تساءلت مجلة /تايم/ الأمريكية عن السبب وراء فشل أكبر مسيرات احتجاجية في التاريخ تم تنظيمها في أكثر من 600 مدينة حول العالم في ثنى أمريكا عن اتخاذ قرار غزو العراق " .. وبهذا التساؤل استهلت المجلة تقريرها الذى حمل عنوان "لماذا فشلت أكبر تظاهرة فى تاريخ العالم؟". وذكرت المجلة -فى تقريرها الذي أوردته على موقعها الألكتروني مساء /الأحد/- أن المظاهرات التى نظمها نحو 15 مليون شخص في العديد من الدول العربية والأوروبية فى شهر فبراير 2003 احتجاجا على اعتزام الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش الأبن غزو العراق بزعم أن نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل ، قد فشلت بالفعل فى ثني أمريكا عن قرارها بغزو العراق. وتشير (تايم) إلى أن المسيرات الإحتجاجية ملئت شوارع معظم الدول العربية والعاصمة الايطالية روما والبريطانية لندن ومدينة برشلونة الاسبانية وعدد من الولاياتالأمريكية على رأسها سان فرانسيسكو ونيويورك إضافة إلى كندا وبلجيكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وسويسرا والفاتيكان والهند وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والمكسيك،وذلك في محاولة لتوصيل رسالة عالمية للمجتمع الدولي وهى "لا لغزو العراق". ولفتت المجلة الأمريكية إلى أنه على الرغم من خروج هذه المسيرات التي تعد الأكبر في التاريخ فأنها فشلت في تحقيق هدفها التي خرجت من أجله !، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تجاهلت كل تلك التظاهرات وشنت حربها على العراق بعد شهرا واحدا حيث قامت بغزو المدن العراقية وتدمير الجيش العراقي واعدام صدام حسين . ورأت مجلة /تايم/ الأمريكية أن جورج بوش الأبن كان له دورا كبيرا في التعتيم على تلك المسيرات الاحتجاجية أمام الرأي العام الأمريكي عقب الموافقة التي حصل عليها من الكونجرس الأمريكي بغزو العراق في محاولة لإضفاء الشرعية على الغزو، فضلا عن تجاوز مجلس الأمن في هذا الصدد. وأكدت المجلة على أنه سيحين موعد الكشف عن الدوافع الحقيقية وراء قرار الغزو الذي اتخذته ادارة بوش الابن على الرغم من عدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق ذلك السبب الذي اتخذته واشنطن ذريعة للتدخل في العراق والقضاء على صدام حسين ، والذي تسبب ايضا في مقتل أكثر من 100 الف مواطن عراقي و4 الاف جندي أمريكي ومن قوات التحالف . ورأت المجلة أن الولاياتالمتحدة انفقت مليارات الدولارات على حرب وقائية لا طائل من وراءها وانها لم تحقق سوى مكاسب هشة على أرض الواقع . وأعادت المجلة إلى الأذهان -في ختام تقريرها- التذكير بأن الغزو الأمريكي للعراق قد اندلع عام 2003 ، بشكل أدى إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بمساعدة دول مثل بريطانيا واستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا. وتمكنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر التبريرات التى قدمتها لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بشرعية الحرب، في الحصول على تأييد 49 دولة على مستوى العالم لقرار الغزو.