رسومات ونقوش قبطية على جدران الجبَانات بنايات حديثة " فارهة ومتعددة الطوابق " مدافن تحولت لمكاتب استثمار عقاري اماكن لايواء الهاربين وتجار المخدرات والخارجين عن القانون تفاقمت مشكلة الإسكان بشكل كبير في الفترة الأخيرة لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال زيادة عدد السكان وارتفاع أسعار مواد البناء بالإضافة إلي زيادة أسعار المعروض سواء على مستوي الإيجار أو التملك في أحياء وشوارع المحروسة المزدحمة والتي امتد أثرها ليطال المدن الجديدة البعيدة وقد كان الغرض الأساسي من بنائها هو محاولة إيجاد سكن منخفض التكلفة للشباب وأصحاب الدخول البسيطة لقد تغلب المصريون رهبة الموت واستطاعوا العيش بين الرفات والجثث بعد أن عاشوا لحظات رعب اكبر وهم بلا مأوي ولا جدران تحميهم. أحياء أثرية في الجبانات في وسط القاهرة تجد العديد من المقابر التي يقطنها الفقراء وبأسماء مختلفة البساتين ترب الغفير مقابر الإمام الشافعي، والسلطان احمد, والسيدة عائشة. وستجد مدافن اليهود التي ضمت رفات ليهود مصريين كانوا يقيمون هنا قبل أن يتخذوا قرارا بالهجرة الجماعية ، وقد قام الأهالي بالإقامة في هذه المقابر ، ومع الوقت تغيرت معالمها وامتدت حولها المباني العشوائية من كل جانب وسميت المنطقة بهذا الاسم "ترب اليهود" بالإضافة عمائر وأجزاء أخرى قامت المحافظة ببنائها. جولة في مقابر الصعيد وبعيدا عن القاهرة وفى جولة داخل أحدى قري الصعيد بمحافظة المنيا رصدت شبكة الإعلام العربي "محيط" مقابر قرية "الشيخ زياد" . الأمر مختلف تماما في قرية الشيخ زياد حيث تلتف البيوت حول المقابر وتكون مكانا مركزيا " منتصف القرية، وفى بعض الأحيان قد تصبح مكانا للسهر و السمر اللعب بين الشباب وكذلك إقامة الأفراح والمآتم. هذه المقابر ليس لن تجد لها بوابات تفصلها عن الأحياء السكنية كما هو الحال في مقابر المدن ولكن من الممكن أن تجد " حوش"أو اثنين لبعض كبار العائلات في القرية وقد أقٌام أصحابها بوابات حديدية تفصل مقابرهم عن بقية أبناء القرية ، ويحيط بهذه المقابر رقعة زراعية كبيرة وقد تميزت ببساطة البناء والتصميم على عكس فخامة التصميمات المعمارية لجبانات ومقابر الحضر . كما توجد مقابر بعيدةنسبيا عن مقابر القرية وهى تختلف عنها في البناء والتصميم ونجد مقابر للأقباط وقد أنشأتعلى احدث تصميم فمنها متعددة الطوابق و قام ذوو الموتى بحراستها بطريقة مختلفة حيث أحاطوها بأسلاك كهربائية شديدة الخطورة في حال اقتحام أو سرقة المقبرة . في القرى..الموت يتحدي الهوية في الصعيد مقابر الأقباط تجاور مقابر المسلمين وأضرحة أولياء الله الصالحين و مشايخ من الطرق الصوفية حيث تسمع ترانيم الصلاة على الأقباط تعانق تواشيح الموالد و ليالي الذكر . حتي المقابر أصبح امتلاكها حلم قد لا يحصل عليه كثير من أصحاب الدخول المتوسطة أما البسطاء والذين لا يملكون قوت يومهم فمطلوب منهم دفع مبالغ طائلة كي يجدوا مكاناً يواري جثثهم بعد الموت خاصة في ظل اشتعال أسعار الجبانات التي قد تصل إلي 100 ألف جنيه خاصة في 6 أكتوبر والجيزة والفيوم , أما بالنسبة لجبانات المحافظة فقد علمنا أن السعرالرسمي للجبانة يصل إلى حوالي 5آلاف جنيه ويضطر الكثير إلي دفع مبالغ – تحت الترابيزة- تصل إلي 30 ألف جنيه للحصول عليها . و هو الأمر الذي اضطر كثيرا من هؤلاء للخروج إلي الصحراء والبحث عن أماكن تصلح لبناء مقابر بها. في حين يحصل أصحاب الحظوة علي مقابر خمس نجوم في أرقي أحياء الجمهورية بتشطيب سوبر لوكس وهي عبارة عن طابقين طابق سفلي للمتوفى والطابق الثانية باستراحة متفاوتة المساحات مجهزة بمطبخ وحمام لاستقبال أهالي المتوفي وتقدم لهم الشراب عندما يزورون المقبرة وتتراوح أسعار هذه المقابر بين 200 ألف إلي 500 ألف جنيه وهي خاصة بنجوم المجتمع وبعض الوزراء ورجال الأعمال وبعض الفنانين والمشاهير. اقرأ فى هذا الملف * دولة الجبَانات .. ومافيا المقابر * أصدقاء ما بعد الموت * مدافن الأقباط .. "طافوس" الرهبان * مقابر ملوك ورؤساء مصر ** بداية الملف