سؤال حير الكثير من الأئمة والدعاة، لماذا وحّد وزير الأوقاف خطبة الجمعة في جميع مساجد مصر؟هل لتكميم الأفواه، وعدم الحديث في السياسة على المنبر أم لفرض قاعدة أن الحاكم بأمر الله لا يعارض ؟ من ناحية أخرى هل ستلتزم الائمة بهذا القرار؟وإن لم يلتزموا هل سيفرض وزير الأوقاف مراقبة على كل مسجد لمعرفة عن أي موضوع تحدث الإمام في خطبته ؟ من ناحية أخرى اعتبر البعض من الأئمة أن توحيد خطب الجمعة تقييد لحريات الإمام في تناوله للموضوعات الدينية التي تناسب البيئة التي يخطب فيها، فما يصلح في خطبة الجمعة بأحد مساجد القاهرة, قد لا يلقي قبولاً بين المصلين في إحدي القري النائية بالوجه البحري. في سطور نعرض بعض الإجابات نعرف من خلالها هل سيخرج الإمام علي تعليمات الوزير إذا تحدث في خطبته بأحد المساجد عن عظة الموت عند وجود جنازة بالمسجد, أو فضيلة العفو والتسامح والدعوة إلي الصلح بين عائلتين, أو إذا حث المصلين علي التبرع وعمل البر إذا كان أهل الحي الكائن به المسجد بحاجه إلي المساعدة؟! علاج حاسم للفوضى في البداية أشاد الأستاذ طة زياد وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية , بالقرار مؤكداً أنه علاج حاسم وحازم لفوضي الدعوة في المساجد, ويري أن الوزارة أحسنت صنعا, بإصدار هذا القرار, خاصة أن معظم الدول الإسلامية والعربية والخليجية تفعل ذلك لضبط العمل الدعوي, فلا تكون الخطب لهوي الخطيب الذي قد تكون له انتماءات مذهبية أو سياسية, وقد يحول الخطبة إلي نشرة أخبار أو تجريح للمخالفين وتشهير بهم, وهذا يتنافي مع أركان الخطبة التي أجمع عليها الفقهاء. حل وسط بينما أعرب الشيخ هشام زكي, إمام وخطيب, أن الأوقاف بما لها من سعة الإطلاع في أحوال العباد والبلاد وحرصا منها علي توجيه الأئمة بما يصلح وبما يتناسب مع المناسبات والأحداث, رأت أن تحدد عدة موضوعات معاونة للإمام في أداء رسالته, وهذا من باب التعاون علي البر والتقوي, وعلي الإمام أن يقوم بتحديد العناصر حول هذا الموضوع وجمع الأدلة بما يتناسب مع أحوال الناس وعرضها بأسلوب طيب جميل . الخطيب كالطبيب وأضاف حسن سيد احمد إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بالشرقية ،أن الخطيب كالطبيب يشخص أجواء المجتمع وعلله, ويصف الدواء الناجع بحكمة واقتدار, ويعيش أحوال الناس, ويشعر شعورهم, فيشاطرهم آمالهم وآلامهم, فلا يعيش في واد والمجتمع في واد آخر, بل يعرض الموضوعات المهمة, ويتحري حسن اختيار الموضوعات, فالداعية الحكيم هو الذي يدرس الواقع وأحوال الناس, وينزل الناس منازلهم, ويدعوهم علي قدر عقولهم, وطبائعهم وأخلاقهم, ومستواهم الاجتماعي, ولذا قال سيدنا علي, رضي الله عنه,( حدث الناس بما يعرفون, أتحبون أن يكذب الله ورسوله). نخّير الموضوعات بينما يري الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء, أنه قرار تنظيمي ينظم للخطيب ما يقوله ويعينه علي تخير الموضوع, حتي لا يبحث وحده, وهذا لا بأس به, ولكن تحديد الخطبة علي مدي شهر أو شهرين, قد يأتي في وسط هذه المدة بعض الأحداث أو المناسبات التي تحتاج إلي إلقاء الضوء عليها, فلا بأس حينئذ من أن يتحدث عنها الخطيب, ولا تثريب عليه, ومن الممكن أن يجعلها في الخطبة الثانية, أو في جزء من الخطبة الأولي, ووزير الأوقاف رجل عالم يريد أن يعين الخطباء علي تخير الموضوعات, ولا مانع للخطيب من أن يعرج علي ما قد يجد من موضوعات جديدة أو مناسبات بعد ذلك, وإذا كانت الموضوعات لا تتلاءم مع المكان, فيجب علي الإمام أن يكيفها حسب فهم المصلين, لأنه من البلاغة( مطابقة الكلام بمقتضي الحال) فيراعي الإمام أحوالهم ويتكلم بما يحتاجون إليه. ليس تعاملاً عسكرياً وقال الشيخ أحمد البهي رئيس حركة أئمة بلا قيود أن التعامل مع الخطبة الموحدة ليس تعاملا عسكرياً، بل لابد فيه من المرونة ، موضحاً أنه سيخطب في أي موضوع يراه مفيداً للمكان والبيئة التي يخطب فيها ، دون التزام مطلق بالموضوع المقرر ، وإن تم الإجبار على موضوع معين فسأقوم بإضافة لمسة خاصة على الموضوع لأجعله بصورة تدخل القلوب والأذهان مضيفاً أنه إن تم إجبارنا على قراءة الخطبة من الورقة كما هي فلابد أيضا من المؤثرات الصوتية والحركية التفاعلية مع موضوع الخطبة لنخرجها من الرتابة (وكل ذلك يكون حسبة لله فقط ومن أجل صالح الدعوة وحرصا على استفادة الجمهور) قرار كان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف قررأن تكون خطبة الجمعة موحدة على جميع أنحاء مساجد جمهورية مصر العربية وحذر من عدم خرق القانون قائلاً: "زمن الفوضى ولى وسيتم فصل أي خطيب لا يتحدث في موضوع الخطبة المحدد من وزارة الأوقاف وأي جمعية لن تلتزم سيتم ضمها مباشرة إلى الأوقاف وهناك خطة واضحة ومدروسة لذلك ". وأشار إلى أن إدارة الإرشاد الديني وبحوث الدعوة ستقوم بإصدار خطبة مكتوبة كل يوم جمعة ولابد قانوناً أن يلقيها الخطيب بأسلوبه وفي إطار الموضوع وعدم الخروج عنه وذلك لوجود الاختلافات في الاسلوب وقوة الإلقاء