قول المسيح عليه السلام «كل شيء تحت السماء له وقت» يؤكد منعه زواج القاصرات، ويرى رجال الدين الاقباط ان زواج القاصرات جريمة فى حق الاطفال، واذا ثبت تورط كاهن فى تزوير سن الفتاة الصغيرة فيتم شلحه وايقافه عن الخدمة فوراً. ومع هذا فزواج المسيحيات القاصرات ينتشر فى قرى الصعيد، وتحديدا فى محافظتى المنيا واسيوط، ويتم بين الاقارب من خلال شهادة تسنين أو تزوير فى عمر الطفلة. القس اسطفانوس شحاتة- وكيل مطرانية سمالوط- يقول: لانقوم بعمل اكليل زواج وطقوس الارتباط بدون أوراق رسمية وشهادات ميلاد تثبت ان العروسين اكبر من 81 عاما، وننصح بأن يكونا أكبر من هذا العمر بعامين على الاقل حتى يتحملا المسئولية، ومن غير المعقول ان تتحمل عروس صغيرة مسئولية الزواج واعباءه، شحاتة مستدركاً: ولكن بعض العائلات التى تعيش معا ويكونون اولاد عمومة أو ابناء خالات يقربون بينهم بالمصاهرة، وفور قربهم من السن القانونية يهرعون الى الكنسية لاتمام الزواج، ونحن لانملك منعهم مادامت أوراقهم سليمة ومنهم من يأتى بشهادات تسنين، وهى معترف بها، ويتم توثيقها، والاعتراف بالزواج كنسياً وقانوناً. ويؤكد اسقف المعصرة وحلوان الأنبا بسنتى أن الكنيسة تمنع زواج القاصرات، فمثل هذا الارتباط لايناسب الكنيسة دينيا وله آثار اجتماعية خطيرة، واذا ثبت تورط كاهن فى تضليل أو تزوير، فيتم شلحه وايقافه عن الخدمة فوراً باعتباره مشاركا فى جريمة تعد كارثة ونحن نرفض بشدة مثل هذا الزواج، وأؤكد انه من المستحيل مشاركة راعى الكنيسة فى دعم زواج القاصرات أو التستر عليه، لأن راعى الكنيسة يعلم تعاليم الإنجيل وقول السيد المسيح: (كل شيء تحت السماء له وقت)، لذا اطالب الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه بمنع مثل هذه الجريمة التى تتم بحق الاطفال تحت اسم الزواج. القس بيمن الطحاوي- كاهن كنيسة مارمينا بطحا- يرى ان اصطلاح (تزويج الاطفال) هو الاقرب للتعبير وليس (زواج الاطفال) لافتقاره عنصر الارادة والحرية الواعية، وهذه الظاهرة منتشرة فى الريف والاحياء الشعبية، اذ يتم التأثير على الفتاة الصغيرة للقبول بزواج هذا الشخص أو ذاك، وهذا (تزويج للاطفال) وليس لشابات ناضجات والمواثيق الدولية تحدد سن الطفلة بأنها مادون سن الثامنة عشرة. الطحاوى مضيفاً: ان مثل هذا الزواج ينطلق من جهل وتخلف فالجاهلون يعتبرون- ضمن تخاريفهم- انه يحمى البنات من الانحراف، مع انهن (اطفال) وليسوا ناضجين فسيولوجيا، وقد رأينا بعض الشباب يريدون الزواج من (فتاة خام) لم يسبق لها خطوبة أو علاقة وهم لايعرفون انهم يتزوجون بطفلة وليست فتاة ناضجة، وتوجد حالات لبنات يتزوجن بكهول، لذا فنحن نأخذ إقرارا على من يكبر العروس بخمسة عشر عاماً بالموافقة والرضا وعدم الاجبار. بيتر رمسيس النجار- محام- يبدى رأى القانون بقوله: طبقاً للقانون فالصبى غير المميز هو من يتراوح عمره بين السابعة و21 عاما واذا ثبت ان الوكيل قد قام بالتزوير فى شهادات الميلاد أو اثبت سنا غير حقيقية، فيعاقب بالحبس لانه شارك فى جريمة هتك عرض وزواج قاصر. د. مارى فكرى مينا- استاذ علم النفس- تقطع بأن الزواج المبكر جريمة مثل الختان، ويجب مواجهته بشدة، فهذا الزواج يقتل طفولة ويغتال براءة طفلة لاذنب لها سوى الفقر، أو انها نشأت فى اسرة لاتعرف واجبات هذه الصغيرة من تبعات الزواج المبكر من ولادة وتربية أطفال، وبمرور الوقت تنشأ حالة من الشك والوساوس، ثم تبدأ اعباء كارثية تصل احيانا الى ارتكاب جريمة، أو النفور الشديد، وفى علم النفس فالشخص ينضج من خلال خبرات اجتماعية وفسيولوجية. بدوره يوضح استشارى الطب النفسى د.أمجد خيرى كامل ان الاديان تعارض الزواج المبكر، باعتباره كارثة، واساتذة الطب النفسى يحذرون دائما من صدمة الليلة الاولى وعواقبها وكوارثها التى تلقى بظلالها السوداء على الزوجة طوال حياتها، وتسبب نفوراً شديداً تجاه زوجها، بالاضافة الى كارثة اخرى هى حرمانها من التعليم، ويجب مواجهة هذه الظاهرة من خلال المساجد والكنائس، وبحملات توعية من خلال وسائل الاعلام وبالندوات التثقيفية، بهدف شرح الجوانب السلبية لهذا الزواج