يغزوها بوش .. وينسحب منها أوباما موافقة 49 دولة على قرار غزو أمريكا للعراق النفط.. السبب الخفي وراء غزو العراق18 فشل الإدارة الأمريكية في إثبات الإدانات على العراق ديسمبر 2011..خروج آخر جندي أمريكي من العراق منذ اليوم الأول لولاية "جورج بوش" الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية كانت بعض الدول هدفا رئيسا لديه، ولم يبخل بأي جهد للنيل منها، متمثلة في إيران، العراق وكوريا الشمالية، وحازت العراق نصيب الأسد في الانتقام؛ أو بالأحرى هي الدولة الوحيدة من ضمن الدول السابقة الذكر الذي نجح بوش في تدميرها. قرار غزو العراق كانت أحداث 11 سبتمبر 2001، الشرارة التي أطلقت الحملة العدائية الأمريكية ضد العراق، حيث أصبح العرب والمسلمين بصفة خاصة في وضع محرج وتعددت الاتهامات من قبل الإدارة الأمريكية للرئيس العراقي "صدام حسين" ومؤسس تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" بتنفيذ تفجير برجي التجارة العالمي لضرب الاقتصاد الأمريكي. بدأت الحملة بإدعاء الإدارة الأمريكية وجود أسلحة دمار شامل في العراق، مما دعم خطط بوش في غزو العراق؛ وساعده في ذلك عدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قراراً للأمم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "أسلحة الدمار الشامل"، كما زعمت. وفي خطبته أمام مجلس الأمن عام 2002، طالب بوش الموافقة على غزو العراق فأيدته انجلترا وعارضه ممثلو فرنسا وألمانيا، مطالبين اللجوء إلى المفاوضات السلمية مع الاستمرار في التحري عن الأسلحة شاملة الدمار، وبعد نقاش حاد وافق المجلس على قرار رقم 1441 الذي تقرر فيه التحري عن الأسلحة شاملة الدمار. تضمن قرار رقم 1441 إعطاء فرصة أخيرة للعراق للقيام بالتخلص من الأسلحة شاملة الدمار وعينت الهيئة مراقبين جدد للتحري عن هذه الأسلحة برئاسة "هانس بلكس" كما فوضت "محمد البرادعي"، رئيس لجنة الطاقة الذرية في التفتيش عن وجود أية مفاعلات نووية وجاء تقرير الوكالة مفاجأ بخلو العراق من أيه أسلحة دمار شامل. الأسباب الحقيقة للغزو لم تستطع الإدارة الأمريكية تقديم أدلة تثبت تهمة استخدام العراق أسلحة ممنوعة تؤكد تعاونها مع بن لادن في حادث الحادي عشر من سبتمبر؛ لذا لجأ البعض الاستعاضة عنها بطرح تهم انتهاك حقوق الإنسان من قبل الحكومة العراقية كسبب مبرر للغزو. كانت أهداف بوش الحقيقية لغزو العراق ليست دفاعا عن حقوق الإنسان أو الحفاظ على العالم من أسلحة الدمار الشامل كما ادعى، خاصة كون أمريكا الأكثر إدانة باستخدامها قنبلتين ذريتين على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية 1945، وإنما في الحقيقة كان سبب العزو الرئيسي هو السيطرة على النفط العراقي الذي يعتبر من أكبر الاحتياطات النفطية في العالم. رد الفعل العالمي كان لقرار غزو العراق وقع سلبي على سكان كثير من بلدان العالم؛ حيث قامت مظاهرات عارمة ضد الحرب في 800 مدينة من مدن العالم و تعتبر هذه المظاهرات أضخم مظاهرات في التاريخ. بالرغم من ذلك، استطاعت الولاياتالمتحدة من الحصول على موافقة 49 دولة لغزو العراق، كما ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة من قوى "غير قتالية". كان هناك دعم ضئيل من قبل الرأي العام في معظم الدول المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، فعلي سبيل المثال في إسبانيا أظهرت استطلاعات الرأي أن %90 من الأسبان لم يؤيدوا الحرب. بداية الغزو وسقوط العراق في 17 مارس 2003 وجه بوش إنذارا إلى صدام حسين بترك العراق مع ولديه "عدي وقصي" وأعطاهم مهلة 48 ساعة، ورغم ذلك بدأ قصف المدن العراقية يوماً كاملاً قبل انتهاء مدة الإنذار. و في 20 مارس، قامت قوة مؤلفة من جيوش عدد من الدول وهي الولاياتالمتحدة (248000 جندي) والمملكة المتحدة (45000 جندي) وأستراليا (2000 جندي) وبولونيا (149 جندي) بالإضافة إلى 36 دولة أخرى؛ بغزو العراق. كان قد تم حشد 100000 جندي أمريكي في الكويت وتلقت الولاياتالمتحدة مساعدات من الأكراد في شمال العراق كذلك. لقي الجيش الأمريكي مقاومة ضعيفة من قبل الجيش العراقي عدا في بعض المناطق التي قاومت فيها بعض قطعات الجيش والميليشيات ببسالة. في 9 أبريل 2003، أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق العراقية، ونقلت وكالات الأنباء مشاهد لحشد صغير يحاولون تدمير تمثال صدام حسين في وسط ساحة أمام فندق الشيراتون، والتي قاموا بها بمساعدة من ناقلة دبابات أمريكية، وقام المارينز بوضع العلم الأمريكي على وجه التمثال ليستبدلوه بعلم عراقي فيما بعد. أوباما ينسحب ظل بوش متمسكا بحلم السيطرة على العراق، إلى أن تولى باراك أوباما بعده، متخذا قرارا بالانسحاب الكامل من الأراضي العراقية، لعدم وجود أدلة تثبت استخدام أسلحة دمار شامل في أي بقعة من أرض بلاد الرافدين. لم تجن هذه الحرب سوى أكبر الخسائر البشرية في المدنيين في تاريخ العراق وتاريخ الجيش الأمريكي في عدة عقود؛ بالإضافة إلى مهازل الجيش الأمريكي التي كان يمارسها على مسمع من الجميع من انتهاكات وتعذيب وقتل واغتصاب وكل الجرائم البشعة التي لم يتخيلها أحد. انتهي احتلال العراق رسميا في 15 ديسمبر 2011 بإنزال العلم الأمريكي في بغداد وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر من العام نفسه، وترك العراق الجريح ينزف دما.