه المتوارثة، والعادة الغير المرتبطة بسن أو مكانة اجتماعية مهما كانت قيمتها، لكن فرحتها وتأثيرها في نفس الفرد كبير، فالعيدية ينتظرها الصغار والكبار بشرط أن تكون من أوراق جديدة حتى ولو جنيهات معدودة لكنها تسبب البهجة والسرور على قلوب الأطفال. أصل العيدية يرجع أصل العيدية للعصر المملوكي، فكان السلطان يوزع راتبا خاصا على الجنود والأمراء ومن يعمل معه في العيد وكانت تسمى «الجامكية»، وكانت تتراوح قيمتها حسب الراتب فكانت عبارة عن دنانير من الذهب للبعض أو أخرى من الفضة للبعض الآخر. لكن في العهد العثماني أخذت العيدية أشكالا أخرى ولم تعد تقتصر على المال، واستمرت العادة لدى المسلمين حتى وصلت لعصرنا الحالي في سائر البلدان العربية، ففي السعودية على سبيل المثال يتم تخصيص يومين لتوزيع العيدية، يوم للنبين وآخر للبنات. ارتفاع الأسعار والعيدية في ظل الأوضاع الاقتصادية للبلاد هذا العام مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، وتزامنا مع عيد الفطر والمتطلبات التي يحتاجها المنزل والأولاد من ملبس وكحك وعيدية، فهل ستؤثر الأحوال الاقتصادية السيئة علي قيمة العيدية هذا العام أم لا؟ «مش أي حد ياخد عيدية» في هذا الشأن يقول محمد عبد الفتاح 50 عاما، أن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار سيؤثر علي العيد هذا العام، حيث أن مبلغها سيقل بعض الشئ وليس أي أحد يأخذ العيدية الأولاد والأقارب فقط. أضاف يوسف عفيفي 26 عاما، إن العيد له طقوس خاصة لدى المسلمين بداية من صلاة الفجر ثم التكبير حتى صلاة العيد، وللعدية هنا تقليد مهم للجميع وخاصة الأطفال، ويختلف من بلد لآخر حسب العادات والتقاليد والعرف الجاري في البلد. وأشار يوسف أنه شخصيا يحرص صباح يوم العيد على إعطاء العيدية لأهل بيته بداية من بالأم ثم جميع أهل البيت وخاصة الأطفال، ولكن في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تعيشها البلاد ينوي يوسف على تقليل مبلغ العيدية لتوفير المال لأغراض أخرى لم يفصح عنها. ومن جانبها أكدت مني، طالبة، أنها لا تأخذ عيدية لكنها تعطي لأولاد أخواتها الستة، والعام الماضي أعطتهم مبلغا ولعبة هدية ، أما هذا العام فلا تستطيع تحديد المبلغ، لأنها لا تعرف ما المبلغ الذي يمكن أن يكفيهم في ظل ارتقاع الأسعار في كل شيء، وترجح أنها ستكرر شراء الألعاب هذا العام أيضا. الأطفال ليس لهم ذنب وعلي النقيض يري آخرون أنه لابد وأن تزيد قيمة العيدية لهذا العام في ظل ارتفاع الأسعار، وذلك لأن الأطفال ليس لهم أي ذنب في سوء الأحوال الاقتصادية، وفي هذا الصدد تقول أسماء محمد 45عاما، أن العيدية مصدر بهجة للكثير من الأطفال فلا يجب حرمانهم منها. أما أحمد عبد الحميد، 15 عاما،فيقول أن له طريقة خاصة في التعامل مع العيدية، فيقول أنه كان يأخذها من والده ووالدته وعمته وكان في الماضي يصرفها كلها وتنزه بها ويشتري بها ألعاب، ولم يكن يدخر منها شيئا، أما الآن فأصبح يدخر المبلغ في حساب خاص به، ويرى أن العيدية هذا العام لن تتأثر بالأوضاع الاقتصادية. العيدية في البلاد العربية تتميز العيدية بأشكالها المختلفة في البلاد العربية، ففي السعودية يخصص يومان للعيدية يعرفان باسم "أيام الطبلة" يوم للبنين وآخر للبنات ويخرج الأطفال لأخذ العيدية. أما في الكويت فالعيدية تختلف بعض الشئ فتكون عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب يسمي "القرقيعان" يعطيه الناس للأطفال، بينما في السودان يحرص الآباء والأهل علي إعطاء الأطفال قطع نقدية معدنية تخصص بالكامل من أجل شراء الأطفال ما يحبون من ألعاب. العيدية بالغناء في طاجيسكتان في طاجيكستان يحرص الأطفال يوم العيد علي زيارات الأهل والأقارب ويسيرون في جماعات صغيرة وبيد كل منهم كيس صغير لجمع العيدية ويقفون عند أبواب المنازل ويغنون بصوت واحد:" يا صاحب البيت عيدك مبارك فأخرج لنا عيديتنا" فيخرج أصحاب البيت لإعطائهم العيدية. طرق مبتكرة للعيدية يرى خبراء وأساتذة علم نفس أن العيدية قيمة مفيدة للطفل تعمل على تنمية قدرته على التصرف في أمواله والتخطيط لكيفية إنفاقها، كما أنها تدخل السرور والبهجة على قلوبهم خاصة إن كانت من أوراق مالية جديدة، لذلك ابتكر البعض طرق جديدة في تقديم العيدية. ومن هذه الطرق شكل حاويات على هيئة كتاب للأموال أو علب الحلوى المفضلة للطفل أو في مظروفات قماشية ملونة بأشكال جذابة أو ورقية أيضا وكذلك بالون يوضع بداخله النقود ويعاد نفخها بالهواء وبعد فرقعتها يحصل على عيديته من داخلها.