أعلن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، اليوم السبت، عن تشكيل لجنة برعاية الأزهر، تضم ممثلي القبائل العربية في محافظة أسوان، جنوبي مصر، لبحث سبل إنهاء النزاع بين قبلتي بني هلال والدابودية. وعقب اجتماعين مغلقين عقدهما مع ممثلين عن القبيلتين، كل على حده في مقر محافظة أسوان، قال الطيب في مؤتمر صحفي بأسوان، أن الطرفين تعهدا بعدم تعدي كل طرف على الآخر، وإعطاء الفرصة للعمل على المصالحة بعد الاشتباكات بالأسلحة التي أسقطت 26 قتيلا، بحسب وزارة الصحة، و30 قتيلا، وفقا لمصادر قبلية. وأوضح أن اللجنة ستكون بإشراف محافظ أسوان لواء متقاعد مصطفى يسري، ورئاسة منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، ومتحدثين باسم اللجنة، هما الشيخ كمال تقادم عضو لجنة المصالحة بين القبيلتين، ونقيب الأشراف في أسوان السيد إدريس. وتضم اللجنة، التي بدأت عملها اعتبارا من اليوم، في عضويتها جابرعوض عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بأسوان، وجابر خليل نائب سابق بمجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان سابقا)، وصالح مشالي نائب سابق بمجلس شورى (الغرفة الثانية للبرلمان سابقا)، بالإضافة إلى ممثلين عن القبيلتين المتنازعتين. وأوضح الطيب أن مهمة اللجنة هي تقصي الحقائق وإعداد تقرير حول الأحداث منذ بدايتها، بهدف إعطاء كل ذي حق حقه. وأبدى أعضاء اللجنة استياءهم من تناول وسائل الإعلام المصري للنزاع القبلي في أسوان، واعتبروا أن بعضها (دون تسمية)"يمارس دورا تحريضيا". وبحسب بيان للأزهر، فإن شيخه والوفد المرافق له غادر محافظة أسوان، مساء اليوم، عائدًا إلى القاهرة. وأضاف البيان أن الزيارة جاءت في إطار حِرص الأزهر على حفظ الأرواح ووقف نزيف الدماء وإعادة الأمن والاستقرار بين أبناء أسوان، وتسوية الخلاف الذي نشب بين النوبيين والهلايل. وضم الوفد المرافق لشيخ الأزهر كلا من عباس شومان، وكيل الأزهر، ومحمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والمستشار محمد عبد السلام، المستشار الدستوري والقانوني لشيخ الأزهر. واتفقت قبيلتا الدابودية وبني هلال على استمرار الهدنة بين الجانبين، وإعطاء الفرصة للمصالحة، وذلك خلال الاجتماعين المنفصلين مع شيخ الأزهر، بحسب متحدثين من القبيلتين. وقال أحمد السيد حسن، أحد قيادات بني هلال، إن القبيلة أكدت لشيخ الأزهر التزامها الكامل بما تراه لجنة المصالحات لرأب الصدع، وإعطاء الفرصة للجنة المصالحات ليحصل كل ذي حق على حقه، خاصة أولياء الدم (أقارب القتلى) كل علي حدة. ومضى حسن قائلا، في حديث مع وكالة الأناضول، إن قبيلة بني هلال ملتزمة بعودة الحياة في مدينة أسوان إلى طبيعتها، إلا إذا حدثت خروقات للهدنة من جانب الطرف الآخر. وأشاد وفد بني هلال بجهود شيخ الأزهر، واعتبروا أن انتقاله من القاهرة إلى أسوان "كان له الدور الكبير في تهدئة خواطر أبناء بني هلال"، بحسب المتحدث. بدوره، قال محمد عبد الصبور، من وفد قبيلة الدابودية، إنه "تم الاتفاق على التزام بالهدنة بين الطرفين.. أعطينا كلمة (وعدا) لشيخ الأزهر بالالتزام الكامل بالهدنة حتي وإن بغي الطرف الآخر". وأضاف عبد الصبور، في حديث مع وكالة الأناضول، أن "محافظ أسوان (اللواء متقاعد مصطفى يسري) أصدر أوامره بتشكيل لجنة إغاثة لحصر التلفيات والأسر المتضررة من كلا الطرفين جراء الأحداث، مع سرعة إيجاد منازل بديلة لإيوائهم". وفي وقت سابق من اليوم، أمرت النيابة العامة في أسوان بحبس المتهم الرئيسي في المواجهات القبلية الأخيرة بالمدينة، أربعة أيام على ذمة التحقيق، بحسب مصدر قضائي. وأوضح المصدر أن "المتهم يدعى نجم الدين إبراهيم، ويعمل مدرسا بمحافظ أسوان، ووجهت إليه النيابة تهم التحريض على القتل بدون تمييزوالشروع في القتل والحريق والتجمهر". ونفى متحدث باسم قبيلة بني هلال ومصدر في قبيلة الدابودية، لوكالة الأناضول، أي علاقة لهذا المدرس بالاشتباكات، موضحين أنه مدرس في مدرسة كركر بأسوان، وهي منطقة بعيدة عن منطقة الاشتباكات (السيل الريفي شرقي المدينة). وفيما تتواصل تحقيقات النيابة العامة في سبب الاشتباكات بين القبيلتين، توجد عدة روايات حول بداية الأحداث، منها حدوث مشادة بين طلاب من القبيلتين في إحدى المدارس على خلفية سياسية، في ظل حالة الانقسام التي يشهدها المجتمع المصري منذ الإطاحة في يوليو/ تموز الماضي بالرئيس محمد مرسي.