لزواج القاصرات تأثيرات صحية متعددة ذات انعكاسات اجتماعية وسلبية على المستوى النفسي للفتاة قبل الزواج وبعده ما يجعله مهددا بالفشل، وتوضح المؤشرات والدراسات أن حالات الزواج المبكر تنخفض في الدول التي تحدد سن عالي للزواج. واتفق العديد من جمعيات حقوق المرأة وأساتذة علم النفس أن للزواج المبكر آثار ومخاطر صحية ونفسية سلبية على الفتاة وأطفالها، وهو ما يجعل البنت عرضة للاضطرابات النفسية وتأخر الحمل أو الولادة المبكرة وزيادة معدلات الإجهاض وتعرضها لخطر الإصابة بهشاشة العظام. الجانب النفسي للفتاة يتأثر بالغ الأثر بهذا الزواج فما بين اضطرابات في علاقتها مع زوجها، وعدم قدرتها على التكيف، ومعاناة أطفالها لكونها غير مؤهلة للأمومة وتحمل مسئولياتها كربة منزل، الأمر نفسه قد يزداد ليصل لأمراض أعقد مثل الهستيريا والفصام، والاكتئاب. القاصر فتاة غير ناضجة يؤكد الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الفتاة القاصر هي فتاة غير ناضجة على المستوى الفكري أو النفسي أو العاطفي، مما يجعلها في حالة ارتباك شديد بعد الزواج تجعلها غير قادرة على التواصل الوجداني والعاطفي والفكري مع شريك حياتها. ويوضح أن الزواج دون السن المناسب يجعلها غير كفء لتحمل مسئولية أعباء الحياة الزوجية، وخصوصا بعد إنجاب الأطفال فلن تكون على دراية أو الإدراك أو الثقافة للاهتمام بشئون ورعاية الطفل والزوج والأسرة ككل. ولا تقتصر التأثيرات السلبية لزواج الفتاة دون السن على الفتاة وحدها بل تصل للطفل والزوج وهو ما يهدد استمرارية الزيجة أو نجاحها واستقرارها، وكذلك يعاني الطفل من قصور نفسي بسبب عدم الوفاء بمتطلباته من الرعاية والحماية والتوعية. تأثيره على الزوج يضيف أستاذ الطب النفسي أن الزوج نفسه يشعر بأنه غير متواصل مع زوجته وتكون هناك فجوة في التفكير، وبمقارنة شخصياتهم واهتماماتهم نجد فروق كبيرة بينهم بما يجعلها عاجزة عن إشباعه، والتواصل الجيد معه من الناحية المعنوية والعاطفية والوجدانية، وسيكون مصير ذلك الزواج الفشل أو الانتهاء بالطلاق. خطورته الحقيقية بعد الإنجاب الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بكلية طب الزقازيق، أوضح أن القاصر أو البنت دون ال 18عام، تأثير زواجها يختلف من فتاة لأخرى، حسب استعدادها ما قبل الزواج فهناك فرق بين بنت لا تعرف شيئا، وأخرى يجهزها أهلها ويتم توعيتها لما هي قادمة عليه، وبالتالي فالاستعداد هو الفيصل وليس السن في حد ذاته. ويؤكد أن المشكلة الحقيقية في ذلك الزواج تتمثل في الإنجاب وخطورته على الفتاة قبل اكتمال نموها جسديا، وتحملها لمتاعب الحمل والولادة، وهذا هو الخطر الذي يجب مناقشته، حيث يخطئ الكثيرون في تحديد المشكلة. الزواج دون إعداد تشويه للفتاة وفقا لما أوضحه أستاذ الطب النفسي فمصطلح زواج القاصرات عموما لا معنى له ولا يصح إدانته أو مدحه إلا بتحديد مواصفاته فزواج الفتاة دون إعدادها هو ظلم وتشويه له ولحياتها بسبب جهلها وعدم قدرتها على تحمل الأعباء. وفكرة تزويج الفتاة بحثا عن المال من رجال أكبر سنا أو كما يحدث في بعض المناطق، ولجوء الآباء لتزويج فتياتهم لخليجيين مقابل مال وفير، ليس زواجا من الأساس، وإنما عملية بيع وشراء لجسد فتاة، وتصبح بعد ذلك الزوجة جارية في بلد لا تعرفها مع شخص غريب، وهو ما يعد جريمة حقيقية يجب تقييدها بسبب انتهاكها لحقوق الفتاة. اقرأ فى هذا الملف * أكتوبر والفيوم وأسيوط.. «بؤرة» انتشار زواج القاصرات * حالات حية لزواج قاصرات * زواج القاصرات في الشرع والقانون والفن ** بداية الملف