العيدية للأطفال هى العيد نفسه، ومنذ صلاة العيد وحتى نهاية اليوم الأول لا يشغل بال الأطفال سوى ارتداء الملابس الجديدة والعيدية، وكم وصل عدد جنيهات كل منهم، وتبدأ المباراة بين الأطفال من حصل على أكثر الآخر والتخطيط لإنفاقها طوال الأيام الباقية من العيد والتى تبدأ بالانطلاق إلى الأسواق التجارية لشراء الحلوى والألعاب المفضلة. العيدية فى مصر تختلف قيمتها على حسب عمر كل طفل وفى بعض الأحيان تعطى للكبار أيضا، فتهديها الجدة والعمة أو الخالة إلى أقاربها الأصغر سنا منها، ليسود مناخ الود والألفة بين أفراد العائلة، ولكن تمثل العيدية للأطفال العيد الحقيقى المنتظر. تقول الطفلة "دينا عبد الوهاب" 10 سنوات مع بداية أول أيام العيد تستيقظ وتلبس ملابسها الجديدة فى فرحة وسرور، وتذهب لتأدية صلاة العيد مع أهلها وأقاربها وجيرانها، ثم تنتظر العيدية فى ترقب وخفيه إلى أن تأخذها وتنطلق هى وأصدقاءها لشراء الحلوى والألعاب. بينما تقول السيدة "سميرة محمود" 45 عامن، إن العيدية من الطقوس المحببة بين الأسر المصرية وفى أيام العيد لابد وأن تعطى لأطفال العائلة العيدية، ولكنها تشكل عبئا عليها بسبب زيادة عدد الأطفال فى عائلتها، ولكن هذا لا يمنع من وجوب إعطاء الأطفال العيدية، وتقول إنها أيضا فى بعض الأحيان تأخذ عيدية من أقاربها الأكبر منها سنا، فتعطى لها عمتها وجدتها العيدية وزوجها، وهذا يمثل لها سعادة بالغة. تقول "روحية جمعة" 23 عاما، إنها حتى الآن تأخذ العيدية يحرص والدها أن يعطى لها العيدية كل عيد حتى وإن كبرت، فالعيدية بالنسبة لها طقوس أعادت عليها منذ صغرها ولا يمكن التخلى عنها. وعن أصل كلمة العيدية نجد أنها كلمة عربية منسوبة للعيد بمعنى العطف والبهجة، وتعود الكلمة إلى عصر المماليك، فقد كان السلطان المملوكى يصرف راتبا بمناسبة العيد للأتباع والجنود والأمراء، وكان اسمها "الجامكية"، ثم تم تحويرها إلى العيدية، ومن هنا أصبحت عادة على مر العصور وفى جميع الدول العربية.